المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

ذم الظلم بالمعنى الأخص‏
5-10-2016
الموارد التي تستحب فيها الغسل
18-1-2023
تشتت الأشعة السينية بواسطة صف من الذرات
2023-09-21
حكم المحرم لو قبل امراته.
27-4-2016
أنواع التراكيب النانوية وخواصها
2023-10-07
هلك امرؤ لم يعرف قدره
27-1-2021


خروج مسلم في الكوفة  
  
3489   05:53 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص408-410
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

أرسل مسلم إلى القصر من يأتيه بخبر هانئ فلما أخبر أنه ضرب وحبس ، قال لمناديه ناد يا منصور أمت ، وكان ذلك شعارهم فنادى فاجتمع إليه أربعة آلاف كانوا في الدور حوله .

وقال المسعودي اجتمع إليه في وقت واحد ثمانية عشر ألف رجل فسار إلى ابن زياد فما نزل ابن زياد حتى دخلت النظارة المسجد يقولون جاء ابن عقيل فدخل عبيد الله القصر مسرعا وأغلق أبوابه وقدم مسلم مقدمته وعبا أصحابه ميمنة وميسرة ووقف هو في القلب وأقبل نحو القصر وتداعى الناس واجتمعوا حتى امتلأ المسجد والسوق وضاق بعبيد الله أمره وبعث إلى وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده وليس معه إلا ثلاثون رجلا من الشرط وعشرون رجلا من أشراف الناس وخاصته وجعل من في القصر مع ابن زياد يشرفون على أصحاب مسلم وأصحاب مسلم يرمونهم بالحجارة ويشتمونهم ويفترون على عبيد الله وامه وأبيه ، فدعا ابن زياد كثير بن شهاب وأمره أن يخرج فيمن أطاعه من مذحج ويخذل الناس عن ابن عقيل ويخوفهم وأمر محمد بن الأشعث أن يخرج فيمن أطاعه من كندة وحضرموت فيرفع راية أمان وأمر جماعة من الاشراف بمثل ذلك وحبس باقي وجوه الناس عنده استيحاشا إليهم لقلة من معه وأقام الناس مع ابن عقيل يكثرون حتى المساء وأمرهم شديد ، وأمر ابن زياد من عنده من الاشراف أن يشرفوا على الناس فيمنوا أهل الطاعة الزيادة والكرامة ويخوفوا أهل المعصية الحرمان والعقوبة وجعل كثير يخذل الناس ويخوفهم باجناد الشام فاخذوا يتفرقون ، وكانت المرأة تأتي ابنها وأخاها فتقول انصرف ، الناس يكفونك ، ويجئ الرجل إلى ابنه وأخيه ويقول غدا يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب حتى أمسى ابن عقيل في خمسمائة فلما اختلط الظلام جعلوا يتفرقون فصلى المغرب وما معه إلا ثلاثون نفسا فتوجه نحو باب المسجد فلم يبلغه إلا ومعه عشرة أنفس فخرج من الباب فإذا ليس معه أحد .

