أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-27
1284
التاريخ: 2023-07-19
856
التاريخ: 2023-07-25
1666
التاريخ: 2023-07-19
1170
|
في مطلع القرن العشرين بلغت اهمية العراق الاستراتيجية درجة كبرى نتيجة لاكتشاف النفط في عبادان من جملة الاسباب التي تذرعت بها بريطانيا عند احتلال البصرة. وقد دفع تزايد المصالح البريطانية في العراق السياسة البريطانية إلى عد وادي الرافدين مجالا حيويا للنشاط السياسي والاقتصادي البريطاني، واوضح اللورد كيزرن اهمية العراق في عام 1892 بقوله: "بغداد تقع في ضمن موانئ الخليج ويجب ان تدخل في ضمن السيادة البريطانية التي لا تنازع “. واكد كيزرن هذه الاهمية مرة اخرى في عام 1911 حينما قال: من الخطأ ان نفترض ان مصالحنا السياسية تنحصر في الخليج فإنها ليست كذلك كما انها ليست منحصرة بالمنطقة الواقعة ما بين البصرة وبغداد وانما تمتد شمالا إلى بغداد نفسها". وتأكيدا لهذه الاهمية بدأت الجهات العسكرية البريطانية بوضع الخطط العسكرية لاحتلال جنوب العراق قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى، فقد شكلت حكومة الهند لجنة رباعية عام 1911م لتقوم بدراسة الاجراءات التي يجب ان تتخذها لحماية مصالحها في جهات العراق الجنوبية وقد أوصت اللجنة في تقريرها 12 كانون الثاني 1912 باحتلال الفاو والبصرة. على الرغم من عدم الأخذ بمقترحات اللجنة في حينها لأنها سابقة لأوانها الا ان القناصل الانكليز في بغداد والبصرة والموصل اخذوا بإعداد المعلومات اللازمة عن الجيش العثماني: اعداده وتجهيزه وقدرته على التحرك فضلا عن القيام بإحضار الخرائط اللازمة للأعمال العسكرية. كان للسياسية البريطانية في الشرق مركزان رئيسان أحدهما في الهند والآخر في مصر، وقد اصطلح على الاول المدرسة البريطانية - الهندية أو المدرسة العربية - الشرقية، وعلى الثاني المدرسة البريطانية - المصرية، أو المدرسة العربية - الغربية. فأصحاب المدرسة البريطانية - الهندية يعتقدون ان التوغل البريطاني في البلاد العربية يجب ان يبدأ من عدن والخليج العربي وينتهي إلى بغداد ولما كان الملك السعودي عبد العزيز ابن سعود صاحب نفوذ واسع في هذه الاطراف كانت المصلحة البريطانية تقضي بمصادقته، وجعله زعيم العرب الاكبر، وما زال اصحاب هذا الراي يستغرقون في التدليل على صحته حتى سموا اصحاب المدرسة العربية - الشرقية - السعودية. أما اصحاب المدرسة البريطانية - المصرية فانهم يرون من الأحرى ان تسيطر بريطانيا على مصر وتستولي على سورية فتحمل عرب الشام على مقاومة النفوذ الفرنسي من التوسع في الشرق الادنى وبذلك تحفظ الطريق بين الهند والجزر البريطانية، وتستحوذ على المدن الاسلامية المقدسة مكة والمدينة والقدس، فتجعل العرب يدينون لها بالولاء، ولما كان لشريف مكة الحسين بن علي مقام ديني وسمعة واسعة في تلك الانحاء كان انكلترا ان تزعمه على العرب وما زال اصحاب هذا الراي يدللون على صحته حتى سموا اصحاب المدرسة العربية - الغربية الشريفية. في الحقيقة ثمة فارق رئيسي بين المدرستين فالمدرسة البريطانية - المصرية ادركت بعض الادراك