أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-26
1439
التاريخ: 2024-05-18
655
التاريخ: 2024-02-22
843
التاريخ: 2024-03-13
814
|
لم تكن تجارة مصر مع البلاد المجاورة لها ذات أهمية تذكر، إذا استثنينا بلاد النوبة، إذ كانت تجارتها مع فلسطين وبلاد سوريا تجري معظمها بطريق البحر. على أن هذا لم يكن عائقًا لقيام التجارة بينها وبين مصر بالقوافل عن طريق الصحراء مارا بالقنطرة وشرقي بحيرة المنزلة. وعلى أية حال فإن المصري كان في كل عهود تاريخه يعمل كل ما في وسعه ليتحصن ضد أية غارة تأتي له من جهة البلاد المتاخمة، ولذلك كان يقيم الحصون والقلاع. ولما أصبحت حدود الأرضين قوية الحصون أخذت منطقة نفوذ البلاد تمتد تدريجا حتى ضمت شبه جزيرة سيناء وسهول فلسطين الواقعة بين البحر الميت وساحل يافا وعسقلان وغزا، بل لقد سار «وني» الشهير بجنوده حتى سفح جبال الكرمل. وقد كانت المحاصيل المصرية ترد إلى هذه الجهات، ويؤخذ بدلًا منها النبيذ وزيت الزيتون، وهما من أهم محاصيل هذه الأقطار. وقد كان يجتمع في هذه التخوم رجال القوافل السورية الذين كانوا يوثقون الروابط التجارية مع بلاد نهر الأرنت (العاصي) بسهل (سارون). ومن المحتمل جدًّا أن انتشرت بوساطتهم بعض السلع أو الصناعات الفنية بين مصر وبلاد دجلة والفرات منذ عصر ما قبل الأسرات (110). أما من جهة بلاد لوبيا وهضبة برقة فقد كان فيها قبائل رعاة تثور أحيانًا، مما كان يحمل الفرعون على السهر على حماية تخوم الدلتا الغربية، وقد كان يجلب منها الزيت الذي يطلق عليه الزيت اللوبي، وكان يستعمل حسب التقاليد لدلك الأجسام (111). وقد كانت هجمات هؤلاء اللوبيين تدعو الفرعون للقيام بحملات ضدهم، فينكل بهم ثم يعود إلى مصر ولا يلبث أن يقوم بهجمة أخرى فينقض عليهم كرة ثانية وهكذا. وقد ترك لنا الفرعون «سحورع»، نقشًا غائرًا يمثل انتصاره على اللوبيين وفيه نرى جماعة المهزومين من قبيلتي «باقت» و «باسن» ومعهم قطعانهم من البقر والماعز والحمير تعد بالآلاف (112) وقد كان سكان الواحات وهم من الجنس اللوبي أيضًا خاضعين لسلطان الفراعنة. وكانت صناعتهم رعي بعض الحيوان وجني ثمار نخيلهم هذا إلى أنهم كانوا يزرعون الكروم التي كانت لها شهرة خاصة (113)، وكان الفرعون كذلك يخضد من شوكتهم إذا قاموا بأي عصيان. أما سكان «إيونتيو» وهم سكان الكهوف في صحراء العرب فلم يكن لهم أية شوكة أو سطوة لأنهم كانوا قومًا جياعًا، وأهم ميزة لهم أنهم كانوا قواد قوافل مجيدين عندما كانوا يفضلون هذه المهنة على القيام بغارات على بلاد النيل المجاورة، وكان الفرعون في هذه الحالة يرسل عليهم صواعق من جنوده فيرتدون إلى كهوفهم مدحورين. وفي الجملة كانت العلاقات التجارية تجري بدون عناء كبير بين لوبيا والواحات وشبه جزيرة سيناء وبدو صحراء العرب، على أنه في الواقع كانت الأقاليم الخارجة عن وادي النيل والمتاخمة له تعتبر أنها جزء من الدولة المصرية، ولكنها في الوقت نفسه كانت تتطلب يقظة مستديمة من قبل الفرعون، وغالبًا ما كان يقوم بهذه المهمة رجال من بين رجال هذه القبائل نفسها مقابل أجر يدفعه الفرعون لهم.
..........................................
1. Meyer, Historie de l’Antiquité, t. II, p. 182
2. Mewberry, Ta Tehenou, Oliverland in Anc. Eg. (1915) p. 97–
102.
3. Borchardt, Das Grabdenkmal des Konigs Sahure, t. II, pl. I, p
.72 sq
4. Kees, Ægypten p. 50
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|