شرح (اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُنوبَ الَّتي تُغَيّرُ النِّعَمَ). |
799
12:00 صباحاً
التاريخ: 2023-07-20
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-21
1141
التاريخ: 2024-08-26
321
التاريخ: 2024-07-06
553
التاريخ: 2023-11-27
1113
|
(النِعَم): جمع «نعمة» ـ بكسر النون ـ وهي ما يلتذّ ويتنعّم به الإنسان من المال والنساء، والقوى والآلات والأدوات، والصحة والفراغة، والمأكولات والمشروبات، والأنعام من الأغنام والإبل والخيول والبغال والحمير والبقرات، وغيرها ممّا أنعم الله به علىٰ عباده، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34].
قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 53] في المجمع قال: «قال بعض الأعلام: يكتب في اللوح أشياء مشروطة وأشياء مطلقة، فما كان علىٰ الإطلاق فهو حتم لا يغيّر ولا يبدّل، وما كان مشروطاً ـ نحو أن يكون مثبتاً في اللوح أنّ فلاناً إن وصل رحمه مثلاً يعيش ثلاثين سنة، وإن قطع رحمه فثلاث سنين ـ فإنما يكون ذلك يحسب حصول الشرط، وقد قال الله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39] » (1) انتهى.
الذنوب المغيرة للنعم:
و(الذنوب التي تغيّر النعم) ـ كما جاءت بها الرواية ـ: ترك شكر المنعم، والافتراء علىٰ الله والرسول، وقطع صلة الرحم، وتأخير الصلاة عن أوقاتها حتّىٰ انقضت أوقاتها، والدياسة، وترك إغاثة الملهوفين المستغيثين، وترك إعانة المظلومين.
وبالجملة، قد قرّر الشارع لكلّ نعمة أنعم الله بها علىٰ عباده شكراً وطاعة، كما قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7] ومعلوم أنّ تركه يصير سبباً لأخذه المنعم تلك النعمة عن المنعَم عليه.
وعن الصادق (عليه السلام)، قال: «نحن والله نعمة الله التي أنعم بها علىٰ عباده، وبنا فاز من فاز» (2).
أقول: لمّا كانوا (عليه السلام) وسائط فيض الله تعالى وجوده، ومجالي نوره وظهوره، ومكامن سرّه، كما قال (عليه السلام): (بنا اهتديتم في الظلماء، وتسنّمتم العلياء وبنا انفجرتم عن السرار...) (3)، أي صرتم ذوي فجر.
وقوله (عليه السلام): (تسنّمتم العلياء) أي ركبتم سنامها.
فما من نعمة فاضت علىٰ الخلق إلّا بواسطتهم وبأيديهم، فهم النعم العظمى، والدولة القصوى من الله تبارك وتعالى في الآخرة والأولى...
ثم إنّ النعم تشتمل النعم الباطنة من العلم والحكمة والعرفان، والإيمان بالله وباليوم الآخر، والأنبياء والرسل والأوصياء الاثني عشر، عليهم صلوات الله الملك الأكبر إلىٰ يوم المحشر.
بيان الذنوب المغيّرة للنعم:
فالذنوب التي تغيّر تلك النعم وتذهب بنورها هي الخطيئات التي يعدّها أهل السلوك إلىٰ الله تعالى أيضاً ذنباً، كالتوجّه إلىٰ غيره تعالى وترك الأولى، وكثرة الأكل والشرب والنوم، وقلّة الاكتراث بالصلاة والصوم، وكلّ ما كان من هذا القبيل من الهواجس النفسانية، فضلاً عن الوساوس الشيطانية. فليتجنب العبد المؤمن عن جميع هذه الذنوب، بعناية الله الحبيب المحبوب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «مجمع البحرين» ج 3، ص 431، مادة «غير».
(2) «بحار الأنوار» ج 9، ص 112، 218.
(3) «بحار الأنوار» ج 32، ص 237.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|