أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-9-2019
1770
التاريخ: 2023-03-30
1139
التاريخ: 2-6-2019
1675
التاريخ: 2023-08-13
881
|
كان غازان خان من الملوك المحبين للعمارة والبناء. وكانت عادة إيلخانات المغول أن يواروا جثمانهم في مواضع سرية بعيدة عن العمران والزراعة؛ ممنوع دخولها. فأراد غازان خان بعد إسلامه أن يتشبه بملوك المسلمين، فبنى مقبرة له في حياته وخصص لها الأوقاف ليتعيش منها الزهاد وأهل التقوى ويذكرونه بالخير بعد وفاته. لذا فقد أنشأ قبة تعد من عجائب العمارة الإسلامية بموضع في تبريز سمي فيما بعد بشنب غازان أو شام غازان على مسافة ربع فرسخ إلى الجنوب من تبريز. وبلغ سمك جدرانها ثلاثة وثلاثين طوبة متجاورة يبلغ وزن كل منها عشرة منات (1) وشارك في بنائها أربعة عشر ألف عامل، ثلاثة عشر ألفاً منهم كانوا ثابتين وألف من العمال المؤقتين. وبلغ ارتفاع القبة 120ذراعاً وطول جدرانها 80 ذراعاً وشرفاتها عشرة أذرع وقطرها 1530ذراعاً، وكان لها اثنا عشر ضلعاً نقشت على كل منها صورة برج. وزينت القبة من الداخل والخارج بنقوش وخطوط جميلة ولم يستخدم في طلاء سقفها سوى ثلاثمائة من اللازورد. وعلّق في داخل القبة ثمانون قنديلاً من الذهب والفضة يبلغ وزن كل منها خمسة عشر مناً، وبلغ وزن أحدها ألف مثقال من الذهب. وبعد إتمام بناء القبة، أمر غازان خان بوقف أملاكه الخاصة في كل من إيران والعراق لهذه القبة وعهد بها إلى خواجة سعد الدين الساوجي وخواجة رشيد الدين فضل الله. ثم أمر بإنشاء المباني التالية حول القبة: 1- مسجد جامع 2- المدرسة الشافعية 3- المدرسة الحنفية 4- خانقاه للمتصوفة 5- دار السيادة لإقامة الأشراف 6- مرصد 7- بمستشفى 8- دار للكتب 9-دار القانون لحفظ الدفاتر والقوانين التي استنها غازان خان 10- دار المتولي حيث تم تكليف مـتـول لتنظيم شؤون الناس وإقامتهم 11- حكمتيه لإقامة الحكماء وتعليم الحكمة 12- بستان وقصر العادلية 13- حمام. وعين غازان خان عدداً من حفظة القرآن لخدمة مقبرته ودار السيادة والخانقاه والحمام، وعدداً من أمناء المكتبات لدار الكتب ومعلمين للمدرستين والحكمتية، والمرصد وأطباء وكحالين للمستشفى وأجرى لهم رواتب ثابتة على أن يواظبوا على أعمالهم. كما أمر بتقديم الطعام للفقراء والمساكين الخانقاه ليل نهار وأن يجتمع المتصوفة مرتين في الشهر لإقامة حلقات الذكر. بلغت عوائد الأوقاف التي وقفها غازان خان على الأبنية المذكورة مئة تومان مغولي في السنة. ونظم عملية تسليم هذه العوائد وعهد بإدارتها إلى اثنين من كبار أمرائه هما قور تيمور وترنغاي. وكانت شروط الوقفية على النحو التالي: وتم توظيف جماعة من الأشراف والعلماء والحكماء من أفاضل العصر في المواضع المذكورة وتم توطينهم فيها على ألا يتغيبوا عنها إلا للضرورات الشرعية. وبعد وفاة صاحب الوقف يقوم كل من أمراء المغول والأشراف بزيارة ضريحه فيصطحبهم خدام الضريح إلى