أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-06
991
التاريخ: 2023-07-11
636
التاريخ: 2023-07-08
862
التاريخ: 2023-07-10
653
|
ذكر إبراهيم بن محمد الفارسي الإصطخري عددًا من الأماكن التي رصد فيها المد والجزر. ففي حديثه عن خوزستان قال: «وتتَّصل زاوية من خوزستان بالبحر فيكون له خور يخاف على سفن البحر إذا انتهت إليه فإنه يعرض، واستجمع مياه خوزستان بحصن مهدي فيتَّصل بالبحر ويعرض هناك حتى ينتهي في طرفه المد والجزر ويتَّسع حتى كأنه من البحر.» 21 وقد كرر نقل هذه الرواية كلٌّ من: محمد بن حوقل البغدادي الموصلي (توفي بعد 367ھـ / بعد 977م)، 22 وياقوت الحموي (توفي 626هـ / 1229م)، 23 وعماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر أبو الفداء الحموي (توفي 732هـ / 1331م)، 24 ومحمد بن علي البروسوي سباهي زاده (توفي 997 هـ / 1589م). 25
وفي حديث الإصطخري عن سجستان قال إن فيها: «نهر يُسمى سناروذ فيجري على فرسخ من سجستان وهو النهر الذي يجري فيه السفن من بست إلى سجستان إذا امتد الماء ولا يجري إليهم السفن إلا في زيادة الماء، وأنهار مدينة سجستان كلها من سناروذ، ثم ينحدر فيأخذ منه نهر شعبة فيسقي مقدار ثلاثين قرية، ثم يأخذ منه نهر يُسمى ميلى فيسقي رساتيق 26 كثيرة، ثم يأخذ منه زالق فيسقي رساتيق كثيرة وما يبقى من هذا النهر يجري في نهر يُسمى كزك، وقد سكر هناك سكر يمنع الماء أن يجري إلى بحيرة زره حتى يجيء المد فإذا جاءت أيام المد زال السُّكَّر ووقع فضل هذا النهر إلى بحيرة زره.» 27 وقد أشار عبد المؤمن بن عبد الحق بن شمائل القطيعي البغدادي (توفي 739ھ / 1337م) إلى المد الحاصل في هذا النهر قائلًا «سناروذ: بالفتح، وبعد الألف راء: اسم لنهر سجستان، يأخذ من نهر هندمند، فيجري على فرسخ من سجستان، يتشعب منه عدة أنهر يسقي الرساتيق وتجري فيه السفن أيام المد.» 28 وفي حديث الإصطخري عن بحر فارس قال: «ولهذا البحر في اليوم والليلة مرتان مد وجزر، من حد القلزم إلى حد الصين حيث انتهى، وليس لبحر المغرب ولا لبحر الروم ولا لسائر البحار مد وجزر غير بحر ،فارس، وهو أن يرتفع الماء قريبًا من عشرة أذرع ثم ينصب حتى يرجع إلى مقداره.» 30،29 وقد كرَّر هذه الرواية كل من: محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الإدريسي (توفي 560هـ / 1165م)، 31 وأبو الفداء الحموي. 32
لكن ابن حوقل تحدث عن بحر فارس برواية أخرى أدقّ في تحديد الأماكن التي لا يحدث فيها مد وجزر، حيث قال: «ولهذا البحر مد وجزر في اليوم والليلة مرتان من حد القلزم إلى حد الصين حيث انتهى، وليس لبحر المغرب من جانب المغرب ولا لبحر الروم من الجانب الشرقي م ولا جزر إلا ما بالبحر المحيط في شمال الأندلس فإنه من ناحية جبل العيون إلى لب إلى أكشنبة إلى نواحي شلب وقصر بني ورديسن إلى المعدن ونواحي لشبونة وشنترين وشنترة فإن فيه مدًّا وجزرًا وزيادة تظهر ويرتفع الماء هناك فوق العشر الأذرع كارتفاعه بالبصرة ثم ينضب حتى يرجع إلى قدره الأول.» 33
وفي حديث الإصطخري عن النيل قال: «وبأرض مصر بحيرة يفيض فيها ماء النيل يتصل ببحر الروم تُعرف ببحيرة تنيس، إذا امتد النيل في الصيف عَذَّب ماؤها فإذا جزر في الشمال أوان الحر غلب ماء البحر عليها فَمَلْح ماؤها.» 34
خريطة توزع البحار حسب الإصطخري (مصدر الصورة: الإصطخري، أبو إسحاق، كتاب الأقاليم، ص 19.)
