المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

مولانا محمد صالح المشهدي.
2-2-2018
لماذا تبدأ الادعية بكلمة "ربنا" ؟
28-7-2020
حبيبات النشا Starch grains
22-2-2017
العـوامل التـي ادت الى ظـهور الـمذهب الكلاسيكـي
25-10-2019
Preparation of the Transition Elements
16-6-2019
اللَّه المتكلّم‏
30-11-2015


الشاب والحداثة  
  
1004   08:59 صباحاً   التاريخ: 2023-07-24
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص102ــ105
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

من الميول والرغبات الكامنة بشكل طبيعي في أعماق كل شاب والتي تترك أثراً بالغاً على شخصيته ، حب الحداثة والتطور ، فالشاب بالرغم من احتفاظه بمميزاته الطبيعية وصفاته الثابتة ، تراه ينشد نحو مواكبة العصر الذي يعيشه ، فهو يعشق الحداثة والتجديد ، ويحرص على متابعة آخر الخطابات والتصريحات ، ويشارك في البحث بآخر المستجدات ، ولا يرتدي من الملابس أو يتزين إلا وفق أحدث التصاميم والأزياء ، كما أنه يرغب في أن يختار لنفسه مسلكاً جديداً غير ذلك الذي سلكه من سبقه.

«يقول موريس دبس : إن الشاب يعكس أوضاع زمانه ، وهو يتأثر قبل الآخرين بكل ما يستجد على صعيد الوضع الإجتماعي، حتى ان تأثير هذه الأوضاع عليه أسرع بكثير مما قد يتصوره البعض . إننا نرى اليوم خصوصيات يمتاز بها الشاب تتطابق وتطور الزمان ، فالشاب الرياضي يندفع برغبة كبيرة وقدم راسخة نحو الميادين الرياضية، والشاب الكشّاف لا يأبه الإقامة داخل الخيمة ولا يخشى النيران أو صمت الغابات، والفتاة الشابة أخذت تقصر شعرها وتميل إلى الرياضة والألعاب الخشنة»(1).

العقل سبيل كامل:

إن للحيوان الذي شاء الله سبحانه وتعالى له أن يبقى منقاداً لغرائزه ، سلوكاً معيناً ثابتاً لم يتغير على مدى قرون من الزمن ولن يتغير ، أما الإنسان فقد جعله الله تبارك وتعالى قادراً على سلوك طريق الرقي والتكامل بالاعتماد على قوة العقل الخلاقة ، والتخطيط والسعي لكل ما من شأنه أن يجعله في حالة تطور دائم.

فالإنسان قد بلغ خلال قرون عديدة شهدت تقدماً تدريجياً في مجال العلم والتكنولوجيا، جوانب لا بأس بها من أسرار الطبيعة، وسعى إلى الاستفادة منها لصالحه . كما سعى كل عالم في عصره إلى الاستفادة من تجاربه لتغيير نمط الحياة نحو الأحسن.

التكيف مع التحولات:

وبخلاصة فإن الإنسان قد جدّ بمرور الزمان في السير على طريق التكامل وما زال، والعاقل هو من عرف زمانه وأدرك مقتضياته وسعى إلى التكيف معها ، وقد ورد الكثير من الروايات بهذا الشأن.

عن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) قال في حِكَمِ داود (عليه السلام) : على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه مقبلاً على شأنه(2) .

وعنه (عليه السلام) قال : العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس(3).

معرفة الأيام: 

قال امير المؤمنين علي (عليه السلام) : من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد(4).

رأى الرسول (صلى الله عليه وآله) ان اتساع الفتوح يقضي بأن يتعلم بعض اصحابه صنعة الدبابات والمجانيق والضبور فارسل إلى جرش اليمن اثنين من أصحابه يتعلمانها(5).

