المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

dependency grammar
2023-08-08
مناقشات حول القول ب : مدفنها في مصر
2-12-2017
الاحياء المجهرية المولدة للدهون Oleaginous Microorganisms
31-5-2019
demonstrative (adj./n.) (dem, DEM)
2023-08-07
رقائق الطحالب Algae Flakes
24-4-2017
دور الهوى في حياة الإنسان
10-2-2022


العلة من عدم مصالحة الحسين الامويين  
  
3741   02:56 مساءاً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص448-450
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

 [قال السيد محسن الامين:] كيف لم يصالح الحسين كما صالح أخوه الحسن (عليه السلام) قد يسال عن وجه خروج الحسين (عليه السلام) باهله وعياله إلى الكوفة وهي في يد أعدائه ، وقد علم صنع أهلها بأبيه وأخيه مع أن جميع نصائحه كانوا يشيرون عليه بعدم الخروج ويتخوفون عليه القتل ومنهم ابن عباس وابن عمر وكثير ممن لاقاه في الطريق ، وكيف لم يرجع حين علم بقتل مسلم بن عقيل وكيف استجاز أن يحارب بنفر قليل جموعا عظيمة لها مدد ، ولم ألقى بيده إلى التهلكة ، وما الجمع بين فعله وفعل الحسن الذي سلم الأمر إلى معاوية بدون هذا الخوف ؟

وعن هذا السؤال جوابان أحدهما: للسيد المرتضى في تنزيه الأنبياء والأئمة والثاني للسيد علي بن طاوس في كتاب الملهوف . وحاصل ما أجاب به المرتضى أن الحسين غلب على ظنه بمقتضى ما جرى من الأمور أنه يصل إلى حقه بالمسير فوجب عليه وذلك بمكاتبة وجوه أهل الكوفة وأشرافها وقرائها مع تقدم ذلك منهم في أيام الحسن وبعد وفاته وإعطائهم العهود والمواثيق طائعين مبتدئين مكررين للطلب مع تسلطهم على واليهم في ذلك الوقت وقوتهم عليه وضعفه عنهم وقد جرى الأمر في أوله على ما ظنه ، ولاحت أسباب الظفر فبايع مسلما أكثر أهل الكوفة وكتب إلى الحسين بذلك وتمكن مسلم من قتل ابن زياد غيلة في دار هانئ لكنه لم يفعل معتذرا بان الاسلام قيد الفتك ، ولما حبس ابن زياد هانئا حصره مسلم في قصره وكاد يستولي عليه لكن الاتفاق السئ عكس الأمر .

أما الجمع بين فعله وفعل أخيه الحسن فالحسن لما أحس بالغدر من أصحابه وإنهم كاتبوا معاوية في الفتك به أو تسليمه إليه وأنه ليس معه إلا نفر قليل سلم إبقاء على نفسه وأهله وشيعته ، والحسين طلب بحقه حين قوي في ظنه النصرة ممن كاتبه وعاهده ورأى قوة أنصار الحق وضعف أنصار الباطل فلما انعكس الأمر رام الرجوع فمنع منه وطلب الموادعة كما فعل أخوه الحسن فلم يجب وطلبت نفسه فمنع منها بجهده حتى مضى كريما إلى جوار جده .

والأمر كما ذكره من أنهم لم يجيبوه إلى الموادعة بل طلب ابن زياد ان ينزل هو وأصحابه على حكمه وفي رواية أن يبايع هو وأصحابه يزيد فإذا فعل ذلك رأى ابن زياد رأيه ولو فعل لكان المظنون قويا أن يقتله مع أصحابه صبرا ، بل المتيقن من حال ابن زياد وخبثه ونسبه اللئيم أن يفعل ذلك فاختار موت العز في مجال الطراد على موت الذل بيد ابن زياد .