الشعور العربي القومي وطموح العرب في التحرر والاستقلال فأيقنت انه من المستحيل ان توجه المصالح البريطانية في الوطن العربي بالقوة، لأنها تكون مهددة تهديدا مستمرا بسخط العرب وثوراتهم وهذا يكلف الحكومة البريطانية من الجهد والنفقة والتضحية قدرا يفوق ما تربحه عادة لتامين هذه المصالح فحملتها هذه الاعتبارات كلها على الدعوة لانتهاج سياسة الاسترضاء بمنح العرب بعض الحقوق، واقناعهم بان ذلك يرضي مطامحهم، وبهذا تضمن بريطانيا لنفسها ايجاد انصار من العرب ولو كانوا قليلي العدد يعملون على حماية مصالح الامبراطورية في الوطن العربي باقل جهد ونفقة وتضحية. أمّا اصحاب المدرسة البريطانية - الهندية فانهم متأثرون بالفكرة الاستعمارية في الهند، ولا يفكرون بغير توسيع الامبراطورية، وقد كشفت الاحداث خطأ سياستهم في الهند نفسها، فأصبحت الحكومة البريطانية تواجه مشكلة عويصة، هي مشكلة الهند الكبرى كما ان سير أي تي ولسن ممثل هذه المدرسة في العراق قد فشل في تنفيذ نظريتها في بلاد الرافدين وكان لسياسته فضل مشهود في احداث ثورة عام 1920م. كان بين اصحاب المدرسة البريطانية - الهندية، واصحاب المدرسة البريطانية - المصرية منافسة حادة، وجدل مستمر حول رجحان وجهة نظر كل منهما وسداد رايه، فلما ظهرت بوادر الحرب العالمية الاولى عام 1914م ارتأت الجهات المختصة في بريطانيا ان تتخذ بعض التدابير الاحتياطية على رأس الخليج العربي، وذلك لأسباب سياسة واقتصادية، اما الاسباب السياسية فتتلخص:
1. رغبة بريطانيا في حماية مؤسسات النفط في المحمرة من تخريب العثمانيين لها في حالة دخولهم الحرب ضد بريطانيا فيحرم الاسطول البريطاني من اهم مورد من موارد الوقود.
2. الخوف من اعتداء الحكومة العثمانية على الرعايا البريطانيين والهنود المقيمين في البصرة والغائها القنصلية البريطانية والامتيازات الاجنبية.
3. انجاد شيخي الكويت والمحمرة اللذين يؤلفان الجناحين للمؤسسات النفطية من تعديات العثمانيين عليهما واغرائهما بالوقوف إلى جانبهم.
4. لفت نظر السلطات العثمانية إلى ان بريطانيا مهتمة بأمر العرب ومواقفهم من الحرب فلا تتعب نفسها، بدعوتهم للقتال باسم الدين في صفوف الترك، أي كان الغرض سياسيا هو اعلان شان النفوذ البريطاني في الخليج حتى إذا توجت هذه التدابير بالنجاح المتوقع لها حولت الامتيازات التي حصلت عليها بريطانيا في البلاد العربية إلى حقوق فتح.
اما الاسباب الاقتصادية فهي:
1. تحويل العراق سوق للمنتجات البريطانية.
2. رغبة بريطانيا في جعل العراق كمورد للمواد الاولية ساء كانت زراعية ام معدنية.
3. تحويل العراق موقع استثمار لرؤوس الأموال البريطانية.
رغم تلك الاسباب تغيرت وجهة القوات البريطانية، وتقرر ان يكون الانزال في البحرين بدلا من عبادان أو المحمرة، بانتظار تعليمات جديدة، وعين السير برسي كوكس ضابطا سياسيا في الغزو المرتقب ويبدو ان سبب تردد الحكومة البريطانية في إنزال قواتها المحمرة أو عبادان هو:
أ. أن خوفها من ان يؤدي ارسال حملة ما للغرض المذكور إلى اضعاف قواتها الداخلية بدرجة خطيرة من جراء سحب قواتها إلى عرض البحار.
