المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

المواد المستخلصة Extractive Materials
15-4-2018
الشراب ام المعاصي
8-7-2019
نبيطة فرايتية ferrite device
7-4-2019
الزراعة التكثيفية
29-12-2015
Tense in English
4-2-2022
علاج الاكتئاب بأنواعه
30-4-2017


الشاب وحب الغير  
  
1484   08:43 صباحاً   التاريخ: 2023-09-25
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص400ــ402
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-10 1238
التاريخ: 2023-04-24 1075
التاريخ: 2023-07-25 1145
التاريخ: 2023-02-05 1462

قال تبارك وتعالى في محكم كتابه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [التوبة: 128].

غريزة حب الذات:

يعتبر حب الذات وحب الغير رغبتين فطريتين أوجدهما الله سبحانه وتعالى في أعماق الإنسان، ولكل من هاتين الرغبتين دورها المؤثر في تأمين سعادة الإنسان ، ولا بد من إشباعها في الموقع المناسب .

إن حب الذات وهو من الغرائز المشتركة بين الإنسان والحيوان يعتبر عاملاً مهماً لصون الذات وحفظ الإنسان وخصوصياته. وهذه الرغبة تجعل الإنسان يلتفت إلى نفسه ويهتم بها ويتقبل كل ما يراه مفيداً له ويرفض كل ما يراه مضراً به.

غريزة حب الغير:

أما غريزة حب الغير وهي من الغرائز الإنسانية السامية فيمتاز بها الإنسان على الحيوان. وهذه الغريزة التي تجعل الإنسان يلتفت إلى الغير ويهتم بهم تثير فيه المحبة للآخرين والتواد لهم مما يجعل الحياة نقية وجميلة. وإحياء هذا الدافع النفسي يربط الإنسان بمجتمعه برباط العطف والحنان والود والتعاون والمواساة، ويدفعه نحو مشاركة أبناء مجتمعه أفراحهم وأتراحهم.

إن غريزة حب الذات لها جذور منحدرة في أعماق الإنسان شأنها شأن سائر الغرائز الحيوانية ، وهذه الغريزة تتفتح تلقائياً وتنمو بسرعة ، وهي ليست بحاجة إلى تربية وحماية لكي تقوى وتشتد.

أما غريزة حب الغير فهي ضعيفة وباهتة شأنها شأن الرغبات الإنسانية السامية ، وهذه الغريزة لا يمكن أن تنمو وتقوى دون تربية ورعاية. والآباء والمربون قادرون على تربية ورعاية هذه الغريزة في أبنائهم تدريجياً وجعلهم أناساً يحبون الغير ويضمرون الخير لهم فيما لو اهتموا بهذه الغريزة في أبنائهم منذ نعومة أظفارهم وأدوا مسؤولياتهم حق تأدية.

إن غريزة حب الذات إذا ما عمد الإنسان إلى تقويتها متخطياً بذلك حدود المصلحة فإنها ستتحول إلى عبادة الذات وسيصبح الإنسان أنانياً يتصف بالسيئات الأخلاقية ويعتدي على حقوق الآخرين ويرتكب ممارسات لا إنسانية .

إضعاف غريزة العدوان:

إن غريزة حب الغير إذا ما تم رعايتها وتقويتها فإنها ستتغلب على الصفات الحيوانية وتضعف من الغريزة العدوانية لدى الإنسان وتزيل عنه طابع الهمجية والوحشية وتجعله متصفاً بأسمى الصفات الإنسانية .

وتجدر الإشارة إلى أن المقصود من حب الغير هو التحاب والتواد القائم على الفضيلة الأخلاقية والكرامة الإنسانية، لا أن يكون الدافع له تحقيق الرغبات الغريزية والأهداف المادية .

إن الإنسان المريض عادة ما يبدي نوعاً من العلاقة والتودد لطبيبه المعالج وممرضه المراقب، لكن مصدر هذه العلاقة ليس حب الغير أو ما شابه من الرغبات الإنسانية السامية ، وذلك من وجهة نظر علم النفس ، إنما مصدره غريزة حب الذات والتعلق بالحياة . فعلاقة المريض بطبيبه وممرضه ناتجة من كونهما يعالجانه ويشرفان عليه حتى تتحسن حاله ويستعيد سلامته ، ومن هنا يكون قد عمل لإرضاء غريزة حب الذات في نفسه ، ومثل هذه العلاقة موجودة في عالم الحيوان وليس الإنسان وحده هو الذي يمتاز بها . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.