تركز سنغافورة على التصميمات الإلكترونية الدقيقة والمعقدة والتي تحتوى على كم كبير من الممتلكات الفكرية؛ وهو ما يجعل العائد المالي مجزيًا جدًّا. فمعهد البحوث الإلكترونية يقع في نطاق مجمع التكنولوجيا، وهي منطقة ضخمة المساحة، وترتكز فيها مراكز لأبحاث الشركات متعددة الجنسيات، وكلها تقع في محيط جامعة سنغافورة الوطنية ذات السمعة العالمية المرموقة. وتعتمد سنغافورة على الدول المجاورة مثل ماليزيا والصين في التصنيع؛ لرخص العمالة في هذه الدول مقارنة بسنغافورة.

أما ماليزيا فتعد تجربة فريدة في التنمية الصناعية على وجه العموم، وتنمية الصناعات الإلكترونية على وجه الخصوص؛ وذلك بسبب النمو السريع للصناعات الإلكترونية باستخدام تقنية النانو، وكان من البديهي أن تهتم الحكومة بالتصميمات الكهربية وإنتاج الدوائر المتكاملة، حيث استثمرت استثمارات ضخمة في مجال تصنيع رقائق السيلكون، وافتتح أول معمل؛ لإنتاج هذه الرقائق في عام 1996 م، باستثمار يقرب من 500 مليون دولار. وفي عام 2001 م، افتتح معملان: أحدهما في شمال البلاد، والآخر في مقاطعة سرواك باستثمار يقارب 3.5 مليارات دولار، وذلك بالمشاركة مع بعض الشركات اليابانية والأمريكية. وهذه المعامل تعدّ معامل تجارية حديثة تعمل في مجال تقنية النانو، ولتقدير حجم النجاح الذي أنجزته ماليزيا، فإن حجم الإنتاج المصنع الإلكتروني تجاوز 40 مليار دولار سنويا، وهو ما يقارب، أو يتعدى قيمه الإنتاج الإلكتروني لبريطانيا. كما استطاعت ماليزيا القضاء على الفقر لقطاعات كبيرة من الشعب (نسبة السكان تحت خط الفقر لا تتعدى 2%).

ولقد قامت الحكومة الماليزية في السنوات العشر الأخيرة ببرامج عدة؛ لتشجيع الشركات المحلية على العمل في مجال الإلكترونيات عن طريق عدة وسائل منها: إنشاء القرية الذكية باستثمار يتعدى مليار دولار.