المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17605 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01
الاستجابة اللاإرادية الجنسية للماشية sexual reflex
2024-11-01
المحاجة في الدين وتوضيح العقيدة
2024-11-01
الله هو الغني المقتدر
2024-11-01

تطور النجوم العملاقة
17-3-2022
بيان إمكان الحب لله تعالى.
2024-03-18
مكونات السياحة البيئية - مراقبة النجوم في السماوات الصافية
14-4-2022
الجزيئات الحيوية الفعالة Biologically Active Molecules
15-8-2017
طرق رفع عينات الطلاء
2023-12-11
ارتباط الشاب بالمجتمع
30-1-2023


العـفــو  
  
1604   05:11 مساءً   التاريخ: 2023-07-12
المؤلف : د. صبحي العادلي
الكتاب أو المصدر : الاخلاق القرآنية
الجزء والصفحة : ص175-182
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قضايا أخلاقية في القرآن الكريم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014 2151
التاريخ: 22-04-2015 2282
التاريخ: 2023-09-30 1357
التاريخ: 7-10-2014 2099

ويُعرف العفو لغة: هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه، واصل لفظ العفو المحو والطمس، وكل من استحق عندك العقوبة فتركتها فقد عفوت عنه([1]).

وقيل ان العفو والصفح من المترادفات أو المشتركات المعنوية، فالصفح مصدر صَفَحَ عنه يَصْفَح صَفْحًا أي: أَعرض عن ذنبه، وهو صَفُوح وصَفَّاحٌ عَفُوٌّ، والصَّفُوحُ الكريم، لأنه يَصْفَح عمن جَنى عليه ([2]).

وذكر بعض العلماء أن الصفح مشتق من صفحة العنق، لأنَّ الذي يصفح كأنه يولي بصفحة عنقه، إعراضًا عن الإساءة ([3]).

والصفح اصطلاحا: هو كف الضرر مع القدرة عليه، وكل من استحق عقوبة وهو قادر على المعاقبة، ويعود حقها له وحده فتركها، فهذا الترك يسمى صفحا وقيل: هو ترك التأنيب([4]) وقيل: إزالة أثر الذنب من النفس([5]).

ومن هنا يبرز الفرق بين العفو والصفح فهما متقاربان في المعنى، أما الفرق بينهما فهو قليل جدا يتركز فيما قاله الراغب حيث قال: الصفح: ترك التثريب، وهو أبلغ من العفو وقد يعفو الإنسان ولا يصفح، وقال البيضاوي: العفو ترك عقوبة المذنب، والصفح: ترك لومه، ويدل عليه قوله تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا}([6]) وذلك ترقيًا في الأمر بمكارم الأخلاق، من الحسن إلى الأحسن، ومن الفضل إلى الأفضل ([7]).

   وقال القرطبي: العفو: ترك المؤاخذة بالذنب، والصفح: إزالة أثره من النفس، صفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه([8]) والفرق بين العفو والغفران: أن الغفران يقتضي إسقاط العقاب وإسقاط العقاب هو إيجاب الثواب فلا يستحق الغفران إلا المؤمن المستحق للثواب، ولهذا لا يستعمل إلا في الله فيقال غفر الله لك ولا يقال غفر زيد لك إلا شاذا قليلًا... والعفو يقتضي اسقاط اللوم والذم ولا يقتضي إيجاب الثواب([9]).

اما الفرق بين العفو والذلِّ: فالعفو إسقاط حقِّك جودًا، وكرمًا وإحسانًا، مع قدرتك على الانتقام، فتؤثر الترك رغبة في الإحسان، ومكارم الأخلاق، بخلاف الذُّل، فإنَّ صاحبه يترك الانتقام عجزًا وخوفًا، فهذا مذموم غير محمود، ولعل المنتقم بالحق أحسن حالًا منه، كما في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} ([10]).

وجاء ايضا بمعنى ما يفضل عن النفقة، حيث أُمرو ان ينفقوا الفضل في بداية الأمر الى ان فُرضت عليهم الزكاة، كما يأتي بمعنى الزيادة في الطول، كما في الحديث الشريف (حفوا الشوارب واعفوا اللحى) ([11]).

والعفو اصطلاحا: هو كف الضرر مع القدرة عليه، فهو كل من استحق عقوبة، وقدرة المُعتدى عليه على معاقبة من استحقها، ويعود حق العقوبة له وحده، ولكنه تركها فهذا الترك يُسمى عفوا، وقيل ان معنى العفو هو السماح عن الذنب بدون مقابل ([12]) . 