قصر العادلية القريب منه ويستضيفهم من عوائد الأوقاف. وفي الذكرى السنوية لصاحب الوقف تقام وليمة كبرى يجتمع حولها علماء تبريز وأعيانها لختم القرآن. وفي ليالي الجمعة تصنع الحلوى في المسجد الجامع والمدرستين والخانقاه لسكان تلك المواضع، وكذلك في العيدين وسائر الأيام والليالي المباركة، حيث توزع الحلوى اللذيذة على المجاورين والزوار. كما عين خمسة معلمين يقيمون في الكتاب لتحفيظ القرآن لمئة طفل يتيم وإجراء الرواتب للمعلمين والأطفال من الوقف. وقرر تقديم مبلغ لكل معلم عن كل طفل يتم حفظ القرآن وصرف مبلغ الختان الطفل. وأمر بشراء مئة مصحف هدية للكتاب كل سنة وتعيين خمسة نساء لرعاية الصبية. وقرر شراء ألفي ثوب من جلود الأغنام وتقديمها للمحتاجين. وأمر بإيواء الأطفال الذين تتركهم بعض النسوة على الأبواب وعلى قارعة الطريق وتعيين حاضنة لرعايتهم وصرف كل ما يحتاجه الطفل حتى يبلغ سن الرشد. وكل غريب توافيه المنية في تبريز ولا يملك من المال شيئاً يتم تكفينه ودفنه. وأمر بنثر عدة أحمال من القمح والذرة على أسطح الأبنية المذكورة لتلتقطها الطيور طوال أشهر الشتاء الستة، وألا يصيد أحد هذه الطيور. وأمر بتقديم ألفي من من القطن المحلوج لخمسمئة من النساء العجزة كل سنة بحيث يبلغ نصيب كل منهن أربعة منان. وأمر بتعيين متول أمين في تبريز بحيث إِنَّه إذا جاء غلام أو خادمة بوعاء لملء الماء فكسره وخاف من سيده يقوم المتولي بتعويض صاحبه بشراء صحن بديل عنه. وأمر بتنظيف الطرق المحيطة بتبريز من الأحجار حتى مسافة ثمانية فراسخ وبإقامة الجسور على الترع حتى يتمكن الفقراء من عبورها بسهولة. ونسخ سبع نسخ من الوقفية بالشروط المذكورة بخط العلماء والقضاة على أن يحتفظ متولي الوقف بنسخة منها وإرسال نسخة إلى مكة زادها الله تعظيماً، ويحتفظ بنسخة ثالثة في دار القضاة بتبريز؛ ونسخة رابعة لقاضي بغداد والنسخ الثلاث الأخرى للأشراف ليحفظوها بحيث يمكن الرجوع إلى إحداها إذا ضاعت الأخرى أو تقادمت. وأمر بمراجعة قضاة بغداد وتبريز للوقف وصحة شروطه كل حين ويجددوا شهوده. وقرر أن كل من يعين بمنصب القاضي منذ ذلك الحين تكون أولى مهامه القضائية تسجيل تلك الوقفية، ثم يشرع في الفصل في سائر القضايا) (حبيب السير، ج3، ص108) وإلى جانب الأبنية المذكورة أعاد غازان خان بناء مدينة أوجان كاملة في سنة 698 هـ وأنشأ فيها أسواقاً وحمامات جديدة، وأنشأ خانقاه جديدة في همدان وأنشأ الحصون حول تبريز وشيراز، وأمر بترميم قلعة تبريز في سنة 702 هـ. وبلغ طول حصن تبريز أربعة وخمسين ألف قدم (قرابة أربعة فراسخ ونصف الفرسخ) وعرضه عشرة أذرع ونصف الذراع، وكانت له خمس بوابات كبيرة وثماني بوابات صغيرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أي قرابة خمسة وعشرين كيلو جراما، حيث يساوي المن قرابة كيلوا جرامين ونصف الكيلو جرام (المترجم).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|