المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



صفات المتقين / العفو عمن ظلمه  
  
1107   11:59 صباحاً   التاريخ: 2023-09-28
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 468 ــ 474
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2016 2969
التاريخ: 28-4-2017 2429
التاريخ: 28-7-2017 2138
التاريخ: 2023-10-23 883

قول أمير المؤمنين (عليه السلام): يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ.

يتحدث الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عن صفات المتقي وأن من أبرز صفاته هو العفو عمن ظلمه.

الظلم الواقع على الأفراد ينقسم إلى قسمين:

1ـ فمرة يقع الظلم على الشخص وفي حالة فردية.

2ـ الظلم الواقع على الشخص ليس باعتباره الشخصي بل لأنه يحمل سمة معينة ككونه مسلماً أو ينتمي إلى فئة معينة أو إلى بلد محدد.

وحينئذ فما هو الظلم الذي من المستحسن أن يتنازلوا عنهم ويعد من مفاخرهم ومن خير أخلاق الدنيا والآخرة؟ هل هو الأول أو الثاني؟

أما القسم الأول: وهو الظلم الواقع عليه شخصياً وبعنوانه الفردي، فله الحق أن يطالب بحقه ويأخذه وله أن يتنازل عنه وهذا كثيراً ما يكون بين الناس بعضهم مع بعض وفي المجتمع العائلي بين الزوج وزوجه، وبين الأخ وأخيه، والصديق وصديقه، وأهل البلد الواحد أو المذهب الواحد بل وبين المسلمين بعضهم مع بعض؛ ففي مثل هذه الحال ينبغي له أن يعفو عمن ظلمه ويكون عفوه هذا من مكارم الأخلاق ومرضي الأفعال ويكون مصداقاً لجملة من الروايات التي تدعو إلى العفو عن سلبيات الآخرين وعن ظلم من ظلمه.

فقد جاء في الحديث الصحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) في خطبته (1): ألا أخبركُمْ بِخَيْرٍ خَلائِقِ (2) الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟: الْعَفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتصِل (3) مَنْ قطَعَكَ، وَالْإِحْسَانُ إلى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ، وَإِعْطَاء مَنْ حرمك (4).

بطبيعة الحال أن حسن العفو هنا فيما إذا كان المعفو عنه مما يستحق العفو ويندم ويقلع عن الظلم أو يظن منه ذلك، وأما إذا كان العفو مما يزيده ظلماً وإجراماً كالذي يتصور أن هذا العفو ناشئ من ضعف الطرف الآخر، أو هو أساساً لا يريد أن يتغير ففي مثل هذه الحالة لا يحسن العفو.

مروءة أهل البيت العفو

ورد في الحديث عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: إِنَّا أَهْلُ بيتٍ مُرُوءَتنَا الْعَفْوَ عَمَّنْ ظَلَمَنَا (5).

وهنا ينبغي لنا أن نقف قليلاً مع هذا الحديث وما تقدم من أحاديث حول العفو من أهل البيت (عليهم السلام) فهم يعتبرون العفو عمن ظلمهم فضلاً عن غيرهم من أعلى مكارم الأخلاق وهو من صفات المتقين ومن صفات أهل البيت (عليهم السلام) بل هو من مروءتهم، فمن يحاول أن ينفي هذه الصفة عنهم أو يقلل من شأنها فإنما ينفي عنهم المروءة وأنهم كسائر الناس لا قيمة لهم، إن هذا العمل اللامسؤول هو محاربة لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله) ولأهل البيت (عليهم السلام).

العفو من رسول الله

لقد تخلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأخلاق القرآن وتأدب بآداب الله سبحانه وقد عفي عمن ظلمه في مواطن كثيرة فمنها ما ورد في الحديث الصحيح عَنْ زُرَارَةً:

 

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) أُتِيَ بِالْيَهُودِيَّةِ الَّتِي سمتِ الشَّاةَ لِلنَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله) فَقَالَ لَهَا: (مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ)؟ فَقَالَتْ: قُلْتُ: إِنْ كَانَ نَبِيّاً لَمْ يَضُرَّهُ، وَإِنْ كَانَ مَلِكاً أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْهُ قَالَ: فَعَفَا رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) عَنْهَا (6).