شرط السعادة :

إذن، فالشرط الأساس لسعادة الفرد والمجتمع، هو معرفة كل إنسان بزمانه وما يقتضيه زمانه ومواكبة التقدم الحاصل في شتى مجالات الحياة ، والعاقل هو من يحاول أن يكيف نفسه مع التقدم الصحيح الحاصل في زمانه ، وينتفع من مزايا هذا التقدم المفيدة .

الكهول المحافظون:

سرعان ما تسترعي الأفكار الجديدة والتقدم الحديث انتباه الشاب لما يضمره من رغبة في الحداثة والتجدد ، فيحاول تكييف نفسه مع مقتضيات زمانه ، أما الكهول الذين يمكن تسميتهم بالمحافظين فيرغبون في البقاء على الآداب والعادات والتقاليد القديمة، وذلك للحفاظ قدر الإمكان على الأساليب القديمة التي اتبعوها في حياتهم اليومية. وهذا التباين في الرغبات يشكل عاملاً من عوامل الخلافات بين الشاب والكهل في محيط الأسرة والمجتمع.

ولا يمكننا أن نقول إن تمرد الشاب على الآداب والعادات والتقاليد الخاصة بالجيل القديم ، هو أمر مفيد دائماً وأبداً ، بل على العكس ، فهذا التمرد قد يشكل في بعض الحالات اخطاراً كبيرة تؤدي إلى وقوع أضرار لا يمكن أن تعوض. ولكننا نستطيع القول إن الرغبة في الحداثة والتجدد الكامنة في أعماق كل شاب، إذا ما تم توجيهها بشكل سليم من قبل مربين أكفاء ، وتم صونها من أي إفراط أو تطرف غير مسؤول ، فإنها ستكون أداة لتجديد بناء محيط الأسرة ومصدراً للتحولات الإجتماعية ، كما يمكنها أن تسهم في إنقاذ المجتمع من بعض العادات والتقاليد الخاطئة، وحمايته من الانحطاط والرذيلة بل ومن السقوط والانحراف أحياناً.

مخلفات الحرب:

(يقول جواهر لآل نهرو : لقد أربكت الحرب كل أفكارنا ومعتقداتنا التي ربينا عليها، وجعلتنا نشكك حتى في بعض الأسس الإجتماعية والمدنية الجديدة، لقد رأينا كيف قضت الحرب على أعداد هائلة من شباب العالم، وسمعنا الكثير من الخدع والأكاذيب ، ووقفنا على الكثير من الممارسات الوحشية والدمار والخراب ، وكنا نسأل أنفسنا هل حلت نهاية المدنية ؟» . «فترة الحرب وما بعدها كانت فترة ترقب وتفكك وانهيار جميع المعتقدات والعادات والتقاليد البالية ، وكانت فترة تسودها حالة من الشك والتردد التي تعقب دائماً التغييرات والتحولات المتسارعة».

الشاب وتجديد المحيط:

«في مثل هذه الفترات التاريخية التي يمر بها العالم، لابد من أن تنشط أفكارنا وتتماسك أجسامنا وأرواحنا. وفي مثل هذه الفترات تأخذ الحياة الرتيبة السائرة على وتيرة واحدة نفساً جديداً ، وتحصل مستجدات كبيرة يستطيع كل منا أن يتحمل جانباً من مسؤولية بناء عالم جديد بنظام حديث ، وفي مثل هذه الفترات يستطيع الشاب أن يؤدي دوراً اساسياً ومهماً ، لأنه قادر على التكيف مع الأفكار الجديدة والمقتضيات المستجدة أكثر من ذلك الكهل الذي جبلت افكاره بالأفكار القديمة ولم يعد ذهنه يستوعب الجديد(6).

______________________________

(1) ماذا اعرف؟، البلوغ، ص11.

(2) بحار الأنوار 5 ، ص 342.

(3) الكافي1، ص27.

(4) تحف العقول ، ص 98.

(5) الإسلام والحضارة العربية، ص103 .

(6) نظرة إلى تاريخ العالم 3، ص1462. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.