أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
5234
التاريخ: 24-09-2014
5578
التاريخ: 3-12-2015
5152
التاريخ: 24-11-2014
4677
|
الاستعانة والتوكل والتفويض
إن الله سبحانه يأمر ذوي الدرجة المتوسطة من أوليائه، والذين هم في اليها وسط طريق السلوك بالتوكل: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} [هود: 123]. فالإنسان المحتاج الذي يعجز عن قضاء حوائجه، يجب أن يتخذ وكي يوفر له حوائجه، ووكيله هو الذي له غيب وشهوة السماوات والأرض في قوس النزول، وفي قوس الصعود هو من سترجع جميع الأشياء إليه.
أما أولئك الذين اقتربوا إلى المقصد، فهم قد بلغوا درجة أعظم من التوكل، وارتقوا إلى مقام التفويض وتسليم الأمور لله، لأن معنى اتخاذ الوكيل هو أن الإنسان لا يزال يرى نفسه وطلباته وأفعاله ولأجلها يتخذ وكيلا. أما من بلغ مقام التفويض والتسليم فلا يرى لا نفسه ولا عمله حتى يتخذ وكيلا ليقوم به، بل يرى جميع الأفعال بيد الله.
إذن، وإن كان المتوكلون وأهل التفويض كلهم محبوبين لدى الله سبحانه، لكن المتوكلين لم يبلغوا مقام المحبة التي حظي بها أهل التفويض، وأما من بلغ مقام التفويض فهو وأصل إلى مقام التوكل أيضا.
والتوكل، وإن كان أقل درجة من التفويض لكنه بالقياس إلى الاستعانة يعتبر أعلى منها، لأنه في الاستعانة يقوم الإنسان بنفسه بالعمل ويطلب العون من الله، ولكن في التوكل يوكل الفعل إلى الله، وفي مرتبة أعلى وهي التفويض لا يرى نفسه ولا الفعل أصلا فلا يصل الدور به إلى ايكاله إلى الله.
3 والذي لم يبلغ أي مرتبة من المراتب الثلاث: (الاستعانة والتوكل والتفويض) فهو ليس سائرا وسط طريق الدين، بل يسير في أطرافها وحواشيه، وهو على حافة السقوط من الدين، فهو باق في الدين مادام الدين يوفر له منافعه ومصالحه، فإذا لم ينتفع بالدين أو أصابه بسبب الدين شيء من الضرر تنكر للدين وتركه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} [الحج: 11]. فهو يريد الدين للحصول على الدنيا، لا للآخرة ولا للدنيا الحسنة، فهو لا يقول: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} [البقرة: 201] بل يقول: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً } [البقرة: 201] إذن إذا لم يعد عليه الدين بالمنفعة، فقد خسر الدنيا والآخرة، كما في عبدة الأصنام في الحجاز، حيث لم يكونوا يؤمنون بالآخرة، وكانوا يعبدون الأصنام لأجل أن تشفع لهم عند الله حتى يستمتعوا بالدنيا، لا أن تشفع لهم ليحصلوا على مكاسب أخروية ومعنوية، لأنهم لم يكونوا معتقدين بالآخرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. المقصود هو الدرجات النازلة من الاستعانة وإلا فإن درجاتها العالية كما مر في البحث السابق هي بلوغ مرتبة الاستيلاء أي قبول الولاية الإلهية.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|