أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-29
224
التاريخ: 28-4-2017
1991
التاريخ: 7-8-2022
1239
التاريخ: 30-5-2018
1862
|
إن الأعراض الضارة الناجمة عن تناول الخمر لا تنحصر في تلفات معينة تصيب خلايا المخ لدى المدمنين أو العاهات التي يرثها عنهم أبناؤهم ، بل إن لهذا السم الفتاك أثراً سلبياً أيضاً عن أجسامهم ، حيث يتهندم بأعراض خطيرة.
عن الإمام الرضا (عليه السلام): الخمر يورث انفساد القلب ويسود الاسنان ويبخر الفم(1).
وعنه (عليه السلام) ايضاً: .. وهو يورث مع ذلك الداء الدفين(2).
«تجري الكحول سريعاً ودون اي تغيير في طبيعتها في الدم ، ومن هنا فإن جهاز دوران الدم اي القلب والشرايين الذي يصبح معبراً لهذا السم سيتضرر لا محالة» .
«في كثير من الحالات تغطي طبقة من الدهون القلب وتعيق عمله ، لأن القلب لا يستطيع بوجود هذه الطبقة الدهنية أن يقوم بوظيفته في التقلص والتمدد، كما أن البطين الأيسر للقلب لن يعود قادراً على ضخ الدم إلى الشرايين بسهولة. وعندما يصل الأمر إلى هذا الحد تزداد خفقات القلب ويعاني الإنسان من ضيق شديد في النفس يسلب منه القدرة على القيام بأي عمل يتطلب منه جهداً معيناً. إن التضخم الذي يصيب القلب ويحدث إرباكاً شديداً في نبضاته، يجعل الإنسان يشعر باختناقات ليلية قد تودي به إلى السكتة القلبية»(3).
(ليس هناك عضو في جسم الإنسان لا يتضرر بآفة الكحول ، فالإنسان الذي يشرب الخمر ليقضي بعض عمره في نشوة السكر واللهو واللامبالاة ، ويصطنع الفرح والسرور لنفسه ، عليه أن يعلم أن هذه النشوة ستفارقه عندما يصبح مدمناً).
الخمر والجهاز الهضمي:
(تتلف الكحول الحليمات الذوقية للسان فيفقن الإنسان حاسة الذوق. كذلك يعطي تلف الكبد اللسان لوناً أحمر تعلوه طبقة قذرة. ونادراً ما تجد مدمناً على الكحول لا يشكو من معدته ولا يعاني من سوء الهضم وتقلص المعدة وأوجاع في البطن والتقيؤ الصباحي»(4).
«إن مهمة الكبد تحليل السموم التي تدخل إليها وإبطال مفعولها ، ولكنه وللأسف يقف عاجزاً أمام سموم الكحول التي تمارس قدرتها التحريكية على الكبد».
«ويقوم الكبد لمواجهة هذه التحريكات والحيلولة دون وصول السموم إلى الخلايا الرئيسية التي يعتبر كل منها مختبراً صغيراً قائماً بحد ذاته ، بزيادة ضخامة النسيج الذي يحيط بهذه الخلايا ، وإذا ما استمر الوضع على هذا المنوال فإن الكبد سيتصلب والخلايا ستبقى حبيسة وراء قضبان قوية ، وفي مثل هذه الحالة يقال إن الكبد قد تشمع ، والموت سيكون بانتظار من يصاب بهذا المرض)(5).
لم تترك الكحول آثارها السيئة على سكان بلد ما فتصيبهم بالضعف والعجز وتسلبهم قدرة المقاومة ازاء الأمراض فقط ، بل إن هذه السموم الفتاكة من شأنها أن تلحق الضرر بشخصية الشعوب ومكانتها فتحط من قدرها وتضعف من قوة مقاومتها الوطنية ودفاعها الإجتماعي ، مما يجعلها تنثني وتستسلم فور تعرضها لأي هجوم أو اعتداء أجنبي .
