أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-28
996
التاريخ: 2024-09-22
179
التاريخ: 2023-09-26
879
التاريخ: 2023-09-29
875
|
وكما تطرف نسطوريوس معارضًا تعاليم أبوليناريوس فقال بكمال طبيعة الناسوت؛ أي بكمال طبيعة المسيح البشرية، فإن أوطيخة Eutyches أحد الآباء في القسطنطينية قال بكمال طبيعة اللاهوت معارضًا مذهب آريوس، فعلم أن المسيح المخلص طبيعة واحدة، وأن جسده بمحض كونه جسد إله ليس مساويًا لجسدنا في الجوهر؛ لأن الطبيعة البشرية اندثرت باتحادها مع الطبيعة الإلهية، فانبرى ثيودوروس أسقف قورش يحمل على أوطيخة، وانبرى ديوسقوروس بطريرك الإسكندرية يحمل على ثيودوروس ويهيج رهبان القسطنطينية، وكتب إلى ثيودوسيوس الثاني أن الكنيسة في الشرق قد أصبحتْ كُلُّهَا نسطورية، فجمع فلابيانوس بطريرك القسطنطينية مجمعًا محليا ودعا إليه أوطيخة فلم يمتثل، وكان يحركه الخصي خريسافيوس الذي كان قد حقد على البطريرك فلابيانوس؛ لأن خريسافيوس طلب منه مالا فأرسل البطريرك إليه آنية الكنيسة. وعقد المجمع جلسةً سابعة ودعا أوطيخة، فحضر هذه المرة ومعه خريسافيوس الخصي وبعض الرهبان وزمرة من الحرس الإمبراطوري، فسئل أوطيخة: هل تعترف بأن المسيح مساو للآب في جوهر اللاهوت ومساو لأمه في جوهر الناسوت؟ فأجاب: إن المسيح من طبيعتين قبل الاتحاد وإنه طبيعةٌ واحدةٌ بعد الاتحاد، فحكم المجمع المحلي عليه، وقطعه من كل رتبة كهنوتية ومن الشركة ومن رئاسة ديره، وكتب أوطيخة للبابا في رومة يتظلم، فكتب البابا لاوون الكبير إلى بطريرك القسطنطينية يستوضحه عما جرى، فأرسل فلابيانوس بطريرك القسطنطينية نص أعمال المجمع الذي حكم على أوطيخة، فعقد البابا مجمعًا في رومة وفحص الأوراق التي أرسلها إليه فلابيانوس البطريرك فوافق عليها وأعلن ذلك للإمبراطور. ثم كتب خريسافيوس الخصي إلى ديوسقوروس بطريرك الإسكندرية يستنهضه لمساعدة أوطيخة، فعقد ديوسقوروس مجمعًا محليًّا وحلَّ أوطيخة من القطع، وطلب إلى الإمبراطور عقد مجمع مسكوني، ففعل الإمبراطور والتأم مجمع مسكوني في إفسس في السنة 449 برئاسة ديوسقوروس بطريرك الإسكندرية، فتليت رسالة الإمبراطور، ثم طلب وفد رومة أن تتلى رسالة البابا إلى البطريرك فلابيانوس، فرفض ديوسقوروس، واشتد الجدل، ففر بعض الأساقفة ــ ومنهم نواب البابا ــ واستولى الرعب على الباقين فأمضوا على بياض؛ ولذا سمي هذا المجمع - فيما بعد المجمع اللصوصي. ووقع الخلاف بين ثيودوسيوس الثاني وزوجته إفذوكيَّة فعادت شقيقته بلشيرية إلى القصر، وطرد خريسافيوس الخصي من القصر ثم أُعدم، وكان البطريرك فلابيانوس قد نفي وتوفي في منفاه، فحصل عنه الرضى، ونقلت جثته إلى القسطنطينية – بكل إكرام – وسقط ثيودوسيوس عن جواده وتُوفي في السنة 450 وخلفه مرقيانوس، وكتب بابا رومة وبطريركها لاوون الكبير إلى مرقيانوس بوجوب عقد مجمع مسكوني جديد، فوافق مرقيانوس وأمر بذلك فاجتمع الأساقفة في مدينة نيقية في السنة 451، ومرض بعضهم واضطر للمعالجة، ولم يستطع مرقيانوس نفسه أن يُبارح العاصمة، فأمر بنقل المجمع إلى خلقيدونية في جوار من القسطنطينية. وعقد المجمع جلسته الأولى في الثامن من تشرين الأول سنة 451 في كنيسة القديسة إفيمية في خلقيدونية، وقد اشترك في أعماله 630 