المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

قادة الرأي والسياسة
28-5-2022
خذني بالإحسان
24-10-2017
القنوت و الركوع‏ في القران الكريم
25-01-2015
آلية إفراز حامض الهيدروكلوريك (يد كل)
23-6-2016
تعريف جريمة القذف
8-8-2017
a1-Antitrypsin
27-11-2015


الشاب والفضيلة  
  
925   11:41 صباحاً   التاريخ: 2023-09-21
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص229
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن المراهق يعشق بفطرته وضميره ووجدانه الحق والحقيقة ويميل إلى النبل والنزاهة . ويبدي المراهق حساسية خاصة تجاه الخير والصلاح ويسعد بهما ويلتذ، فهو لا يفكر إلا بالطهر والفضيلة ويسعى إلى الاستقامة في سلوكه وأقواله، والمراهق يتألم لما يصدر عن الآخرين من انحرافات ويتمنى لو أنه يكتب قدرة تمكنه من مكافحة الرذيلة وإقامة عالم جديد أساسه الأخلاق والفضيلة والعدل والانصاف.

الرغبة في بسط العدالة:

«يقول «موريس دبس»: يهتز الشباب بين سن الخامسة عشرة والسابعة عشرة لنداء الضمير وروح الشجاعة فيتمنون لو أنهم يبنون العالم من جديد للقضاء على الظلم وبسط العدالة»(1) .

لن يتأثر المراهق فكرياً وعملياً بالضمير الأخلاقي فقط الذي يدفعه إلى التفكير بالطهر والفضيلة ، بل إن نظرته إلى الآخرين تكون أيضاً من خلف منظار الضمير حيث برى الجميع صالحين طيين ويعتبرهم منزهين عن الخطأ قولاً وفعلا ، ومن هذا المنطلق يتعامل مع الناس ويخطط لإقامة علاقات صداقة وزمالة مع من هم في سنه.

«إن علاقات الصداقة بين الشباب تكون أكثر براءة ونزاهة من تلك التي تقوم بين الكبار ، ونادراً ما تقوم مثل هذه العلاقات وفق حسابات مسبقة. إن صرح هذه الصداقة يقوم نتيجة الرغبة في اكتساب المودة والمحبة التي تكمن في أعماق الشباب» .

(إن علاقات الصداقة بين الشباب تكون مصانة من الخباثة واللؤم بفضل عدة قواسم مشتركة تجمع بينهم من مودة ومحبة وتلهف وتضحية وما شابه)(2) .

_____________________________

(1 و2) ماذا اعرف؟ ، البلوغ، ص122 ، 54. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.