أما الصلح فهو السماح عن الذنب بمقابل يُمنح لصاحب الحق، كدفع الدية أو التعويض لأولياء المُجنى عليه، وحينئذ يكون الصلح ترك العقوبة مقابل الدية أو التعويض ([13]).                        

وملخص ما ذكرناه فان كل الصفات المذكورة هي من مكارم الأخلاق، ولكنها تتفاوت على أساس مقدار السماح والعفو الذي يقوم به المُعتدى عليه.

العفو في القرآن الكريم والسُنة الشريفة

لقد ورد لفظ العفو في القرآن الكريم في احدى وثلاثين آية، وبمعان متعددة من ضمنها جاء من اسماء الله الحسنى في خمس آيات، وكذلك جاء فعل بمعنى السماح كالذي ورد في قوله تعالى: {ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلك لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}([14]).

وقال تعالى: {اعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} ([15]).

ومعنى ذلك اعفنا من العقوبة وسامحنا بأن استر علينا سيئاتنا، فلا تفضحنا يوم الحشر الأكبر، وارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء ([16]).

ومن معاني العفو الاخرى التنازل للمرأة بنصف مهرها عند طلاقها قبل الدخول بها، قال تعالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}([17]).

لهذا فان اقرب صفات التقوى هو العفو، لأنه يؤذن بسماحة صاحبه ورحمته، والقلب المطبوع على السماحة والرحمة، اقرب الى التقوى من القلب الصلب الشديد([18]).

  

وان التذكير بالمواقف الايجابية والفضائل بين الزوجين قد يدفعهما ذلك الى ان يعفو احدهما عن الآخر ثم يتركا الطلاق ويستأنفان حياتهما الزوجية، حيث جعل الله تعالى استذكار المواقف الجميلة بين الطرفين من الطرق الموصلة الى العفو والمسامحة([19]).

قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}([20]).

والمراد بالمصيبة في سياق الآية الكريمة ما يقع على الانسان من بلاء بسبب ما ارتكبه، ومعنى {وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} أي: انه تعالى يعفو ويمحو الذنوب التي ليس فيها اعتداء على أحد، ويسترها على المذنبين، فيما إذا عفا سبحانه وتعالى، ولا يمكن قبول العفو إذا كان فيه حق لمظلوم، فلا يتحقق إلا بعد رفع الظلم عمن وقع عليه أو صالح عليه أو عفا عنه ([21]).

حيث روي عن أمير المؤمنين انه قال: (ألا اخبركم بأفضل آية في كتاب الله تعالى حدثنا بها رسول الله ؟ هي قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} قال(عليه السلام )فسرها الرسول الأكرم (صل الله عليه واله وسلم ): (ما اصابكم من مرض او عقوبة او بلاء في الدنيا فبما كسبت ايدكم، والله تعالى أكرم من ان يثني العقوبة، وما عفا الله تعالى عنه في الدنيا فالله سبحانه احلم من ان يعود بعد عفوه) ([22]).

ولو تدبرنا عفو الله تعالى عن عباده لوجدناه اكثر من الكثير، فلو عاقبنا الله تعالى بكل ما قمنا به في الدنيا من اخطاء وزلات لهلكنا في الدنيا قبل الآخرة، ولكن كثيرا ما يغفر سبحانه عنا زلاتنا، لذلك ورد في الحديث الشريف (لا يصيب ابن آدم خدش عود، او عثرة قدم، ولا اختلاج عرق إلا بذنب، وما يعفو عنه أكثر) ([23]).

وجاء العفو والصفح والغفران في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ([24]).

فالعفو هو ترك المعاقبة على الذنب، والصفح هو الاعراض وترك المذنب دون عقاب وتوبيخ، والغفران هو ستر الذنب وعدم اشاعته ([25]).

هذه بعض الآيات التي اشارت صراحة الى العفو والتسامح والصبر على الاذى، بغية ترسيخ الأخلاق الفاضلة والعيش بسلام ومحبة وتآلف، إلا إذا كان العفو فيه مفسدة ودفع المجرمين الى الاستمرار في ارتكاب جرائمهم، فعندئذ تجب العقوبة بالقدر الذي يضمن تنفيذها بغية توقف الجريمة وردع المجرمين .    