ومن هنا يعلم أن مسلما رضوان الله عليه لم يقصر في حزم ولا تدبير وأنه أصيب من جهة خذلان أهل الكوفة ، فمضى على وجهه متلددا في أزقة الكوفة حتى باب امرأة اسمها طوعة ولها ولد اسمه بلال كان قد خرج مع الناس وأمه قائمة تنتظره فسلم عليها ابن عقيل فردت عليه السلام وطلب منها ماء فسقته وجلس ودخلت ثم خرجت فقالت يا عبد الله أ لم تشرب قال بلى قالت فاذهب إلى أهلك فسكت ثم أعادت مثل ذلك فسكت فقالت سبحان الله يا عبد الله ثم عافاك الله إلى أهلك فإنه لا يصلح لك الجلوس على بابي ولا أحله لك فقام وقال يا أمة الله ما لي في هذا المصر أهل ولا عشيرة فهل لك في أجر ومعروف ولعلي مكافيك بعد اليوم قالت وما ذاك قال أنا مسلم بن عقيل قالت أنت مسلم قال نعم قالت ادخل فدخل إلى بيت في دارها غير الذي تكون فيه وفرشت له وعرضت عليه العشاء فلم يتعش ، وجاء ابنها فرآها تكثر الدخول في البيت والخروج منه فاستراب بذلك ولم يزل بها حتى أخبرته ، وجعل ابن زياد لا يسمع لأصحاب ابن عقيل صوتا كما كان يسمع فقال لأصحابه أن يشرفوا فينظروا هل يرون أحدا فلم يروا أحدا ونزعوا الخشب من سقف المسجد ودلوا شعل النار والقناديل فلم يروا أحدا فاخبروه بتفرق القوم فخرج بأصحابه إلى المسجد ونادى مناديه برئت الذمة من رجل من الشرط والعرفاء والمناكب والمقاتلة صلى العتمة إلا في المسجد فامتلأ المسجد من الناس فصلى بهم وأقام الحرس خلفه ثم صعد المنبر وقال إن ابن عقيل السفيه الجاهل قد أتى ما رأيتم من الخلاف والشقاق فبرئت ذمة الله من رجل وجدناه في داره ومن جاء به فله ديته اتقوا الله عباد الله ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلا ، يا حصين بن تميم وهو صاحب شرطته ثكلتك أمك إن ضاع باب من سكك الكوفة وخرج هذا الرجل ولم تأتني به وقد سلطتك على دور أهل الكوفة ثم دخل القصر فلما أصبح جلس مجلسه وأذن للناس فدخلوا عليه وأقبل محمد بن الأشعث فقال له مرحبا بمن لا يستغش ولا يتهم واقعده إلى جنبه ، وجاء ابن تلك المرأة فأخبر عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بمكان مسلم من أمه ، وكانت أمه أم ولد للأشعث بن قيس فاعتقها وتزوجها أسيد الحضرمي فولدت له بلالا فبين بلال وأولاد الأشعث علاقة بسبب تلك المرأة ، ولعل بعضهم كان أخا بلال لامه ، فجاء عبد الرحمن فأخبر أباه سرا وهو عند ابن زياد فعرف ابن زياد سراره فبعث سبعين رجلا حتى أتوا الدار التي فيها مسلم فلما سمع مسلم وقع حوافر الخيل وأصوات الرجال علم أنه قد أتي فخرج إليهم بسيفه واقتحموا عليه الدار فشد عليهم يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من الدار ثم عادوا إليه فشد عليهم كذلك فاخرجهم مرارا وقتل منهم جماعة واختلف هو وبكر بن حمران ضربتين فضرب بكر فم مسلم فقطع شفته العليا وأسرع السيف في السفلى وفصلت له ثنيتاه وضربه في رأسه ضربة منكرة وثناه بأخرى على حبل العاتق كادت تطلع إلى جوفه فأشرفوا عليه من فوق البيوت يرمونه بالحجارة ويلهبون النار في اطنان القصب ويلقونها عليه فلما رأى ذلك قال أ كل ما أرى من الاجلاب لقتل مسلم بن عقيل يا نفس اخرجي إلى الموت الذي ليس عنه محيص فخرج عليهم مصلتا سيفا في السكة فقاتلهم فناداه ابن الأشعث لك الأمان وهو يقاتلهم ويتمثل :

أقسمت لا اقتل إلا حرا * وان رأيت الموت شيئا نكرا

أخاف أن أكذب أو أغرا * أو أخلط البارد سخن مرا

رد شعاع الشمس فاستقرا * كل امرئ يوما ملاق شرا

أضربكم ولا أخاف ضرا

فقال له ابن الأشعث : إنك لا تكذب ولا تغر وكان قد أثخن بالحجارة وعجز عن القتال فأسند ظهره إلى جنب تلك الدار وأعاد عليه ابن الأشعث لك الأمان وقيل أنهم تكاثروا عليه بعد أن أثخن بالجراح فطعنه رجل من خلفه فخر إلى الأرض فاخذ أسيرا وحمل على بغلة وانتزع ابن الأشعث سيفه وسلاحه وفي ذلك يقول بعض الشعراء يهجو ابن الأشعث :

