عرض ونقد التناقض المنطقي والقصور العلمي في تحليل تشكل الثقوب السوداء |
935
12:59 صباحاً
التاريخ: 2023-10-18
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-7-2016
3568
التاريخ: 25-3-2021
1876
التاريخ: 17-5-2016
1056
التاريخ: 21-1-2023
1186
|
تفسر النظريات المعاصرة السيرورات الفيزيائية المؤدية لتشكيلها بالمراحل التالية:
الاندماج النووي الحار في قلب النجوم ← تحويل الهيدروجين إلى هليوم + طاقة تظهر على شكل إشعاع وضوء وحرارة، ولكن بمرور الزمن ← ينفذ الوقود النووي لتحول الكتلة إلى طاقة عبر ملايين السنين أو مليارات السنين ← ينهار النجم للداخل تحت تأثير ثقالته الذاتية ← انقباض النجم ← زيادة سرعة الانفلات من النجم لزيادة الجاذبية فيه، وعندما يتقلص نصف قطر النجم إلى 30 كم تصبح سرعة الانفلات 300 ألف كمثا وهي سرعة الضوء، 18 وبالتالي لا يستطيع الضوء الذي يصدر عن النجم أن يفلت منه ← الثقب أو النجم يصبح أسوداً، وهنا يظهر التناقض العلمي كما يلي:
a) فطالما النجم استنفذ وقوده النووي فمن أين يأتيه الضوء؟ لأن الضوء من نتائج الاندماج النووي الحار، وهو لا يحدث فيه لاستنفاذ وقوده، وهذا هو التناقض الأول.
b) أما التناقض العلمي الثاني فإنه حسب النظرية النسبية الخاصة، لا شيء يستطيع التحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء فكيف يعتقد ستيفن هوكينج، ويبرهن على إشعاع وتبخر الثقب الأسود؟ حيث يقول في كتابه الثقوب السوداء والأكوان الطفلة، ص (91 – 92): (إن الثقب الأسود يخلق ويشع جسيمات كما لو أن جسم ساخن عادي ذو درجة حرارة متناسبة مع ثقالة سطحه ومتناسبة عكساً مع كتلته، وبالتالي فإن الثقب الأسود يشع وينير)، وهذا يدعى إشعاع هوكينغ، وتفسيره بالاعتماد على نظرية الكم التي تقر بالجسيمات المضادة الوهمية للجسيمات الحقيقية التي تتولد معها باستمرار كأزواج من مادة حقيقية، ثم ينفصل الزوجان أحدهما عن الآخر، ثم يعودان للاندماج حيث يفني كل منهما الآخر، تدعى هذه بالجسيمات الوهمية، لأنها لا يمكن أن ترصد مباشرة من خلال كاشف الجسيمات، كما هو الحال مع الجسيمات الحقيقية، إلا أن آثارها غير المباشرة قابلة للقياس، وبوجود الثقب الأسود، يسقط أحد عنصري زوجي الجسيمات الوهمية فيه، تاركاً في الخارج شريكه، وقد يسقط الجسيم أو الجسيم المضاد المتخلف في الثقب بعد شريكه الأول، لكنه قد ينقلب أيضاً مبتعداً عن الثقب، فيبدو عندئذ وكأنه إشعاع صادر عن الثقب الأسود، لذلك يسمح ميكانيك الكم للجسيم بالفرار من الثقب الأسود، بعكس الميكانيك الكلاسيكي، هناك كثير من الظواهر الفيزيائية الذرية والنووية التي توجد فيها