أما في السُنة الشريفة فان الإسلام أعد العفو عن المسيء عزا للعافي وكرامة وشجاعة في المواقف وصلابة في الأزمات والشدائد، بل جعل للعفو أفضلية كبيرة على اقامة العقوبة والقصاص، وقد وردت احاديث وروايات كثيرة بهذا الخصوص منها ما قال رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ): (ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله تعالى عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله سبحانه إلا رفعه الله تعالى)([26]) وقال (صل الله عليه واله وسلم ) ايضا: (ارحموا ترحموا واغفروا يُغفر لكم)([27]).

وجاء رجل الى الرسول الأكرم (صل الله عليه واله وسلم ) فقال له يا رسول الله كم نعفو عن الخادم ؟ فصمت الرسول الأكرم ولم يجب الرجل مما اعاد الرجل سؤاله، فصمت الرسول الأكرم ايضا، فلما كان في الثالثة قال (صل الله عليه واله وسلم ) له: (اعفو عنه في كل يوم سبعين مرة)([28]).

والمقصود بـ (سبعين مرة) المبالغة والكثرة، بدليل قوله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ}([29]).

وقال الامام الصادق(عليه السلام ): (إنا اهل بيت مروتنا العفو عمن ظلمنا)([30]).

وقد وردت احاديث وروايات كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، جميعها تدعو الى العفو والتسامح وكظم الغيظ وضبط النفس عند الغضب والمصائب، وانه من الأخلاق الفاضلة والكريمة، وفيه عزة للنفس وترفع، ودلالة كبيرة على قوة الشخصية وسلامتها من الحقد والحسد والروح العدوانية والانتقامية، فأصبح العفو من اخلاق الكبار وليس من اخلاق الصغار، لهذا قال امير المؤمنين(عليه السلام ): (من كمال الايمان و مكافئة المسيء بالإحسان) ([31]).

ومن هنا يتضح بان العفو لا يصدر إلا عن الانسان الذي لا يحمل صفات الحقد ومرض الانتقام والثأر ووساوس البغضاء على الآخرين، بل يصدر من الانسان المملوء قلبه بمحبة الناس ومودتهم، وفيه طابع العفو والتسامح وعزة النفس والتفاؤل والجود.

 

 

 


[1] انظر: تاج العروس 19/686 . جمهرة اللغة 2/11.

[2] انظر: تاج العروس 19/ 686 وما بعدها.

[3] انظر: المصدر نفسه 19/687.

[4] انظر: الكليات (معجم في المصطلحات والفروق اللغوية: الحسني ص53.

[5] نظر: مفردات الفاظ القرآن الكريم ص574.

[6] سورة الشورى: الآية 39. انظر: مفردات الفاظ القرآن ص574.

[7] انظر: مفردات الفاظ القرآن الكريم ص574 .

[8] انظر: صفوة التفاسير 1/152.

[9] انظر: المصدر نفسه 1/181 .

[10] سورة الشورى: الآية 39.

[11] انظر: المعجم الكبير : الطبراني 13/651 .

[12] انظر: التحرير والتنوير 28/285. تفسير الكشاف ص128 . تفسير الرازي 6/5

[13] انظر: التعريفات: الجرجاني ص94. فتح الباري: ابن رجب 1/152. التباين في تفسير غريب القرآن: ابن الهائم ص61 .

[14] سورة البقرة: الآية 52.

[15] سورة البقرة: الأية 286 .

[16] انظر: صفوة التفاسير 1/181 .

[17] سورة البقرة : الآية 237 .

[18] انظر: التحرير والتنوير 2/464 . صفوة التفاسير 1/152

[19] انظر: صفوة التفاسير 1/152.

[20] سورة الشورى : الآية 30 .

[21] انظر: التفسير الكبير : الرازي 27/174

[22] الاتقان في علوم القرآن ص548 .

[23] صفوة التفاسير 3/141 . تفسير الكشاف ص980.

[24]سورة التغابن: الآية 14 .

[25] انظر: التحرير والتنوير 28/285 . تفسير الكشاف ص128 . التفسير الكبير 6/53 .         

[26] صحيح مسلم : رقم الحديث (2588) .

[27] المعجم الكبير: الطبراني 13/651 .

[28] المصدر نفسه 13/326.

[29] سورة التوبة: الآية 80 .

[30] انظر: ميزان الحكمة: الريشهري 3/3722.

[31] المصدر نفسه 3/3722.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .