أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2020
1315
التاريخ: 3-3-2016
1879
التاريخ: 23-5-2021
2621
التاريخ: 2023-11-09
868
|
تسهم النيازك بشكل غير محسوس في إثراء الأرض بخام الحديد؛ فكمية المادة النيزكية التي تسقط على الأرض كبيرة؛ إذ تشير التقديرات المعتدلة، التي تعتمد على دراسات عديدة أُجريت لتقدير هذه الكمية، إلى أن ما يصل الأرض من مواد نيزكية يوميا يقدر بحوالي 100 إلى 1000 طن 1 على هيئة غبار دقيق يكاد لا يُرى بالعين المجردة، يُعرف في المراجع العلمية على أنه غبار نيزكي، والنذر اليسير من هذه المادة يكون في صورة أجسام كبيرة، تصل أوزانها عدة آلاف من الأطنان. ومتوسط محتوى هذه الكمية من الحديد يربو على 28%؛ 2 ومن ثم فإن النيازك تضيف للأرض كمية تقدر بحوالي 28 إلى 280 طنًّا يوميًّا من عنصر الحديد. ويوجد الحديد في النيازك في صور متعددة، منها معادن فلزية (سبيكة الحديد نيكل)، أو مشتركًا مع الكبريت (معادن كبريتدات الحديد)، أو مشتركًا مع عناصر أخرى ضمن معادن السيليكات. وجميع الصور المختلفة التي يوجد عليها الحديد في النيازك تتحوّل أو تتغيَّر بفعل العوامل الأرضية إلى معادن الماجنيتيت، والهيماتيت والليمونيت مع مرور الزمن، وتختلط مع مكونات القشرة الأرضية. فإذا كانت كمية ما تقدمه النيازك من الحديد للأرض يوميًّا تتراوح بين 28 إلى 280 طنا، فكم تبلغ كمية ما قدمته النيازك للأرض من هذا العنصر، خلال عمر الأرض الذي يتراوح بين 4500 إلى 5000 مليون سنة؟
وناهيك عن شظايا الحديد النيزكي، التي توجد متناثرة في مواقع الصدمات النيزكية، التي يحدثها ارتطام النيازك الحديدية الضخمة بالأرض، والتي حصل من بعضها الإنسان على مر العصور على الحديد الفلزي، كما في حالة حديد نيزك «كانون ديابلو» بموقع فوهة أريزونا ، والذي تاجر فيه الهنود الحمر ونقلوه لأماكن بعيدة؛ فإن عملية الصدمات النيزكية بالأرض تسهم إسهامًا مباشرًا في تكون العديد من الرواسب المعدنية القيمة؛ إذ توفر الصدمات النيزكية على سطح الأرض ظروفًا جديدة ومختلفة، وتحدث تغييرات جذرية في صخور الموقع الذي ترتطم به؛ ومن ثم توفر ظروفًا بيئية جديدة تقود إلى تكون العديد من الرواسب المعدنية. ومن بين الأمثلة التي يتدارسها الباحثون حتى الآن، إسهامُ الصدمة النيزكية في تكون أكبر راسب معروف للنحاس والنيكل على مستوى العالم، في منطقة «سيدبري» بكندا؛ إذ يرى فريق من الباحثين أن الصدمة النيزكية كانت وراء اندفاع الصهير الصخري من باطن الأرض، ليسهم بشكل مباشر في تكون هذا الراسب. وتسهم الصدمات النيزكية، بما تولد من ضغوط عالية، في تنشيط حركة المحاليل والمياه الأرضية، التي تذيب العناصر الموجودة سلفًا في الصخور بنسب بسيطة، وتعيد ترسيبها في مواضع الصدمات النيزكية، حيث الظروف مواتية، على هيئة رواسب معدنية ذات قيمة اقتصادية.
________________________________________
هوامش
(1) Dodd, R. T. (1981): Meteorites: A petrologic-chemical synthesis. Cambridge Un Press
(2) Goldschmidt, V. M. (1954) Geochemistry. Clarendon Press, Oxford
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|