ما هي أبرز الاختلافات بين السنة والشيعة، وهل الاختلاف في الأصول أم في الفروع؟ |
1643
11:22 صباحاً
التاريخ: 2023-06-06
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-06
1058
التاريخ: 5-9-2020
1710
التاريخ: 2023-05-28
1072
التاريخ: 2023-06-14
1014
|
الجواب : لكي نكون صريحين في إجابتنا على هذا السؤال نقول :
إن الاختلاف في الأمور التفصيلية، ليس بالأمر الغريب، أو المستهجن، ولا هو مما يمكن أن يشكل أية خطورة على المسار العام للجماعة أو الأمة، إذا كانت المعايير والضوابط والمنطلقات موضع وفاق واتفاق.. وذلك لأن أي اختلاف في مثل هذا الحال، يبقى قابلاً للحل، بالرجوع إلى تلك الضابطة وتحكيم ذلك المعيار..
وأما حين يكون الاختلاف قائماً ومستحكماً في المعيار نفسه، وفي الضابطة نفسها، ثم تفرعت ونشأت عنه سائر الاختلافات، فإن حل الاختلافات في الفروع والتفاصيل سوف يستعصي على أولي النهى مهما بذلوا من جهد وتضحيات، بل إن بذل الجهد في إصلاح الفروع قبل إزالة الخلاف والاختلاف في الضابطة والمنشأ ضرباً من السفه، وهدراً للطاقات وللقدرات، من دون فائدة تذكر..
والخلافات بين السنة والشيعة تدخل في هذا السياق بالذات، فإن الخلافات في التفاصيل الفقهية والإيمانية، وغيرها ناشئ عن الاختلاف في أمر الإمامة الذي تمخض بصورة طبيعية عن خلاف واختلاف عميق وأساسي في مصادر المعرفة، وفي المرجعية التي تهيمن على المسار الإيماني والفكري العام؟؟
فالشيعة يرون أن معارفهم الدينية لابد أن تؤخذ من مصدرين هما رمز وحدة الأمة، وهما:
أولاً: كتاب الله عز وجل.
وثانياً: النبي المعصوم ثم الإمام علي والأئمة من ولده بعده، وذلك استناداً إلى روايات رواها المسلمون في صحاحهم ومسانيدهم وسائر مصادرهم، تؤكد على عددهم وعلى لزوم التمسك بأهل البيت عليهم السلام تماماً كالتمسك بكتاب الله، وأنهما لن يفترقا إلى يوم القيامة، كما هو مفاد حديث الثقلين، وحديث أن أهل البيت هم سفينة النجاة.
ولأجل ذلك: التزم المسلمون الشيعة مرجعية واحدة، يأخذون عنها معارفهم، ولم يرضوا بالأخذ عن غيرها، وهي القرآن، والنبي، وأهل بيته الطاهرون كما ذكرنا. ولهم أدلتهم الكثيرة على صحة ما ألزموا به أنفسهم.
ولأجل ذلك، فإنني أقول: إن تعداد موارد الخلاف في التفاصيل لن يكون مفيداً، بل هو يدخل في دائرة العبث، وصرف الوقت وإثارة حساسيات لا داعي لإثارتها.
ومع ذلك نقول: إن الشيعة يختلفون مع أهل السنة في مسألة رؤية الله تعالى في الآخرة، ويختلفون معهم في صفات الله تعالى، فالسنة يقولون: هي زائدة على الذات، والشيعة يقولون: إن صفاته هي عين ذاته.
ويختلفون معهم في مسألة الحسن والقبح، فهما عقليان عند المسلمين الشيعة، وشرعيان عند المسلمين السنة.
ويختلفون عنهم في مسألة عدالة جميع الصحابة، فإن الشيعة يقولون: إن مجتمع الصحابة كسائر المجتمعات، التي يكون فيها العدل التقي، ويكون فيها الفاسق والمنافق، كما صرح به القرآن الكريم، ولكن المسلمين السنة يحكمون بعدالتهم جميعاً وبدون استثناء.
ويختلفون معهم في مسألة البداء، وفي مسألة الرجعة.. وفي بعض مسائل الفروع، مثل المتعة، وبعض مسائل الإرث.. وغير ذلك.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|