أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-11-2015
2200
التاريخ: 13-12-2015
2463
التاريخ: 22-04-2015
1833
التاريخ: 10-10-2014
2171
|
لقد فرض الله تعالى مواقيت العبادات بقدر معجز للغاية، فجعل الصلاة في دقائق، والصيام في نهار من شهر رمضان، والحج في ايام معدودات، وفرض الله تعالى الصلاة خمس مرات في اليوم، والصيام مرة واحدة في السنة، والحج مرة واحدة في عمر المسلم.
ولو تدبرنا مواقيت هذه العبادات لأدركنا انها فُرضت بتوقيتات غاية في الإعجاز من حيث كونها تكفي لتربية المسلم على مكارم الأخلاق والتقوى في جميع شؤون الحياة، بشرط أن يتدبر المسلم معانيها ومقاصدها ومعرفة كيفية تطبيقها على الوجه الصحيح، بغية الاستفادة من دروسها التربوية والأخلاقية النبيلة.
حيث فرض الله تعالى الحج مرة واحدة في العمر، بحيث يكفي لتعميق الإيمان بجميع أركان الإسلام في نفوس المسلمين من خلال اجتماع المسلمين مع بعضهم من كل بقاع العالم على أرض مهبط الرسالة المحمدية الشريفة، ليتذكروا تاريخهم المحمدي على أرض الرسالة، بغية تطهير نفوسهم من الذنوب ونزع الحق منها اتجاه الآخرين، حيث تعزز هذه الممارسة العبادية بناء وحدة ايمان إسلامي مشترك بين المسلمين على اختلاف لغاتهم وقومياتهم واشكالهم، ذلك من خلال تعارف الحجاج مع بعضهم، ومساعدة بعضهم للبعض الآخر، كونهم يؤدون شعائر مشتركة وبمكان واحد ونحو هدف واحد وهو مرضاة الله تعالى، اضافة الى تحقيق المكاسب المادية المشروعة والمشتركة فيما بينهم تلك المنافع الكثيرة التي ينتفعون بها، كالتجارة وجلب السلع لبيعها وتداولها وتشغيل الناس واطعامهم الى ما غير ذلك .
كما ان المشاهد المقدسة للحج تذكرهم بكل مفردات العمق الاعتقادي والتاريخي للإسلام، كمقام سيدنا ابراهيم(عليه السلام)والمشعر الحرام وغيرهما.
ولا تكون شعائر الحج مؤثرة ايجابيا في أخلاق المسلم إلا من خلال ممارستها في اجواء يسودها الخشوع والأمن والاطمئنان، لهذا جعل الله تعالى أرض الحرمين وديارها المقدسة آمنة من الخوف والجوع والعطش، ودليل ذلك قوله تعالى:{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}([1]).
فالحج عامل مؤثر بصورة ايجابية في نفسية المسلم وسلوكه، ومن أهم مظاهر هذا التأثير ما يلي:
التآخي والتآلف: حيث يتعلم المسلم في الحج بأنه أخو لجميع المسلمين من ناحية، وعلى أساس ان الانسان اخو الانسان أحب أم كره، كون الناس كلهم من أولاد آدم(عليه السلام)من ناحية اخرى، ودروس ذلك مستفادة من ممارسة شعائر الحج في مواضع كثيرة منها السعي بين الصفا والمروة، وما لذلك من استذكار لقصة هاجر وبحثها عن الماء بين الصفا والمروة، واستذكار النبي ابراهيم(عليه السلام)ودعوته الى التوحيد مقابل أداء شعائر الحج والطواف حول مركز البيت الواحد، وشرط صحة تلك الشعائر ان تكون خالصة لله الواحد الأحد الى ما غير ذلك من مقاصد اخرى.
النصيحة: وهي التي يتعلمها الحاج من خلال أداء المناسك، حيث يُعلم بعضهم بعضا، وينصح بعضهم بعضا، العالم يُعلم الذي لا يعلم، ويرشد بعضهم بعضا على المشاهد المقدسة، وبين هذا التعليم وذاك الارشاد النصح والتوجيه الحسن .
اجتناب الرفث والفسق والجدال: وذلك لقوله تعالى: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} ([2]).
ومعنى الرفث: أي الجماع أو التصرفات الاخرى التي يقوم بها الرجل مع زوجته التي تفسد الصيام، حيث ينبغي تأجيلها الى ما بعد الاحرام، ومعنى الفسوق ارتكاب المعاصي التي منها الأخلاق السيئة كالسب والشتم والكذب والربا وشهادة الزور وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وسائر المعاصي، وعلى الرغم من وجوب اجتناب هذه الافعال في جميع حياة المسلم ولكن شدد القرآن الكريم على تحريمها في الحج اكثر، أما الجدال فهو المحادثة المؤدية الى الكراهية والبغضاء، والذي منه السجال والحدة في المناقشة والعناد في المناظرة الى ما غير ذلك([3]).
الخشوع لله تعالى: وهو استحضار تواصل النية بقلب الحاج بأن عمله لله تعالى وحده.
المساواة بين جميع المسلمين: وهو تعليم المسلم في الحج عدم التفرقة بين جميع المسلمين غنيهم وفقيرهم اسودهم وابيضهم الى ما غير ذلك.
هذه أهم القيم الأخلاقية التي تعلّم وتدرب المسلم في الحج، فهي امتناع دائم عن المحرمات، وامتناع مؤقت عن المباحات.
رأس الحكمة خشية الله تعالى
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|