أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2022
2222
التاريخ: 7-8-2022
1532
التاريخ: 2023-09-09
1101
التاريخ: 15-5-2022
1889
|
من الميول والرغبات الكامنة بشكل طبيعي في أعماق كل شاب والتي تترك أثراً بالغاً على شخصيته ، حب الحداثة والتطور ، فالشاب بالرغم من احتفاظه بمميزاته الطبيعية وصفاته الثابتة ، تراه ينشد نحو مواكبة العصر الذي يعيشه ، فهو يعشق الحداثة والتجديد ، ويحرص على متابعة آخر الخطابات والتصريحات ، ويشارك في البحث بآخر المستجدات ، ولا يرتدي من الملابس أو يتزين إلا وفق أحدث التصاميم والأزياء ، كما أنه يرغب في أن يختار لنفسه مسلكاً جديداً غير ذلك الذي سلكه من سبقه.
«يقول موريس دبس : إن الشاب يعكس أوضاع زمانه ، وهو يتأثر قبل الآخرين بكل ما يستجد على صعيد الوضع الإجتماعي، حتى ان تأثير هذه الأوضاع عليه أسرع بكثير مما قد يتصوره البعض . إننا نرى اليوم خصوصيات يمتاز بها الشاب تتطابق وتطور الزمان ، فالشاب الرياضي يندفع برغبة كبيرة وقدم راسخة نحو الميادين الرياضية، والشاب الكشّاف لا يأبه الإقامة داخل الخيمة ولا يخشى النيران أو صمت الغابات، والفتاة الشابة أخذت تقصر شعرها وتميل إلى الرياضة والألعاب الخشنة»(1).
العقل سبيل كامل:
إن للحيوان الذي شاء الله سبحانه وتعالى له أن يبقى منقاداً لغرائزه ، سلوكاً معيناً ثابتاً لم يتغير على مدى قرون من الزمن ولن يتغير ، أما الإنسان فقد جعله الله تبارك وتعالى قادراً على سلوك طريق الرقي والتكامل بالاعتماد على قوة العقل الخلاقة ، والتخطيط والسعي لكل ما من شأنه أن يجعله في حالة تطور دائم.
فالإنسان قد بلغ خلال قرون عديدة شهدت تقدماً تدريجياً في مجال العلم والتكنولوجيا، جوانب لا بأس بها من أسرار الطبيعة، وسعى إلى الاستفادة منها لصالحه . كما سعى كل عالم في عصره إلى الاستفادة من تجاربه لتغيير نمط الحياة نحو الأحسن.
وبخلاصة فإن الإنسان قد جدّ بمرور الزمان في السير على طريق التكامل وما زال، والعاقل هو من عرف زمانه وأدرك مقتضياته وسعى إلى التكيف معها ، وقد ورد الكثير من الروايات بهذا الشأن.
عن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) قال في حِكَمِ داود (عليه السلام) : على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه مقبلاً على شأنه(2) .
وعنه (عليه السلام) قال : العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس(3).
معرفة الأيام:
قال امير المؤمنين علي (عليه السلام) : من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد(4).
إذن، فالشرط الأساس لسعادة الفرد والمجتمع، هو معرفة كل إنسان بزمانه وما يقتضيه زمانه ومواكبة التقدم الحاصل في شتى مجالات الحياة ، والعاقل هو من يحاول أن يكيف نفسه مع التقدم الصحيح الحاصل في زمانه ، وينتفع من مزايا هذا التقدم المفيدة .
سرعان ما تسترعي الأفكار الجديدة والتقدم الحديث انتباه الشاب لما يضمره من رغبة في الحداثة والتجدد ، فيحاول تكييف نفسه مع مقتضيات زمانه ، أما الكهول الذين يمكن تسميتهم بالمحافظين فيرغبون في البقاء على الآداب والعادات والتقاليد القديمة، وذلك للحفاظ قدر الإمكان على الأساليب القديمة التي اتبعوها في حياتهم اليومية. وهذا التباين في الرغبات يشكل عاملاً من عوامل الخلافات بين الشاب والكهل في محيط الأسرة والمجتمع.
ولا يمكننا أن نقول إن تمرد الشاب على الآداب والعادات والتقاليد الخاصة بالجيل القديم ، هو أمر مفيد دائماً وأبداً ، بل على العكس ، فهذا التمرد قد يشكل في بعض الحالات اخطاراً كبيرة تؤدي إلى وقوع أضرار لا يمكن أن تعوض. ولكننا نستطيع القول إن الرغبة في الحداثة والتجدد الكامنة في أعماق كل شاب، إذا ما تم توجيهها بشكل سليم من قبل مربين أكفاء ، وتم صونها من أي إفراط أو تطرف غير مسؤول ، فإنها ستكون أداة لتجديد بناء محيط الأسرة ومصدراً للتحولات الإجتماعية ، كما يمكنها أن تسهم في إنقاذ المجتمع من بعض العادات والتقاليد الخاطئة، وحمايته من الانحطاط والرذيلة بل ومن السقوط والانحراف أحياناً.
(يقول جواهر لآل نهرو : لقد أربكت الحرب كل أفكارنا ومعتقداتنا التي ربينا عليها، وجعلتنا نشكك حتى في بعض الأسس الإجتماعية والمدنية الجديدة، لقد رأينا كيف قضت الحرب على أعداد هائلة من شباب العالم، وسمعنا الكثير من الخدع والأكاذيب ، ووقفنا على الكثير من الممارسات الوحشية والدمار والخراب ، وكنا نسأل أنفسنا هل حلت نهاية المدنية ؟» . «فترة الحرب وما بعدها كانت فترة ترقب وتفكك وانهيار جميع المعتقدات والعادات والتقاليد البالية ، وكانت فترة تسودها حالة من الشك والتردد التي تعقب دائماً التغييرات والتحولات المتسارعة».
«في مثل هذه الفترات التاريخية التي يمر بها العالم، لابد من أن تنشط أفكارنا وتتماسك أجسامنا وأرواحنا. وفي مثل هذه الفترات تأخذ الحياة الرتيبة السائرة على وتيرة واحدة نفساً جديداً ، وتحصل مستجدات كبيرة يستطيع كل منا أن يتحمل جانباً من مسؤولية بناء عالم جديد بنظام حديث ، وفي مثل هذه الفترات يستطيع الشاب أن يؤدي دوراً اساسياً ومهماً ، لأنه قادر على التكيف مع الأفكار الجديدة والمقتضيات المستجدة أكثر من ذلك الكهل الذي جبلت افكاره بالأفكار القديمة ولم يعد ذهنه يستوعب الجديد(6).
______________________________
(1) ماذا اعرف؟، البلوغ، ص11.
(2) بحار الأنوار 5 ، ص 342.
(3) الكافي1، ص27.
(4) تحف العقول ، ص 98.
(5) الإسلام والحضارة العربية، ص103 .
(6) نظرة إلى تاريخ العالم 3، ص1462.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|