 وهذا الجواب جار على ظاهر الحال ولا يحتاج من يجيب به إلى تكلف شئ لكن يبقى عليه أنه لم يرجع حين علم بقتل مسلم ، ويمكن الجواب بان الأمل لم يكن منقطعا بدليل قول أصحابه له ما أنت مثل مسلم ولو دخلت الكوفة لكان الناس إليك أسرع .

والجواب الثاني جار على شئ من التعمق : وهو أن الحسين كان عازما على عدم مبايعة يزيد على كل حال ولو أدى ذلك إلى قتله وكان مقدما على ذلك في حال ظن السلامة أن وجد وفي حال ظن العطب بل تيقنه . مع إمكان دعوى ظهور الحكمة في فعل الحسن وفعل أخيه الحسين باختلاف حالة معاوية وابنه يزيد الظاهرية في الجملة بتهتك الثاني وتستر الأول شيئا ما ، فلو بايع الحسين يزيد لخفي حاله على الأكثر واعتقدوه امام حق فكان يتمكن من تبديل الدين ، ومن هنا يقال أن الحسين فدى دين جده بنفسه وأهله وولده وما تزلزلت أركان دولة بني أمية الا بقتل الحسين . وهذا الوجه هو الذي اعتمده ابن طاوس في كتاب الملهوف فقال : الذي تحققناه ان الحسين (عليه السلام) كان عالما بما انتهت حاله إليه وكان تكليفه ما اعتمد عليه ، ثم اورد بعض الأخبار الدالة على ذلك ثم قال : لعل بعض من لا يعرف حقائق شرف السعادة بالشهادة ان الله لا يتعبد بمثل هذه الحالة ورده بان الله تعبد قوما بقتل أنفسهم فقال : فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم انتهى باختصار ؛ مع أنه إذا كان في ذلك من الفوائد مثل إحياء الدين وكشف قبائح المنافقين وردع الناس عن الاقتداء به كان التعبد به أولي من التعبد بقتل النفس عند التوبة ولا يقصر عن التعبد به في الجهاد والقصاص . أما توهم ان ذلك البقاء باليد إلى التهلكة ففاسد لان بذل النفس في سبيل الله تعالى للحصول على الحياة الدائمة والنعيم الخالد القاء باليد إلى أعظم السعادات . وأما ما في بعض الروايات من أن الحسين (عليه السلام) طلب منهم إما أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى أو أن يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين أو أن يأتي يزيد فيضع يده في يده فلم يثبت ، وذكر ابن الأثير في الكامل ما يكذبه فقال : روي عن عقبة بن سمعان أنه قال صحبت الحسين من المدينة إلى مكة ومن مكة إلى العراق فلم أفارقه حتى قتل وسمعت جميع مخاطباته الناس إلى يوم مقتله فوالله ما أعطاهم ما يتذاكر به الناس أنه يضع يده في يزيد ولا أن يسيروه إلى ثغر من ثغور المسلمين (اه) .

وأما دعاؤه الناس إلى نصرته مثل عبد الله بن الحر الجعفي وغيره وكتابه إلى أهل البصرة فكل ذلك من باب إقامة الحجة وقطع المعذرة ؛ ومما يدل على أن الحسين (عليه السلام) كان موطنا نفسه على القتل وظانا أو عالما في بعض الحالات بأنه يقتل في سفره ذلك خطبته التي خطبها حين عزم على الخروج إلى العراق التي يقول فيها : خط الموت على ولد آدم الخ فان أكثر فقراتها يدل على ذلك ، ونهي عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام له بمكة عن الخروج وإقامته البرهان على أن ذلك ليس من الرأي بقوله أنك تأتي بلدا فيه عماله وأمراؤه ومعهم بيوت الأموال وإنما الناس عبيد الدينار والدرهم فلا آمن عليك ان يقاتلك من وعدك نصره ومن أنت أحب إليه ممن يقاتلك معه وعدم أخذ الحسين بقوله مع اعتذاره إليه واعترافه بنصحه ؛ ونهي ابن عباس أيضا محتجا بنحو ذلك من أن الذين دعوه لم يقتلوا أميرهم وينفوا عدوهم ويضبطوا بلادهم بل دعوه وأميرهم عليهم قاهر لهم وعماله تجبي بلادهم فكانهم دعوه إلى الحرب ولا يؤمن ان يخذلوه فيكونوا أشد الناس عليه ؛ ومعاودته للنهي ذاكرا له نحوا من ذلك ومشيرا عليه باليمن فلم يقبل . وجوابه لمحمد بن الحنفية حين أشار عليه بعدم الخروج إلى العراق فوعده النظر ثم ارتحل في السحر فسأله ابن الحنفية فقال له الحسين (عليه السلام) أتاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ما فارقتك فقال يا حسين أخرج فان الله قد شاء ان يراك قتيلا ، قال ما معنى حملك هذه النسوة معك قال إن الله قد شاء أن يراهن سبايا .