وتركت عمك ان تقاتل دونه * فشلا ولولا أنت كان منيعا

وقتلت وافد آل بيت محمد * وسلبت أسيافا له ودروعا

فبئس عند ذلك من نفسه ودمعت عيناه وبكى ، فقيل له : إن الذي يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثلما نزل بك لم يبك ، فقال : والله ما لنفسي بكيت ولا لها من القتل ارثي وإن كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا ، ولكني أبكي لأهل المقبلين إلي ، أبكي لحسين وآل حسين ، ثم قال لابن الأشعث هل عندك خير ؟ تستطيع أن تبعث من عندك رجلا على لساني يبلغ حسينا فاني لا أراه إلا وقد خرج اليوم أو هو خارج غدا وأهل بيته ، ويقول له إن ابن عقيل بعثني إليك وهو أسير في أيدي القوم لا يرى أنه يمسي حتى يقتل وهو يقول لك ارجع فداك أبي وأمي باهل بيتك ولا يغررك أهل الكوفة فإنهم أصحاب أبيك الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل ، قال ابن الأشعث والله لأفعلن وكذب وجئ به إلى باب القصر وقد اشتد به العطش وعلى الباب قلة فيها ماء بارد فقال أسقوني من هذا الماء فقال له مسلم بن عمرو الباهلي والد قتيبة أمير خرسان أ تراها ما أبردها لا والله لا تذوق منها قطرة حتى تذوق الحميم ومنعهم أن يسقوه فقال له ابن عقيل لامك الثكل ما أجفاك وأفظك وأقسى قلبك أنت يا ابن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم مني وأرسل عمرو بن حريث غلاما له فاتاه بقلة عليها منديل وقدح فصب فيه ماء وقال له اشرب فاخذ كلما شرب امتلأ القدح دما من فمه فلا يقدر أن يشرب فعل ذلك مرة أو مرتين فلما ذهب في الثالثة ليشرب سقطت ثناياه في القدح فقال الحمد لله لو كان لي من الرزق المقسوم لشربته ثم أدخل على ابن زياد فلم يسلم عليه بالامرة فقال له الحرسي سلم على الأمير فقال اسكت ويحك والله ما هو لي بأمير فقال ابن زياد : لا عليك سلمت أم لم تسلم فإنك مقتول قال إن قتلتني فلقد قتل من هو شر منك من هو خير مني ، قال قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الاسلام ، فقال إما أنك أحق من أحدث في الاسلام ما لم يكن ، وإنك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السريرة ولؤم الغلبة لاحد أولى بها منك .

فقال يا عاق يا شاق شققت عصا المسلمين وألقحت الفتنة ، قال كذبت إنما شق عصا المسلمين معاوية وابنه يزيد واما الفتنة فإنما ألفحتها أنت وأبوك زياد بن عبيد عبد بني علاج من ثقيف ، قال ايه ابن عقيل أتيت الناس وهم جميع وأمرهم ملتئم فشتت أمرهم وفرقت كلمتهم ، قال كلا لست لذلك أتيت ولكنكم أظهرتم المنكر ودفنتم المعروف وتامرتم على الناس بغير رضا منهم وعملتم فيهم باعمال كسرى وقيصر فاتيناهم لنأمر فيهم بالمعروف وننهى عن المنكر وندعهم إلى حكم الكتاب والسنة وكنا أهل ذلك ؛ فاقبل ابن زياد يشتمه ويشتم عليا والحسن والحسين وعقيلا ، فقال له مسلم : أنت وأبوك أحق بالشتيمة فاقض ما أنت قاض يا عدو الله ، فقال ابن زياد : اصعدوا به فوق القصر فاضربوا عنقه ثم اتبعوه جسده ، فصعد به وهو يكبر ويستغفر الله ويسبحه ويصلي على رسوله (صلى الله عليه وآله) فضرب عنقه واتبع رأسه جثته .

وقام ابن الأشعث فشفع في هاني فوعده ابن زياد ثم بدا له فامر بهاني بعد قتل مسلم فقال أخرجوه إلى السوق فاضربوا عنقه أخرجوه وهو مكتوف فجعل يقول وا مذحجاه ولا مذحج لي اليوم ثم جذب يده فنزعها من الكتاف ووثبوا إليه فشدوه وثاقا وضربه مولى تركي لعبيد الله بن زياد يقال له رشيد فقتله . قال المسعودي : وهو يصيح يا آل مراد وهو شيخها وزعيمها وهو يومئذ يكرب في أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجل وإذا أجابتها أحلافها من كندة وغيرها كان في ثلاثين ألف دارع فلم يجد زعيمهم منهم أحدا شللا وخذلانا وقال الشاعر يرثي هانئا ومسلما ويذكر ما نالهما :

إذا كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلى هانئ في السوق وابن عقيل

إلى بطل قد هشم السيف وجهه * وآخر يهوي في طمار قتيل

أصابهما فرخ البغي فأصبحا * أحاديث من يسعى بكل سبيل

تري جسدا قد غير الموت لونه * ونضح دم قد سال كل مسيل

فتى كان أحيا من فتاة حيية * واقطع من ذي شفرتين صقيل

أ يركب أسماء الهماليج آمنا * وقد طلبته مذحج بذحول

وكان خروج مسلم في الكوفة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية وقتله يوم الأربعاء يوم عرفة لتسع خلون منه .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.