ب. خشيتها من النتائج الخطيرة التي تؤدي إلى النزاع مع تركيا وحامي المسلمين وتأثير ذلك في مسلمين الهند والافغان والقبائل التي على
ج. خشيت حكومة الهند من ان يؤدي ارسال الحملة المقترحة إلى رأس الخليج إلى تعجيل دخول الدولة العثمانية الحرب.
فلما اندلعت الحرب في 18 تموز 1914م كان العثمانيون يميلون للوقوف على الحياد حتى اخر لحظة ممكنة، والسبب في ذلك هو ان العثمانيين كان يعوزهم المال والسلاح لإدارة ماكنة الحرب، وقد قدر الساسة العثمانيين ان الدخول في الحرب ستؤدي إلى حل المسالة الشرقية حلا تكون فيه الامبراطورية العثمانية اولى ضحاياها فنصحوا بعدم المغامرة، ولكن من جانب اخر كان تحالفهم مع المانيا لابد ان يجرهم عاجلا أم اجلا إلى الدخول في الحرب. وفي الوقت الذي كانت فيه دبلوماسية الحلفاء تركن إلى الضغط تارة والى التهديد تارة اخرى لحمل العثمانيين على الوقوف إلى جانبهم، كان سفير المانيا في الاستانة يغري السلطان والقادة العثمانيين للدخول في الحرب، ويظهر استعداد حكومته لتقديم المال والسلاح اللذين تحتاج اليهما الدولة العثمانية فيما إذا وقفت على الحياد، وكانت المانيا تريد حياد الدولة العثمانية لتؤمن حاجاتها من المواد الغذائية الأولية، ولتتمكن من انجاز مشروع الخط الحديدي الذي يربط برلين بالكويت، وقد تقرر اخيرا جعل نهايته بغداد، حسما للنزاع الذي قام حوله فلا يحول الاسطول البريطاني دون اتصال المانيا بالبلاد العثمانية عن طريق البر. في منتصف ايلول عام 1914م ظهر لوزارة الخارجية البريطانية، وللسلطات العسكرية والسياسية، وكذلك لرئاسة اركان الجيش الامبراطوري، وجوب تحذير حكومة الهند من خطورة موقف الدولة العثمانية حيال بريطانيا، وضرورة الركون إلى تدابير الحيطة والحذر. وقد كانت آراؤها فيها الكثير من الوجاهة والاهمية، لذا لم يسع الحكومة المذكورة غير الاقرار بواقع الحال. في اوائل شهر تشرين الأول عام 1914 صدرت الاوامر السرية إلى لواء المشاة السادس عشر من الفرقة السادسة - وهي فرقة بونة - بالإقلاع من بومبي إلى الخليج العربي، وكانت هذه الحملة مؤلفة من اربعة افواج ثلاثة افواج من الجنود الهنود، وفوج من الجنود البريطانيين، ومعها بطريتان من المدفعية الجبلية وما يتبعها من خدمات صحية ونقل وغيرها، فبلغت القوة المحاربة 173 ضابطا ، و 4558 جنديا، و 12 مدفعا و 1290 دابة، وقد سميت هذه القوة حملة (D) لأنها انيطت بجنرال ديلامين وعلاوة على هذا تقرر ارسال القسم الباقي من الفرقة الهندية السادسة من الهند لتقوية القوة (D)، في حالة اعلان الحرب على الدولة العثمانية على ان تكون الحملة بأجمعها تحت ادارة حكومة الهند. اتهمت تركية في 27 تشرين الاول سنة 1914م، وفي 29 منه، بقصف بارجتيها بر سيلاو وغوين الموانئ الروسية على البحر الاسود، وكانت الاحوال قد تحرجت فطلب سفراء دول الحلفاء في الاستانة جوازات سفرهم في 30 من الشهر المذكور وغادروا الأراضي العثمانية فورا، وفي اليوم الثاني من شهر تشرين الثاني من هذه السنة اعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية، وتلتها فرنسا وبريطانيا، 3 تشرين الثاني.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|