أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-08-2015
2501
التاريخ: 10-10-2014
5526
التاريخ: 9-10-2014
2322
التاريخ: 14-12-2015
2146
|
إفساد الفاسقين في الأرض
قال تعالى : {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 27].
الصفة الثالثة للفاسقين[بعد صفة نقض العهد وقطع صلة الرحم] هي الإفساد في الأرض(1). فالله عز وجل يرى أن العقيدة، والخلق، والعمل الصالح، وباختصار نقول: إن (الدين)، هو الموجب لصلاح الأرض، وأن الأشخاص الذين يقفون في مقابل العقيدة الحقة، والخلق الصحيح، والعمل الصالح، هم مفسدون في الارض، ويقول للناس: لقد أصلحنا الأرض من خلال الدين؛ فلا تفسدوها بعد إصلاحها: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: 56].
يبين القرآن الكريم في آيات متعددة مصاديق كثيرة للفساد حيث تتبنى كل آية تبيين بعض من موارده، وليس أي منها في صدد حصر معنى الفساد. وبناء على ذلك، لا وجود للتعارض فيما بينها على الإطلاق، فإذا قال عز من قائل في موطن من المواطن: إن الكفر فساد كبير: {وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73] ، أو إن التطفيف في الميزان من بواعث الفساد: {وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [الشعراء: 182، 183]. أو إن النشاط والعمل ضد النظام الإسلامي هو من الفساد في الأرض: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} [النمل: 48، 49] ، فلا تعارض فيما بينها؛ كما أنه من جانب الإثبات أيضاً فهو جل وعلا يعتبر العقيدة الحقة تارة، أو العمل الصالح تارة أخرى، أو صفة الخلق الحسن تارة ثالثة من بواعث الإصلاح في الارض. لذا فإن جميع هذه الآيات هي في مقام بيان مصداق الفساد، وليس تفسير مفهومه.
يعتبر القرآن الكريم أن الاعتقاد الباطل هو أشد أنواع الفساد، وكلما سيق البحث عن الكفر والانحراف العقائدي اشتد تعبير القرآن بخصوصه: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73]. إن شدة تعامل القرآن مع فساد العقيدة، يأتي من منطلق أن العقيدة الباطلة هي أرضية للخلق السيئ، وهو بدوره يمهد البيئة للعمل الطالح. إذن فإن الأساس في الأمر هو العقيدة ذاتها؛ لأن كافة الذنوب تنبع من الكفر؛ كما أن جميع الخيرات تنشأ من الإيمان.
__________
1.[راجع نفس المبحث ج2 ،ص660-675].
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|