المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

التأريخ بالكربون ١٤ carbon 14 dating
11-3-2018
الاسئلة التي تمنحك القوة في لحظات الازمات
24-11-2016
الفيروسات التي تصيب الخس
26-6-2018
افعال التحويل
17-10-2014
Future Simple
31-3-2021
خالد بن حزام
2023-02-11


وصية الصادق لعنوان البصري  
  
8362   02:57 مساءاً   التاريخ: 16-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص530-531
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / التراث الصادقيّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-04-2015 3013
التاريخ: 17-04-2015 3218
التاريخ: 14-11-2017 3596
التاريخ: 17-04-2015 3259

ذكر الشهيد الثاني في منية المريد نقلا عن حديث عنوان البصري الطويل وذكر السيد محمد بن محمد بن الحسن الحسيني العاملي العيناثي المعروف بابن قاسم في كتاب الاثني عشرية في المواعظ العددية ان هذا الحديث من روايات أهل السنة عن عنوان البصري وكان شيخا كبيرا أتى عليه أربع وستون سنة قال : كنت اختلف إلى مالك بن انس في طلب للعلم فلما قدم جعفر بن محمد الصادق المدينة أحببت ان آخذ عنه كما أخذت عن مالك فقال لي يوما اني رجل مطلوب ولي أوراد في كل ساعة قم عني لا تشغلني عن وردي ورح إلى مالك فاغتممت من ذلك وقلت لو تفرس في خيرا لما فعل ذلك فدخلت مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) وسلمت عليه وصليت ركعتين في الروضة ودعوت الله أن يعطف علي قلب جعفر بن محمد ويرزقني من علمه ما اهتدي به إلى الصراط المستقيم ولم اختلف إلى مالك لما أشرب قلبي من حب جعفر ثم قصدت باب جعفر واستأذنت فخرج خادم فقال ما حاجتك قلت السلام على الشريف قال هو في الصلاة فجلست فما لبثت الا يسيرا إذ خرج خادم آخر فقال ادخل على بركة الله فدخلت وسلمت فرد علي السلام وقال اجلس غفر الله لك فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال أبو من ؟ قلت أبو عبد الله قال ثبت الله كنيتك ووفقك لكل خير ، فقلت في نفسي لو لم يكن من زيارته إلا هذا الدعاء لكان كثيرا ثم قال ما مسألتك ؟ قلت سألت الله ان يعطف علي قلبك ويرزقني من علمك وارجو ان الله أجابني في الشريف ما سألته فقال : يا أبا عبد الله ليس العلم بكثرة التعلم انما هو نور يضعه الله في قلب من يريد أن يهديه فإذا أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية واطلب العلم باستعماله واستفهم الله يفهمك ، فقلت ما حقيقة العبودية ؟ قال ثلاثة أشياء : أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا لان العبيد لا يكون لهم ملك بل يرون المال مال الله يضعونه حيث امرهم الله ولا يدبر العبد لنفسه تدبيرا وجملة اشتغاله فيما امره الله به ونهاه عنه فإذا لم ير العبد فيما خوله الله ملكا هان عليه الإنفاق فيما امره الله وإذا فوض تدبير نفسه إلى مدبره هانت عليه مصائب الدنيا وإذا اشتغل بما امره به ونهاه عنه لا يتفرع إلى المراء والمباهاة مع الناس فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاث هانت عليه الدنيا والمسيس بالخلق فلا يطلب الدنيا تفاخرا وتكاثرا ولا يطلب عند الناس عزا وعلوا ولا يدع أيامه باطلة فهذا أول درجة المتقين قال الله تعالى {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83].

قلت يا أبا عبد الله أوصني قال : أوصيك بتسعة أشياء فإنها وصيتي لمريد الطريق إلى الله تعالى والله أسال ان يوفقك لاستعمالها ، ثلاثة منها في رياضة النفس وثلاثة منها في الحلم وثلاثة منها في العلم فاحفظها وإياك والتهاون بها .

قال عنوان ففرغت قلبي فقال : اما اللواتي في الرياضة فإياك أن تأكل ما لا تشتهيه فإنه يورث الحمق والبله ولا تأكل إلا عند الجوع فإذا أكلت فكل حلالا وسم الله تعالى واذكر حديث النبي (صلى الله عليه وآله) ما ملأ الآدمي وعاء أشد شرا من بطنه .

واما اللواتي في الحلم فمن قال لك ان قلت واحدة سمعت عشرا فقل ان قلت عشرا لم تسمع واحدة ومن شتمك فقل له ان كنت صادقا فيما تقوله فاسأل الله أن يغفر لي وان كنت كاذبا فاسال الله ان يغفر لك ومن وعدك بالخيانة فعده بالنصيحة والدعاء .

واما اللواتي في العلم فاسال العلماء ما جهلت وإياك ان تسألهم تعنتا وتجربة وإياك ان تعدل بذلك شيئا وخذ بالاحتياط في جميع أمورك ما تجد إليه سبيلا واهرب من الفتيا فرارك من الأسد والذئب ولا تجعل رقبتك جسرا للناس ثم قال له يا شريف فقال قل يا أبا عبد الله ثم قال له قم يا أبا عبد الله فقد نصحت لك ولا تفسد علي وردي فاني رجل ضنين بنفسي (اه).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.