حواجز لا تستطيع الجسيمات اختراقها وفقاً للمبادئ الكلاسيكية، بينما تستطيع اجتيازها بموجب مفعول النفق في ميكانيك الكم، يستطيع الثقب الأسود خلق أزواج الكترون – بوزيترون وجسيمات ذات كتلة تساوي الصفر، كالفوتونات والنيوترينوات والغرافيتونات (الحوامل المفترضة للطاقة الثقالية)، إن الثقب الأسود البدئي قادر على تحرير طاقة بمعدل ستة آلاف ميغا واط، أي ما يكافئ ما تنتجه ست محطات توليد كهرباء نووية كبيرة، بينما يقوم بإشعاع الجسيمات، تتناقص كل من كتلته وحجمه، وهذا ما يجعل أمر الفرار سهلاً لمزيد من الجسيمات، فيستمر الإشعاع بمعدلات متزايدة شيئاً فشيئاً إلى أن يكون قد أشع ذاته، وزال من الوجود، وبالتالي سوف يتبخر كل ثقب أسود في الكون على هذا المنوال، إلا أن الزمن اللازم للثقوب السوداء الكبيرة لتتبخر من الوجود طويل جداً، فالثقب ذو الكتلة المساوية لكتلة الشمس سوف يدوم مدة تساوي 1066 سنة تقريباً، من ناحية أخرى، يجب أن تكون الثقوب السوداء البدئية قد تبخرت تقريباً في غضون عشرة المليارات من السنين التي انقضت منذ الانفجار الأعظم، في بداية الكون، ونتوقع أنها تشع حالياً أشعة غاما ذات أمواج شديدة القصر بطاقة تساوي حوالي مئة مليون الكترون – فولت، تتسارع المرحلة النهائية من تبخر الثقب الأسود على نحو تنتهي فيه بانفجار هائل، تكون للانفجار النهائي طاقة مكافئة لمليون قنبلة هيدروجينية من فئة الميغا طن، 19 وهنا يتوضح التناقض العلمي كما يلي: إذا كان الثقب الأسود يشع، فإن هذا يؤدي إلى كون الإشعاع أكبر من سرعة الضوء لكي يستطيع الانفلات من جاذبيته وبالتالي نستنتج ضفيرة من التناقضات والأخطاء العلمية والمنطقية ومنها ما يلي:
– خطأ آينشتاين في اعتبار أن سرعة الضوء هي السرعة القصوى للأجسام في الكون.
– خطأ في المعادلات الرياضية التي وضعها آينشتاين في نظريته النسبية الخاصة والعامة والتي تقول: بأن أي جسم تساوي سرعته سرعة الضوء فإن كتلته تصبح لا نهائية وزمنه يتوقف وطوله يساوي الصفر، فكيف تنطبق هذه المفاهيم الفيزيائية على إشعاع الثقب الأسود؟ وكيف تكون سرعته أكبر من سرعة الضوء ليتحرر منه؟
c) التناقض العلمي الثالث حول خرافة تبخر وانفجار الثقب الأسود: إذا كان الثقب الأسود يشع كالجسم الحار جسيمات كالالكترونات والفوتونات والنيوترونات، فهذه طاقة نووية هائلة، وهذا يعاكس مفهوم تشكل الثقب الأسود بالأصل الذي يحدث عند نفاذ وقوده النووي، فمن أين أتت هذه الطاقة النووية الهائلة؟ أما إذا كان الثقب الأسود يشع جسيمات مضادة وهمية غير قابلة للقياس، فإننا نستنتج بأن الثقب الأسود نفسه وهماً بوهم، ولا وجود له إلا في خيال البعض.
