المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الجليد في مياه البحار والمحيطات
5-4-2016
الميرزا نصير الدين محمد ابن ميرزا عبد الله
4-2-2018
حاجة الطفل الى الأسوة
18-1-2016
منخبر رع سنب يتسلَّم جزية بلاد النوبة.
2024-04-25
ميزو Miso
6-3-2019
R1 (Undesired Result)
2024-09-17


حلم علي أمير المؤمنين (عليه السلام)  
  
1095   02:13 صباحاً   التاريخ: 2023-08-29
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 328 ــ 330
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) من أعظم الناس حلماً على من جهل عليه أو أساء إليه، وقد ضرب المثل الأعلى في هذا الجانب فهو على خطى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهديه، فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أحلم الناس وأكثرهم تحملاً للأذى من جهال قومه، وصنوه وابن عمه علي (عليه السلام) على غراره فقد رَوَى زُرَارَةُ بْنُ أَعْيُنَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٌّ (عليهم السلام) قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ (عليه السلام) إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ لَمْ يَزَلَ مُعَقْباً إلى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ الْفُقَرَاءُ وَالْمَسَاكِينُ وَغَيْرُهُمْ مِنَ النَّاسِ، فَيُعَلِّمُهُمُ الْفِقْهَ وَالْقُرْآنَ.

وَكَانَ لَهُ وَقْتُ يَقُومُ فِيهِ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ، فَقَامَ يَوْمًا فَمَرَّ بِرَجُلٍ فَرَمَاهُ بِكَلِمَةِ هُجْرٍ قَالَ وَلَمْ يُسَمِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، فَرَجَعَ عَوْدَهُ عَلَى بَدْئهِ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَأَمَرَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةً، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قال:

أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلى اللَّهِ وَلَا أَعَمَّ نَفْعاً مِنْ حِلْمِ إِمَامٍ وَفِقْهِهِ، وَلَا شَيْءٌ أَبْغَضَ إلى اللهِ وَلَا أَعَمَّ ضَرَراً مِنْ جَهْلِ إِمَامٍ وَخَرْقِهِ.

أَلَا وَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظُ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ اللَّهِ حَافِظُ.

أَلَا وَإِنَّهُ مَنْ أَنْصَفَ مِنْ نَفْسِهِ، لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إِلَّا عِزّاً.

أَلَا وَإِنَّ الذلَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَقْرَبُ إلى اللَّهِ مِنَ التَّعَززِ فِي مَعْصِيَتِهِ.

ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ الْمُتَكَلِّمُ آنفَاً؟

فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْإِنْكَارَ.

فَقَالَ: ها أَنَا ذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.

فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَوْ أَشَاءُ لَقُلْتُ.

فَقَالَ: أَوْ تَعْفُو وَتَصْفَحُ، فَأَنْتَ أَهْلُ لِذَلِكَ.

فَقَالَ: عَفَوْتُ وَصَفَحْتُ.

فَقِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عليه السلام): مَا أَرَادَ أَنْ يَقُولَ؟

قَالَ: أَرَادَ أَنْ يَنْسبَهُ (1).

كلمة هجرٍ: الهُجْر بالضم قول الخنا والإفحاش في المنطق (2)، وقيل هو الفحش (3)، وقيل: هو الخنا والقبيح من القول (4).

ومهما كان تفسيرها اللغوي فإن المتكلم رمى كلمة فحش على أمير المؤمنين (عليه السلام) ولكن أمير المؤمنين لم يعاقبه بل عندما طلب العفو والصفح قابله بالصفح والعفو مع إمكان أن يعاقبه بما اقترفه من ذنب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار، ج 34، ص 335.

2ـ العين للخليل بن أحمد الفراهيدي، ص 1003، طبع الجديد المرتب على الألف بائي.

3ـ المصبح المنير للفيومي، ص 326.

4ـ النهاية لابن الأثير، ج 5، ص 213. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.