أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-27
1168
التاريخ: 2023-11-12
1045
التاريخ: 2024-09-22
177
التاريخ: 2023-10-05
1227
|
وتشاور رؤساء الجند في من يكون خلفًا ليوليانوس، فأجمعوا على مدبر برايفكتورة الشرق سلوتيوس سكندوس (1)، ولكنه اعتذر عن القبول بداعي المرض والتقدم في السن، فنادى قسم من الجند بيوفيانوس (2) إمبراطورًا، وكان هذا رئيس الخَدَم في القصر مسيحيا نيقاويا من بانونية بين الشرق والغرب، فأيَّده الجنود المسيحيون، ورضي عنه رؤساؤهم الشرقيون والغربيون معًا، فوقع صلحًا. مع الفرس تنازل فيه عن جميع ما وقع شرقي دجلة، وعن نصيبين وسنجار ونصف أرمينية، وعاد إلى أنطاكية فوصل إليها في خريف السنة 363، وكان لا يزال في الثلاثين من عمره، ضئيل الحظ من الثقافة يحب الخمر والنساء، وعلى الرغم من اتصال أثناسيوس الكبير به وإلحاحه عليه، فإنه لم يخرج في سياسته الدينية عن الخطة التي رسمها قسطنطين الكبير؛ ولذا نراه يقول بطريرك الإسكندرية أثناسيوس نفسه: «إني أكره الشقاق وأحب من يعمل في سبيل الوئام.(3)» وأصدر براءةً أوجب فيها عبادة «الكائن الأعلى»، وحرَّم «الخرافات (4)»، ثم ما لبث أن وجد ميتًا بخيمته في آسية الصغرى، بعد أن قضى ليلة بين الكئوس والأباريق، وذلك في أوائل السنة 364. واجتمع رؤساء الجند في نيقية وتداولوا في أمر الخلافة، وكانوا لا يزالون هم الذين رفعوا يوفيانوس إلى منصة الحكم، فطلبوا إلى سلوتيوس سكندوس أن يكون ابنه ليوفيانوس، فأبى؛ نظرًا لصغر سنه، فأجمعوا على ولنتنيانوس (5) أحد قادة الحرس، وكان هذا أيضًا من بانونية بين الشرق والغرب، وما إن أطل على الجند ليخطب فيهم حتى قاطعه عدد منهم بدق التروس طالبين إمبراطورًا آخرَ يُشاركه في الحكم، فاستمهلهم وشاور الرؤساء، فقال أحد هؤلاء: «إن كنت تحب أسرتك فإن لك أخًا، وإن كنت تحب الدولة فانتق الأليق. وفي الثامن والعشرين من آذار من السنة 364 قدم أخاه والنس (6) أوغوسطسًا وشريكًا له في الحكم، وتشاطر الاثنان الملك فحكم والنس الشرق (364-378)، وتولى ولنتنيانوس الغرب (364-375)، واتفق الاثنان على أُمور معينة أهمها حرية المعتقد، ومنع إعفاء أحد من الضرائب، وإقامة جباة من الموظفين لجمعها، واقتسام الملك اقتساما تاما كاملا، بحيث تُصبح الإمبراطورية دولتين: شرقية وغربية. وعبر الهون الفولكة في السنة 372 بعد الميلاد - أو قبيلها – متدفقين كالسيل الجارف في سهول روسية الجنوبية، فاحتلوا مراعي قبائل الآلاني ثم أراضي القوط الشرقيين حتى نهر الدنيستر، ولم يبق حائلا بينهم وبين مصب الدانوب سوى القوط الغربيين، وكان قسم كبير منهم قد قبل النصرانية على يد أولفيلاس القبدوقي (310-381) الذي نقل الإنجيل إلى لغتهم، فَهَبَّ أثناريكوس (7) ملك هؤلاء القوط الغربيين يستعد للدفاع، فأنشأ خطا يصمد وراءه من منبع البروت حتى مصب الدانوب، وعبر الهون الدنيستر وجازوه عند مصبه، ففرَّ جماعةٌ من القوط الغربيين وخذلوا قومهم واتجهوا غربا وجاءوا يفاوضون والنس في الانتقال إلى داخل الحُدود الرومانية والإقامة في تراقية، وكان على رأس هؤلاء فريتيغرن وألافيف(8) ، وأما أثناريكوس فمضى بجماعته واحتل جبال البنات في المجر. وقد رأى والنس الإمبراطور في مَنْ انحاز إليه من القُوط عُنصرًا طيبًا وأداةً فعّالة لتقوية الجيش ولا سيما فرقة الخيالة؛ فقبل مطلبهم أن يدخلوا الحدود، فعبروا الدانوب خمسين ألفا، وما إن فعلوا وألقوا سلاحهم حتى شعروا بالفاقة وقلة المأكل، فاستعادوا سلاحهم بالرشوة وجالوا في البلقان ينالون قُوتَهُم بالقوة، ووقعت اصطدامات عنيفة هنا وهنالك، فأضمر الرومان السوء ودعوا الزعيمين القوطيين في مطلع السنة 377 إلى مأدبة فاخرة في ماركيانوبوليس وحاولوا اغتيالهما، فنجا فريتيغرن بخدعة محكمة واندلعت نيران الحرب بين الفريقين في كل مكان، ولم يقو الجيش الروماني المرابط في البلقان على ضبط الموقف، فاستقدم والنس نجدات من الشرق القريب، وأمده غراتيانوس ابن أخيه ببعض الكتائب، ثم قام هو بنفسه على رأس الجيش الغربي لإعانة عمه، ولكن والنس تسرع فنازل فريتيغرن قبل وصول غراتيانوس، وذلك في الثامن من آب سنة 378، وعلى مقربة من أدريانوبوليس، فاكتسحت الموقف خيالة القوط، وخَرَّ والنس في ساحة القتال صريعًا، وقيل إنه أُحرق حرقًا، وغشي القوط الريف كله ولكنهم لم يتمكنوا من إخضاع المدن المحصنة لنقص في العتاد.
.....................................
1- Salutius Secundus
2- Jovianus. وقد ورد «يونيانوس» في المقريزي وغيره.
3- Socrates, Hist. Ecc., III, 25
4- Sozomenus, Hist. Ecc., VI, 3
5- Valentinianus
6- s وفي تاريخ ابن العميد: ولنطنيان ووالنش.
7- Athanaricus
8- Fritigern, Alaviv
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|