وقول ابن عمر له حين نهاه عن الخروج فابى : انك مقتول في وجهك هذا ، فإنه دال على أن ظاهر الحال كان كذلك وما ظهر لابن عمر لم يكن ليخفى على الحسين (عليه السلام) وقول الفرزدق له : قلوب الناس معك وأسيافهم عليك وقول بشر بن غالب له : خلفت القلوب معك والسيوف مع بني أمية ، وتصديق الحسين (عليه السلام) له ، ونهي عبد الله بن جعفر له وقوله إني مشفق عليك من هذا الوجه أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك ، وقول الحسين (عليه السلام) له أني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المنام وأمرني بما أنا ماض له وامتناعه من أن يحدث بتلك الرؤيا ؛ ونهي عبد الله بن مطيع له وقوله والله لئن طلبت ما في أيدي بني أمية ليقتلنك وأباء الحسين (عليه السلام) إلا أن يمضي .

وقول الاعراب له أنا لا نستطيع ان نلج ولا نخرج : القاضي باستيلاء بني أمية استيلاء تاما وخطورة الامر . وأخبار أخته زينب (عليه السلام) بما سمعته حين نزل الخزيمية وما رآه في منامه بالثعلبية وقوله لأبي هريرة : وأيم الله لتقتلني الفئة الباغية ونظره إلى بني عقيل حين أخبره الأسديان بقتل مسلم وهانئ وأشارا عليه بالرجوع وأخبراه أنه ليس له بالكوفة ناصر بل هم عليه وقوله لهم ما ترون فقد قتل مسلم وامتناعهم عن الرجوع ليس له بالكوفة ناصر بل هم عليه ما ترون فقد قتل مسلم وامتناعهم عن الرجوع حتى يموتوا أو يدركوا ثارهم وقوله للأسديين لا خير في العيش بعد هؤلاء فان الذي يظهر انه كان يريد أن يجيبوا بالامتناع عن الرجوع ليعتذر بذلك إلى الأسديين وإنه عازم على عدم الرجوع على كل حال ؛ وقوله لأصحابه حين جاءه خبر مسلم وهانئ وعبد الله بن يقطر أنه قد خذلنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف وعدم رجوعه بعد تفرقهم عنه وبقائه في أصحابه الذين صحبوه من المدينة ويسير من غيرهم وإشارة عمرو بن يواذان عليه بالرجوع وقوله له والله ما تقدم إلا على الأسنة وحد السيوف ونهيه إياه عن المسير لان الذين كتبوا إليه لم يكفوه مؤونة القتال وقول الحسين (عليه السلام) له ليس يخفى علي الرأي ولكن الله تعالى لا يغلب على أمره وقوله والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي وقوله وأيم الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقتلوني وكتابه الذي كتبه إلى بني هاشم حين توجه إلى العراق : اما بعد فإنه لمن لحق بي استشهد ومن تخلف عني لم يبلغ الفتح إلى غير ذلك مما يقف عليه المتتبع والمتأمل وهذه كلها ما بين صريح أو ظاهر في المطلوب كما لا يخفى .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.