أسقفًا بينهم نواب رومة أسقفان وقسان والبطريرك القسطنطيني أناطوليوس والبطريرك الإسكندري ديوسقوروس والبطريرك الأنطاكي مكسيموس وأسقف أوروشليم يوبيناليوس، ووضع الإنجيل في منتصف حلقة المجمع، وتصدر وجهاء الدولة وأعيانها، وفي هذه الجلسة الأُولى أقر المجمع أن كل ما قد جرى في إفسس إنما كان جَبْرًا وظلمًا وأن ديوسقوروس ومَنْ ذهب مذهبه مستحق القطع، وفي الجلسة الثانية تُليت رسالة كيرلس البطريرك الإسكندري إلى نسطوريوس ورسالة البابا إلى فلابيانوس بطريرك القسطنطينية. وفي الجلسة الثالثة قرأ رئيس وفد رومة الأسف باسكاسينوس Paschasinus نَص الحرم الذي كان قد أصدره البابا ضد ديوسقوروس، فوافق عليه المجمع، وفي الجلستين الرابعة والخامسة دار البحث حول العقيدة، وبعد جدال طويل وافق المجمع على النص التالي: «إننا نعلم جميعنا تعليمًا واحدًا تابعين الآباء القديسين، ونعترف بابن واحد، هو نفسه ربنا يسوع المسيح، وهو نفسه كامل بحسب الناسوت، إله حقيقي وإنسان حقيقي، وهو نفسه من نفس واحدةٍ وجسدٍ مساو للآب في جوهر اللاهوت، وهو نفسه مساو لنا في جوهر الناسوت، مماثل لنا في كُلِّ شيء ما عدا الخطيئة، مولود من الآب قبل الدهور بحسب نفسه اللاهوت، وهو في آخِرِ الأيام مولود من مريم العذراء والدة الإله بحسب الناسوت لأجلنا ولأجل خلاصنا، ومعروفٌ هو نفسه مسيحا وابنا وريًّا ووحيدًا واحدًا بطبيعتين بلا اختلاط ولا تغيير ولا انقسام ولا انفصال، من غير أن يُنفى فرق الطبائع بسبب الاتحاد بل إن خاصة كل واحدة من الطبيعتين ما زالت محفوظةً، تُؤَلِّفان كلتاهما شخصًا واحدًا وأقنومًا واحدًا لا مقسومًا ولا مجزءًا إلى شخصين، بل هو ابن ووحيد واحد، هو نفسه الله الكلمة الرب يسوع المسيح كما تنبأ عنه الأنبياء منذ البدء، وكما علمنا الرب يسوع المسيح نفسه وكما سلمنا دستور الآباء.» وفي هذا المجمع نفسه رفع أسقف صور المتروبوليت فوتيوس شكوى على أسقف بيروت المتروبوليت افسطاثيوس الذي كان من أنصار ديوسقوروس، مفاد هذه الشكوى أنه بعدما أقْدَمَ ثيودوسيوس على ترقية افسطاثيوس من أسقف خاضع لمتروبوليت صور إلى رتبة متروبوليت مستقل، قد وهب بطريرك القسطنطينية أنا طوليوس لافسطاثيوس هذا أسقفيات بيبلوس «جبيل» وبوتريس «البترون» وطرابلس وأورثوسياس وعكار واندارادوس وجميعها أسقفيات خاضعة لمتروبوليت، صور، فلام المجمع البطريرك القسطنطيني على هذا التَّعَدِّي، وحكم بإعادة تلك الأسقفيات إلى متروبوليت صور. وفي الجلسة السادسة حضر مرقيانوس، وخطب محرضًا على السلام واستقامة الرأي، ثم تُلي التحديد فأمضاه الآباء وصدقه الإمبراطور، وفي الجلسة السابعة سلخت فلسطين الأولى والثانية والثالثة عن أنطاكية وضُمت إلى أوروشليم، وتصالح البطريركان الأنطاكي والأوروشليمي وأعيدت فينيقية وبلاد العرب إلى البطريركية الأنطاكية، وعرف أسقف أوروشليم بطريركًا لأول مرة، وفي الجلسة الخامسة عشرة سَنَّ المجمع ثلاثين قانونًا وقررت رتب الأسقفيات الرئيسة ومن يقدم ويؤخر من البطاركة، وأثبت في قوانين المجمع أن تكون لأسقف القسطنطينية رومة الجديدة» المنزلة نفسها التي لأسقف رومة القديمة، ولكن نواب البابا اعترضوا على هذا القرار وأظهروا عدم الرضا.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|