أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-2-2022
4341
التاريخ: 2023-09-23
1199
التاريخ: 2023-06-15
1172
التاريخ: 17-10-2016
10318
|
(فَغَرَّني بِما أَهْوى):
أي خدعني نفسي أو عدوي الذي هو الشيطان، بسبب ما أرغب فيه من المشتهيات والمشتبهات.
(وَأَسْعَدَهُ عَلىٰ ذَلِكَ):
أي أعانه وأمده ـ أي نفسي أو عدوي ـ علىٰ الخداع والتشويل.
(القضاء):
القضاء في اللغة يأتي لمعانٍ:
أحدها: الإتيان بالشيء.
الثاني: فعل العبادة ذات الوقت المحدود المعيّن بالشخص خارجاً عنه.
الثالث: فعل العبادة استدراكاً لما وقع مخالفاً لبعض الأوضاع المعتبرة، ويسمى هذا: إعادة جميعها مذكورة في مجمع البحرين (1).
وفي الصحاح قال الجوهري: «القضاء أصله: قضاي؛ لأنّه من: قضيتُ، إلّا إنّ الياء لمّا جاءت بعد الألف هُمزت، والجمع: الأقضيّة، والقضية مثله، والجمع: قضايا» (2) والقضاء المقرون بالقدر كما هو المراد هاهنا.
قيل: المراد به: الخلق، وبالقدر: التقدير. ويؤيده قوله عليه السلام: (القضاء: الإبرام وإقامة العين) (3) وقوله عليه السلام: (وإذا قضى أمضى) (4) وهو الذي لا مردّ له.
وفي حديث علي عليه السلام مع الشيخ الذي سأله عن المسير إلى الشام، قال له: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن مسيرنا إلىٰ الشام، بقضاء من الله وقدر؟ فقال عليه السلام: (يا شيخ ما علوتم تلعة ولا هبطتّم بطن وادٍ إلّا بقضاء من الله وقدر). فقال الشيخ: عند الله أحتسب عنائي؟ فقال عليه السلام: (وتظنّ أنّه كان قضاء حتماً وقدراً لازماً؛ إنه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر من الله، ويسقط معنى الوعد والوعيد، فلم تكن لائمة من الله للمذنب ولا محمدة للمحسن، تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمن وقدريّة هذه الأُمّة) (5).
وفيه أيضاً عن علي عليه السلام، قال: (الأعمال ثلاثة أحوال: فرائض، وفضائل، ومعاصي. فأمّا الفرائض فبأمر الله ورضا الله وبقضاء الله ومشيئته وبعلمه وتقديره، وأمّا الفضائل فليس بأمر الله، ولكن برضا الله وبقضائه ومشيئته وعلمه. وأمّا المعاصي فليست بأمر الله، ولكن بقضاء الله ومشيئته وعلمه، ثمّ يعاقب عليها) (6).
أقول: قد ظهر بقوله عليه السلام في تحقيق معنى القضاء للعاقل الفطن ما قاله الحكماء: من أنّ القضاء هو وجود جميع الموجودات مجملة على الوجه الكلّي في العالم العقلي، والقدر هو وجود صور الموجودات مفصّلة في العالم النفسي السماوي على الوجه الجزئي، مطابقة لما في موادها الخارجية.
وقد مرّ أن فيضه تعالى من حيث كونه علّة مؤدّية لوجود المقضي في الألواح العالية وفي هذا العالم قضاء، ومن حيث إنّه يقدّر شكل المقضي ويعيّنه قدر.
فقول السائل: (وأسعده علىٰ ذلك القضاء) يعني: أعان نفسي أو عدوي في اغتراري وافتتاني في سوق الشهوات وصدور المعاصي القضاءُ، أي وجداتها العقلانية التي كانت علّة مؤدية لوجود ما صدر عني في هذا العالم من الحسنات والسيئات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «مجمع البحرين» ج 1، ص 343، مادة "قضى".
(2) «الصحاح» ج 6، ص 2463، باختلاف.
(3) «مختصر بصائر الدرجات» ص 149.
(4) «بحار الأنوار» ج 94، ص 257.
(5) «الكافي» ج 1، ص 155، ح 1، باختلاف.
(6) «بحار الأنوار» ج 75، ص 43، ح 35.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|