«تنتج فرنسا نصف ما تنتجه اوروبا من الكحول ، وأوروبا وبدورها تنتج نصف ما ينتجه العالم من هذا النوع من المشروبات. ومع ذلك فإن ما تنتجه فرنسا لا يكفي للإستهلاك المحلي. وبعبارة أخرى نقول إن فرنسا تنتج ربع الإنتاج العالمي من الكحول، ومع ذلك فإن هذا الإنتاج لا يكفي الفرنسيين الذي يشكلون 1/60 من سكان العالم. ولن نبالغ إذا ما قلنا إن استهلاك المشروبات الكحولية في فرنسا كان سبباً رئيسياً في هزيمة فرنسا السريعة خلال الحرب العالمية الثانية. فعندما نجح الحلفاء في طرد القوات المحتلة من فرنسا وتحرير هذا البلد في العام 1945 عمد كبار الشخصيات والعلماء إلى إجراء تحقيق لمعرفة سبب هذه الهزيمة النكراء التي منيت بها فرنسا ، فتبين أن أحد الأسباب المهمة في هزيمة الفرنسيين وتعاستهم هو الكحول والإدمان عليها. وحول هذا الموضوع كتب الدكتوران «هوير» و «دوشن» : لن نبالغ إذا قلنا إن إدمان الفرنسيين جيشاً وشعباً على الكحول هو من الأسباب المباشرة لهزيمتنا ».
«كتب الدكتور «سيكاردو بلوزيل» تحت عنوان «الكحول من وجهة النظر الإجتماعية» يقول: إن الإدمان على الكحول يعتبر من أهم الأسباب التي جعلتنا نواجه ما واجهناه من مصائب . وقد ختم بيانه المعنون «تأثير الكحول في هزيمة عام 1940 والذي سلمه إلى الأكاديمية الطبية في باريس بالقول : ليس الإدمان على المشروبات المقطرة وحده كان سبباً في هزيمة عام 1940 ، بل إن تفشي الإدمان على الكحول بين سائر طبقات الشعب كان له تأثيره الكبير أيضاً في الهزيمة».
«وقد صادقت لجنة الإدمان على الكحول التابعة للأكاديمية المذكورة بالإجماع على هذا البيان ، وأصدرت بدورها بياناً جاء فيه : من العوامل المتعددة التي لعبت دوراً مهماً في هزيمة فرنسا عام 1940 هو الإدمان المزمن والحاد على المشروبات المقطرة والكحولية ، وقد رأت الأكاديمية أن من واجبها الإفصاح عن ذلك».
(ففي تلك الفترة كان الشعب الألماني يعمل ويكد ليل نهار ، وكان الشبان الألمان يتلقون تدريبات عسكرية ، وكان الجيش الألماني يعد عدته ، بينما الشعب في فرنسا كان غارقاً ليل نهار في احتساء الخمر، وقد رأى بأم العين ما لم يتوقعه)(6).
تصوّر جاهل:
بالرغم من أن العالم اليوم بات يدرك الأضرار المختلفة التي تحملها المشروبات الكحولية ، ويعرف إلى حد ما النتائج الخطيرة المترتبة على تناول هذا الصنف من المشروبات ، وذلك بفضل التحقيقات والأبحاث والإختبارات العلمية ، ولكن ولشديد الأسف يلاحظ سيطرة الأهواء النفسية على عالم البشرية. وبرغم ما تقتضيه حدود العقل والمصلحة فإن كل البلدان المتطورة والنامية قد زحفت إليها هذه السموم الفتاكة ، وأصبح شرب الخمر فيها في الوقت الحاضر وسيلة من وسائل الترفيه والتسلية يلجأ إليها الناس في أوقات فراغهم. والأنكى من ذلك أن شعوب بعض البلدان المتحضرة باتت تفتخر وتتباهى بشرب الخمر وتعتبره دليل التفوق والشهامة، شأنها شأن عرب الجاهلية.
«من الصعب جداً إفهام العامل الفرنسي بأن الكحول ليست ضرورية لعمله ، وليست الكحول دليلاً على الأدب والرجولة . وابن العامل الفرنسي إن لم يذق طعم الكحول يبقى يشعر في قرارة نفسه بالحقارة ، لأنه يتصور بأن شرب الخمر دليل على الكبر والشجاعة. أما زوجة العامل فإنها ما شكت إدمان زوجها على الكحول لإحدى صديقاتها ، فإنها تشعر في قرارة نفسها أنها تمدحه فتفتخر بذلك ، فهذه هي معنويات ذاك الشعب وأسلوب تفكيره»(7).
وبإيجاز فإن شرب الخمر يعتبر من وسائل الترفيه الضارة ومن الآثام الكبيرة . وقد أكد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) أن شارب الخمر يستحق الجزاء الدنيوي والعقاب الأخروي ، وهو إنسان تبرّأ منه الله ورسوله والمؤمنون حتى يتوب عن أفعاله المشينة ويعود إلى صوابه .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا ينال شفاعتي من شرب المسكر ولا يرد علي الحوض لا والله(8).
وعن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) قال : شارب المسكر لا عصمة بيننا وبينه(9).
فإذا كان الشاب ممن تهمه سعادته المادية والمعنوية ويريد سلامة عقله وجسمه ، عليه أن ينتهج التعاليم الإسلامية ويغض الطرف عن هذه الوسيلة الترفيهية الخطيرة، ولا يدنو في ساعات فراغه من هذا السم الفتاك ، ولا يفرط بشبابه في سبيل إصابة لذة ومتعة عابرة .
من الضروري جداً ان يعلم الشاب أن الإسلام لم يكتف بتحريم شرب الخمر على المسلمين ، بل ونهاهم عن المشاركة في المجالس التي يشرب فيها الخمر ، لأن مشاهدة شرب الخمر قد تثير الطبيعة العدوانية في الإنسان وتدفعه نحو ارتكاب إثم من جراء شرب الخمر.
أقام أحد قادة جيش المنصور الدوانيقي مجلس ضيافة في الحيرة بمناسبة ختان ولده، ودعا إليه جمعا من الرجال بينهم الإمام الصادق (عليه السلام).
ولما امتد السماط وانهمك الجميع في تناول الطعام طلب أحد المدعوين ماء فجيء إليه بكأس من الشراب، فما كان من الإمام الصادق (عليه السلام) إلا أن نهض وغادر المجلس ، ولما سأله صاحب الدعوة عن السبب ، قال (عليه السلام):
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ملعون من جلس على مائدة يشرب عليها الخمر(10).
القمار أيضاً - له أضراره الخاصة اضافة إلى الأضرار المشتركة بينه وبين الخمر. فلاعب القمار يخرج عن طوره العادي إذا ما خسر في القمار ويصاب بانفعال نفسي شديد ، وهذا الإنفعال يدفعه إلى التضحية بنومه وراحته في سبيل التعويض عن الخسارة ، فيترك عمله اليومي ليواصل اللعب على أمل أن يتمكن من التغلب على خصمه ليهدئ من روعه وفورة غضبه. وحتى إذا ما خسر مجدداً وفقد كل ما يملك فإنه لن ينسحب ، وقد يقامر بكرامته وشرفه بشكل جنوني على أمل الفوز على خصمه.
وفي العصر الجاهلي كان القمار رائجاً بين الناس بأشكال مختلفة، ففي البداية كان المقامرون يقامرون بأموالهم ، فإذا ما خسر أحدهم قامر بما لديه من بضاعة ، فإذا ما خسرها أيضاً قامر بزوجته التي كان عليها مغادرة بيت الزوجية إذا ما خسرها زوجها لتكون في طاعة المقامر الفائز.
عن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) قال :كانت قريش تقامر الرجل بأهله وماله فنهاهم الله عز وجل عن ذلك(11) .
وللأسف الشديد ان هذا الجهل لم يكن يقتصر على عرب الجاهلية. فما أكثر من ثارت ثائرتهم بسبب خسارة منيوا بها في القمار فوضعوا زوجاتهم وشرفهم ليخسروها هي الاخرى على طاولة القمار.
__________________________
(3) العلوم الجنائية، ص 853 .
(4و5) العلوم الجنائية، ص851 و 849.
(6) العلوم الجنائية ص 834.
(7) نفس المصدر، ص 971.
(8و9) الكافي6 ، ص 400 و398.
(10) بحار الأنوار11، ص115.
(11) الكافي5، ص122.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|