وفي حديثه عن بحر الخزر قال: «وهو بحر مالح مظلم لا مدَّ له ولا جزر». 36،35 وقد كرر هذه الرواية كل من: شمس الدين أبو عبد الله محمد الدمشقي (توفي 727ھ / 1327م)، 37 وزين العابدين محمد بن أحمد بن إياس (توفي 930هـ /1523م) مضيفًا أنه: «وهو بحر صعب السلوك، كثير الاضطراب شديد الأمواج، لا مدَّ فيه ولا جزر.» 38 ويفسر أبو حامد الغرناطي (توفي 565هـ / 1170م سبب عدم حدوث مد وجزر فيه بقوله : «وأما بحر الخزر وبحر خوارزم وبحر أخلاط وبحر أرمية والبحر الذي عنده مدينة النحاس وغير ذلك من البحار الصغار فهي منقطعة عن البحر الأسود، ولذلك فهي ماء له مادة من الأنهار الكبار وأكبرها بحر الخزر.» 39
صورة بحر الروم (البحر الأبيض المتوسط) وما يُحيط به. (مصدر الصورة: الإصطخري، أبو إسحاق، كتاب الأقاليم، ص39.)
صورة بحر الخزر كما وردت عند الإصطخري. مصدر الصورة: الإصطخري، أبو إسحاق، كتاب الأقاليم، ص 97.
____________________________________
هوامش
(21) الإصطخري، أبو إسحاق، المسالك والممالك، دار صادر، بيروت، 2004م، ص 94. وقد أعاد هذا الحديث مرة أخرى في كتابه كتاب الأقاليم، تحقيق: مولر غوتا، 1893، ص 16. كما اقتبس جزءًا منه مؤلف مجهول، طريق الرشاد إلى تعريف الممالك والبلاد، مكتبة بايزيد العمومية (رقم 4689)، ص 65ظ.
(22) ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، ج 2، دار صادر، أفست ليدن، بيروت، 1983م، ص257.
(23) الحموي، ياقوت، معجم البلدان، ج 2، دار صادر، بیروت، 1995م، ص 405.
(24) أبو الفداء، عماد الدين إسماعيل، تقويم البلدان المكتبة الثقافية الدينية، القاهرة، 2007م، ص 361. سباهي زادة، محمد بن علي البرسوي، أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك، تحقيق: المهدي عبد الرواضية، ط1، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2006م، ص 320.
(26) مفردها رستاق، وهي المواضع التي فيها زرع وقرى أو بيوت مجتمعة.
(27) الإصطخري، أبو إسحاق، المسالك والممالك، ص 243-244.
(28) البغدادي، عبد المؤمن، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع تحقيق السيد علي محمد البجاوي، ط 1، ج 2، دار الجيل، بيروت، 1992م، ص 742.
(29) كرر هذه الفقرة مؤلف كتاب (هيئة أشكال الأرض ومقدارها في الطول والعرض)، مخطوطة المكتبة الوطنية باريس، رقم 2214 Arabe ص8، وكذلك ابن حوقل لكن مع تفصيل أكثر في كتاب (صورة الأرض، ج 1، دار صادر، أفست ليدن، بيروت، 1983م، ص47.
(30) الإصطخري، أبو إسحاق، كتاب الأقاليم، ص17.
(31) الشريف الإدريسي، محمد بن محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط 1، ج1، عالم الكتب، بيروت، 1989م. ص92.
(32) أبو الفداء، عماد الدين إسماعيل تقويم البلدان المكتبة الثقافية الدينية، القاهرة، 2007م، ص27.
(33) ابن حوقل، محمد، صورة الأرض، ج 1، دار صادر، أفست ليدن، بيروت، 1983م، ص47.
(34) الإصطخري، أبو إسحاق، كتاب الأقاليم، ص28.
(35) كرَّر ذلك أيضًا مؤلّف مجهول، هيئة أشكال الأرض ومقدارها في الطول والعرض، مخطوطة المكتبة الوطنية باريس، رقم 2214 Arab، ص70.
(36) الإصطخري، أبو إسحاق، كتاب الأقاليم، ص94.
(37) الدمشقي، شمس الدين أبو عبد الله، نخبة الدهر في عجائب البر والبحر، طبعة فرين وأغسطس بن يحيى بن مهران كوبنهاجن، 1865م، ص 147-148.
(38) ابن إياس محمد بن أحمد، نشق الأزهار في عجائب الأقطار، مخطوطة في المكتبة الوطنية بباريس، رقم 2208 Arabe، ص269.
(39) الغرناطي، أبو حامد، تحفة الألباب ونخبة الإعجاب، تحقيق: إسماعيل العربي، ط1، منشورات دار الآفاق الجديدة، المغرب، 1993م، ص118 - 119. وقد أخذ عن أبي حامد الغرناطي: عبد الرشيد الباكوي، في كتابه «تلخيص الآثار في عجائب الأقطار»، مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس، رقم (2247 Arabe)، ص 175.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
في مستشفى الكفيل.. نجاح عملية رفع الانزلاقات الغضروفية لمريض أربعيني
|
|
|