العفو يزيد في العز

ففي حديث تواضع النجاشي جاء فيه:

فَلَمَّا بَلَغَ النَّبِي (صلى الله عليه وآله) قَالَ لِأَصْحَابِهِ: إِنَّ الصَّدَقَةَ تَزيدُ صَاحِبَهَا كَثرَةٌ، فَتَصَدَّقُوا يَرْحَمْكُمُ اللَّهُ، وَإِنَّ التَّوَاضُعَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ رِفْعَةً، فَتَوَاضَعُوا، يَرْفعكُمُ اللهُ (7) وَإِنَّ الْعَفْوَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ عِزَّاً، فَاعْفُوا يُعزَّكُمُ الله (8).

وعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ السَّكُونِي:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): (عَلَيْكُمْ بِالْعَفْو فَإِنَّ الْعَفْوَ لَا يَزِيدُ الْعَبْدَ إِلَّا عزاً، فَتَعَافوا يُعزُكُمُ اللَّهُ (9).

عفو الإمام الكاظم (عليه السلام) عن الغلام

بلغ الإمام الكاظم (عليه السلام) في تواضعه حداً أن كان حديث الركبان ولم يخف على حد من سائر الناس ففي الحديث عَنْ مُعتبِ، قَالَ:

كَانَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى (عليه السلام) فِي حَائِط (10) لَهُ يَصْرِمُ (11) فنظرت إلى غُلَامٍ لَهُ قَدْ أَخَذَ كَارَةٌ (12) مِنْ تَمْرٍ فَرَمَى بِهَا وَرَاءَ (13) الْحَائِطِ، فَأَتَيْتُهُ وَأَخَذْتُهُ (14) وَذَهَبْتُ بِهِ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ (15): جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنِّي وَجَدْتُ هذا وَهَذِهِ الْكَارَةَ.

فَقَالَ لِلْغُلَامٍ: يَا (16) فُلَانٌ.

قال لبيك.

قَالَ: أَتَجُوع (17)؟.

قَالَ: لَا يَا سَيِّدِي

قال: فتعری (18)؟.

قَالَ: لا يا (19) سيدي (20).

قَالَ: فَلِأُيِّ شَيْءٍ اخذت هذه (21)؟.

قَالَ: اشْتَهَيتُ ذلك

قَالَ: اذْهَبْ فَهِيَ لَكَ، وَقَالَ: (خَلُوا عَنْهُ) (22).

وأما القسم الثاني:

وهو الظلم الواقع على الشخص ليس باعتباره الشخصي بل لأنه يحمل سمة معينة ككونه مسلماً أو ينتمي إلى فئة معينة أو إلى بلد محدد وحينئذ لا يكون تنازله في محله إلا أن يمثل ذلك الدين أو المذهب أو الطائفة وإلا فليس من حقه العفو، ومن هذا القسم التنازل عن حقوق الآخرين دون أن يفوضوه بأجمعهم فليس من حق القاضي التنازل عن بعض حقوق الناس في حالة القضاء إلا برضا صاحب الحق، وكذلك الحاكم ليس من حقه العفو عن الظالم أو المجرم في حق الآخرين والذي سلبهم حقوقهم، كما ليس من حق بعض المسلمين أو حكامهم التنازل عن بعض الأراضي التي اغتصبها الكيان الصهيوني وأقام دويلته فيها فإن هذه الأراضي ملك لكل المسلمين الموجودين بالفعل ومن يأتي ويكون الرضا بالفعل أو التنازل هو في حد ذاته ظلماً. وقد وردت الروايات الكثيرة في توبيخ الظلمة وأعوانهم ومساعدتهم في ظلمهم ولو بشربة ماء أو يخط لهم بقلم أو يربط لهم قربة أو يسرج لهم دابة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ في الوافي والزهد: (خطبة). وفي الوسائل: (خطبه).

2ـ في نسختي (ص، ف) وحاشية نسخ (ض، بر، بس) والوافي: (أخلاق). و(الخلائق) جمع الخليقة، وهي الطبيعة. والمراد هنا الملكات النفسانية الراسخة. مرآة العقول، ج 8، ص 192.

3ـ في (ف): (والصلة). وفي الأمالي: (وأن تصل).

4ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 277، الحديث 1788 باب 53 ـ باب العفو، وفي الطبع القديم ج 2، ص 107، الأمالي للمفيد، ص 180، المجلس 23، ح 2، بسنده عن ابن ابي عمیر، عن النضر بن سويد، عن ابن سنان الزهد. ص 75، ح 30، عن محمد بن ابي سيّار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مع زيادة في اخره، الوافي، ج 4، ص 437، ح 2280، الوسائل، ج 12، ص 172، ح 15993، البحار، ج 71، ص 399، ح 1.

5ـ وسائل الشيعة، ج 12، ص 174، رقم 16000.

6ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 281، الحديث 1796، باب 53 - باب العفو، وفي الطبع القديم ج 2، ص 107، الأمالي للصدوق، ص 224، المجلس 40، ضمن الحديث الطويل 2، بسند آخر عن علي (عليه السلام) من دون الإشارة إلى عفو رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنها، مع اختلاف يسير الوافي، ج 4، ص 442، ح 2289، الوسائل، ج 12، ص 170، ح 15985، البحار، ج 16، ص 265، ح 62، وج 71، ص 402، ح 9.

7ـ في البحار: (يرحمكم الله).

8ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 2، ص 314، رقم 1863، وفي الطبع القديم ج 2، ص 122، الأمالي للمفيد، ص 238، المجلس 28، ح 2، والأمالي للطوسي، ص 14، المجلس 1، ح 18، بسند آخر عن هارون بن مسلم بن سعدان، عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليم السلام) الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب العفو، ح 1792، بسند آخر عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قوله: (وإن العفو يزيد صاحبه عزا) مع اختلاف يسير، الوافي، ج 4، ص467، ح 2362، البحار، ج 75، ص 124، ح 23.

9ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 279، الحديث 1792، باب 53 - باب العفو، وفي الطبع القديم ج 2، ص 108، الكافي أيضاً، كتاب الإيمان والكفر، باب التواضع، ح 1863، والأمالي للمفيد، ص 238، المجلس 28، ح 2، والأمالي للطوسي، ص 14، المجلس 1، ح 18، بسند آخر، من قوله: (فان العفو لا يزيد) مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله، الوافي، ج 4، ص 441. ح 2285، الوسائل، ج 12، ص 169، ح 15984، البحار، ج 71، ص 401، ح 5.

10ـ (الحائط): البستان. وجمعه: حوائط المصباح المنير، ص 157 (حوط).

11ـ (يصرم)، أي يقطع الثمرة من النخلة من الصرم، وهو القطع والجذ، والصرام وهو قطع الثمرة واجتناؤها من النخلة. راجع: الصحاح، ج 5، ص 1965، النهاية، ج 3، ص 26 (صرم).

12ـ (الكارة): مقدار معلوم من الطعام. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 656 (کور). 13ـ في نسخة (ف): (من وراء).

14ـ في نسختي (ج، ض) والبحار: (فأخذته).

15ـ في نسخ (ب، ج، ض، بر، بف) والوافي والبحار: + (له).

16ـ في نسخ (د، ج، ص، ض، ف، بر) والبحار: - (يا).

17ـ في نسخة (ص): (اتجوع) بحذف إحدى التاءين.

18ـ في نسخة (ف): (افتعرى).

19ـ في (ج): - (يا).

20ـ في البحار، ج 71: - (قال: فتعرى، قال: لا، يا سيدي).

21ـ في نسخ (ب، د، ز، ض، ف، بس، بف) والوافي: (هذا).

22ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 3، ص 281 الحديث 1794 باب 53 - باب العفو، وفي الطبع القديم ج 2، ص 108، الوافي، ج 4، ص 441، ح 2287، البحار، ج 48، ص 115، ح 26، وج 71 ص 102، ح 7.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.