d) التناقض العلمي الرابع: إذا كان الثقب الأسود يتبخر ويضيع في الكون بإشعاعه فكيف ينفجر؟! فالانفجار الهائل حسب تعبير هوكينغ يدل على طاقة نووية هائلة، وهذا يعاكس آلية تشكله، وإنني استغرب وأتعجب كيف يقع بعض العلماء الذين تعتبرهم الدول الأوروبية والأمريكية قمماً في مجال العلم والفيزياء الكونية والنووية، ويمنحونهم جوائز نوبل من أمثال أينشتاين وهوكينغ، بينما تمتلئ كتاباتهم ومقالاتهم بالتناقضات العلمية والمنطقية، التي لا تخفى حتى على طلبة المراحل الإعدادية والثانوية في كشفها، وهذا يدل على أهمية النقد العلمي والشك الفلسفي لكل ما يصدر من الآخرين، في شتى مجالات العلوم لأن الإعلام الأوروبي والأمريكي المتصهين يجعل من الحمار حصاناً لدرجة أن من نظنه جبلاً عندما يتمخض يلد فأراً. فلماذا يلجأ الباحثون للنظرية النسبية في تفسير ظاهرة الثقوب السوداء، ولا يطبقوا عليها استحالة تجاوز سرعة الضوء، أو يستخدمون ميكانيك الكم ومبدأ النفق والارتياب وظاهرة الجسيمات الوهمية لتفسير بعض الظواهر الغامضة فيه، فضلاً عن تناقضهم في تحليل الكثافة اللانهائية للمتفردة المركزية في الثقب الأسود، وتعليل تشكله وتطوره في الكون، وهل هي حقيقة أم خيال من اختراع عقول الباحثين؟
وهذه التناقضات الكثيرة جعلت بعض العلماء يفتشون عن نظرية علمية فيزيائية جديدة، فمثلاً افتتح الباحث روبرت لافلان في آذار 2005، جدلاً محموماً في الأوساط العلمية حول هذا الأمر، ونشرت له دار Basic Books كتاباً بعنوان (عالم مختلف: إعادة كتابة الفيزياء من البدء)، يؤكد فيه أن جميع قوانين الطبيعة منبثقة، بمعنى أنها تنتج عن سلوك جماعي، وأنها من الناحية العملية لا علاقة لها بالقوانين التي تهيمن على السيرورات الفردية الضمنية، والمثال البسيط على ذلك هو قوانين الشواش: (لأن قوانينه تصف وضعية المنظومة ككل، دون إعطاء أهمية تذكر إلى أنه مكون من ذرات وهذا ما قام به في البدء عدد من الفيزيائيين)، مثال ذلك أمكن للنظرية الذرية أن تفسير ظواهر الثرموديناميك كضغط الغازات أو انتقال الحرارة بين الأجسام، نتيجة للسلوك الإحصائي لعدد هائل من الجزيئات التي تخضع بدورها لقوانين الميكانيك الكلاسيكي، ولكن الكائنات الحية مثلاً، تتحدى قوانين الفيزياء وخصوصاً الثرموديناميك، أفليس سلوكها الغائي الموجه لهدف متنافياً مع القوانين السببية؟ ثم ألا يبدو نموها الذي يسير بها نحو مزيد من التنظيم متعارضاً مع المبدأ الثاني للثرموديناميك، الذي يقتضي أن تسير المنظومات نحو مزيد من الفوضى؟ أو أليس من الواضح على الأقل أنه لم يكن في كل ما عرف من قوانين الفيزياء والكيمياء وحدهما ما يمكن أن ننبئ مقدماً بالظواهر البيولوجية، ولكن إذا كان اختزال الكائن الحي إلى مجرد فيزياء أمراً مستبعداً، أفلا يلزمنا عندئذ الاستعانة بمبدأ حيوي ضمن منظومة نظرية علمية فيزيائية جديدة 20.
_____________________________________________
هوامش
18– الثقوب السوداء والأكوان الطفلة ومواضيع أخرى، ستيفن هوكينج، ترجمة د. حاتم النجدي، مراجعة: د. عبد الحليم منصور، دار طلاس للنشر بالتعاون مع المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، دمشق، ط2، 2004م، ميكانيك الكم والثقوب السوداء، ص 87 – 96.
19– الثقوب السوداء والأكوان الطفلة ومواضيع أخرى، ستيفن هوكينغ، ميكانيك الكم والثقوب السوداء، م.س، ص91 –93.
20– مجلة المعرفة، وزارة الثقافة دمشق – سوريا، العدد 552، السنة 48، رمضان 1430 هـ/ أيلول 2009 م، بوادر تحول في منهج البحث العلمي: الانبثاق، وائل الأتاسي، ص 339 – 354.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|