أقرأ أيضاً
التاريخ: 24/9/2022
![]()
التاريخ: 4-9-2020
![]()
التاريخ: 7-9-2019
![]()
التاريخ: 25-1-2016
![]() |
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) من أعظم الناس حلماً على من جهل عليه أو أساء إليه، وقد ضرب المثل الأعلى في هذا الجانب فهو على خطى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهديه، فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أحلم الناس وأكثرهم تحملاً للأذى من جهال قومه، وصنوه وابن عمه علي (عليه السلام) على غراره فقد رَوَى زُرَارَةُ بْنُ أَعْيُنَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٌّ (عليهم السلام) قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ (عليه السلام) إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ لَمْ يَزَلَ مُعَقْباً إلى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ الْفُقَرَاءُ وَالْمَسَاكِينُ وَغَيْرُهُمْ مِنَ النَّاسِ، فَيُعَلِّمُهُمُ الْفِقْهَ وَالْقُرْآنَ.
وَكَانَ لَهُ وَقْتُ يَقُومُ فِيهِ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ، فَقَامَ يَوْمًا فَمَرَّ بِرَجُلٍ فَرَمَاهُ بِكَلِمَةِ هُجْرٍ قَالَ وَلَمْ يُسَمِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، فَرَجَعَ عَوْدَهُ عَلَى بَدْئهِ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَأَمَرَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةً، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قال:
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلى اللَّهِ وَلَا أَعَمَّ نَفْعاً مِنْ حِلْمِ إِمَامٍ وَفِقْهِهِ، وَلَا شَيْءٌ أَبْغَضَ إلى اللهِ وَلَا أَعَمَّ ضَرَراً مِنْ جَهْلِ إِمَامٍ وَخَرْقِهِ.
أَلَا وَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظُ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ اللَّهِ حَافِظُ.
أَلَا وَإِنَّهُ مَنْ أَنْصَفَ مِنْ نَفْسِهِ، لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إِلَّا عِزّاً.
أَلَا وَإِنَّ الذلَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَقْرَبُ إلى اللَّهِ مِنَ التَّعَززِ فِي مَعْصِيَتِهِ.
ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ الْمُتَكَلِّمُ آنفَاً؟
فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْإِنْكَارَ.
فَقَالَ: ها أَنَا ذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَوْ أَشَاءُ لَقُلْتُ.
فَقَالَ: أَوْ تَعْفُو وَتَصْفَحُ، فَأَنْتَ أَهْلُ لِذَلِكَ.
فَقَالَ: عَفَوْتُ وَصَفَحْتُ.
فَقِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عليه السلام): مَا أَرَادَ أَنْ يَقُولَ؟
قَالَ: أَرَادَ أَنْ يَنْسبَهُ (1).
كلمة هجرٍ: الهُجْر بالضم قول الخنا والإفحاش في المنطق (2)، وقيل هو الفحش (3)، وقيل: هو الخنا والقبيح من القول (4).
ومهما كان تفسيرها اللغوي فإن المتكلم رمى كلمة فحش على أمير المؤمنين (عليه السلام) ولكن أمير المؤمنين لم يعاقبه بل عندما طلب العفو والصفح قابله بالصفح والعفو مع إمكان أن يعاقبه بما اقترفه من ذنب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بحار الأنوار، ج 34، ص 335.
2ـ العين للخليل بن أحمد الفراهيدي، ص 1003، طبع الجديد المرتب على الألف بائي.
3ـ المصبح المنير للفيومي، ص 326.
4ـ النهاية لابن الأثير، ج 5، ص 213.
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
جامعة الفلوجة: حفل تخرج طلبة الجامعات يهدف إلى جمع الطلبة تحت خيمة العراق الموحد
|
|
|