أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-09
252
التاريخ: 2023-09-02
921
التاريخ: 2023-10-08
1023
التاريخ: 2024-09-08
214
|
في المدينة كانت بداية الإِنتقال من الدعوة إلى الدولة، فكان لا بد من وضع الأسس لبناء تلك الدولة الحديثة التي قدر الله لها أن تكون المنارة الروحية والفكرية للإِنسان عبر العصور، ومصدر إشعاع وخير لكل الأجيال في كل الأزمان، وأول مؤسسة اجتماعية أقيمت في جسم تلك الدولة هي « المسجد » ففيه تقام العبادة، وفيه تنشر الرسالة، يجتمع فيه المؤمنون لأداء واجباتهم الدينية بين يدي ربهم متعبدين له سبحانه وتعالى وحده، ومن ثم يستمعون إلى ما أوحي للنبي الكريم ( ص ) ولما يأمرهم وينهاهم، ولا ننس أن كل لقاءٍ بين النبي وأصحابه في أي مكانٍ لا يخلو من تلك التوجيهات والإِرشادات، إلا أن للمسجد ميزة خاصة هي كونه « جامعة » لا تستثني أحداً من طلابها صغاراً كانوا أم كباراً، فالثقافة للمجتمع والعبادة لله .
لذلك أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ببناء مسجده في المكان الذي بركت فيه ناقته ويقال له «المربد» وكان لغلامين يتيمين من الأنصار، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالغلامين فساومهما عليه، فقالا: بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله إلا أن يدفع لهما الثمن، ثم أمر المسلمين بأن يقطعوا جذوع النخل من مكانٍ يقال له الحديقة وأمر باللبن فضُرب، وكان في المربد قبور جاهلية، فأمر بها فنبشت، وأمر بالعظام أن تغيّبْ، وجعل طوله مائة ذراع وعرضه كذلك. وقيل أقل من ذلك (1).
وحينما بدأ العمل في بناء المسجد المطهر، جعل القوم يحملون وجعل النبي (صلى الله عليه وآله) يحمل هو وعمّار، فجعل عمّار يرتجز ويقول: نحن المسلمون نبتني المساجدا. والرسول (صلى الله عليه وآله) يردّد: المساجدا.
وفي رواية: كان كل واحدٍ من المسلمين يحمل لبنة لبنة وحجراً حجراً وعمار يحمل حجرين ولبنتين، فرآه النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: ألا تحمل كما يحمل أصحابك؟ فقال: يا رسول الله، أريد الأجر والثواب. فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينفض التراب عن رأس عمّار ويقول: "ويحك يا عمّار تقتلك الفئة الباغية، تدعوهم إلى الجنّة ويدعونك إلى النار" وكان يرتجز وهو يعمل في بناء المسجد فيقول:
لا يستوي من يعمر المساجدا
يظل فيها راكعاً وساجدا
ومن تراه عانداً معاندا
عن الغبار لا يزال حايدا (2)
وهو يعرض ببعض الصحابة.
وفي ذات يوم اشتكى عمار من علةٍ ألمّت به فقال بعض القوم: ليموتن عمّار اليوم. فسمعهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان بيده لبنة فنفضها من يده وقال: «ويحك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع الطبقات 1 / 239.
(2) عمار بن ياسر ص 25، وقد ورد هذا المضمون بنصوص مختلفة فعن أبي سعيد الخدري: جعلنا نحمل لبنةً لبنة وجعل عمار يحمل لبنتين.. إلى أن قال: إنّ النبي جعل ينفض التراب عن رأسه ويقول: "ويحك ابن سمية، تقتلك الفئة الباغية". راجع الطبقات 3 / 251 وغيرها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يجري اختبارات مسابقة حفظ دعاء أهل الثغور
|
|
|