أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-27
![]()
التاريخ: 2023-05-11
![]()
التاريخ: 1-9-2019
![]()
التاريخ: 2023-04-27
![]() |
لم يحظ مقياس فهرنهايت بإعجاب البعض؛ حيث اقترح الفيزيائي الفرنسي رينيه أنطوان دي ريومور (1683-1757م) مقياسًا مدرجًا يُقسم المسافة بين نقطتي الغليان والتجمد إلى 80 درجة. 91 لا يزال يُستخدَم أحيانًا هذا المقياس في أوروبا، وألمانيا وبعض بلدان التيوتون (الشعوب الناطقة بالألمانية الأخرى). 92 لكن لماذا اختار ريومور هذا التقسيم بالذات؟ في الواقع أن الكحول الذي اختاره لمقياسه هو السبب؛ فعند تدريج سلمه اعتمد على درجة حرارة انصهار الجليد، والتي اعتبرها 1000. واختار كحولا ذا مُعامل تمدُّدٍ حراري قيمته (0.0008) حيث إنَّ ازدياد حجم الكحول في المقياس بنسبة 0.001 تقابل ارتفاعًا في درجة الحرارة بمقدار درجة واحدة؛ لذلك فإن درجة حرارة غليان الماء في هذا السُّلَّم يجب أن تكون قيمتها أعلى بـ «80» درجة من القيمة التي تأخذها درجة حرارة انصهار الجليد؛ أي لها القيمة 1080. بعد ذلك أُعطيت القيمة صفر لانصهار الجليد والقيمة 80 لغليان الماء. 93
في الواقع لقد أعاد ريومور طريقة بويل في استعمال نقطة ثابتة لتحديد المقياس، كما جاء في تقرير له عن «قواعد من أجل صناعة مقاييس حرارة للمقارنة مع المقاييس» ظهر في عام 1731 في أكاديمية العلوم الفرنسية. ومع أنَّ ريومور عانى الكثير من أجل تحديد حجمي الحوجلة والجذع بدقة، إلا أنه تجاهل بالكامل ملاحظات فهرنهايت عن تأثير الضغط الجوي على درجة الغليان ولم يقم بتصحيح هذا المتغير عندما كان يحدد التمدد الحراري للمادة الخام (التي كانت كحولا) لقياس الحرارة.94
هذا التجاهل أوقع ريومور بأخطاء خطيرة؛ فقد اعتقد خطأ أنه حصل على درجة حرارة الماء المغلي عن طريق غَمر أنبوب الكحول غير المختوم في الماء المغلي؛ لهذا وغيره من الأسباب لم تكن مقاييس ريومور مَرْضيًّا عنها، كما أنها خالفت المعايير التي تسعى لتصغير الحجم، وزاد الطين بلة بنقل مقاييسه إلى الزئبق.95
اصطنع الفيزيائي دو ريومور في فرنسا مقاييس كحولية غير عملية، مُقَسِّما سُلَّم المقياس إلى 80 درجةً بين نقطتي التجمُّد والغليان، وقد شهد سُلَّمه فيما بعد الكثير من التطويرات. (مصدر الصورة والتعليق ويلسون ميتشل الطاقة، ترجمة: مكرم عطية، دار الترجمة والنشر لشؤون البترول، بيروت، 1971م، ص 40.)
_________________________________________________
هوامش
91- ويلسون ميتشل الطاقة، ص 30.
92- روف، ألبرت ما هي الحرارة؟ الموسوعة العلمية الميسرة، مجلد 3، ج 2، ص233.
بيريلمان، ياكوف، لماذا؟ اسأل الفيزياء، ترجمة: إسكندر منيف وبسام الحسين، ط 1، دار شعاع، حلب، 2001م، ص 143.
94-Barnett, Martin K., The Development of Thermometry and the Temperature Concept, p.300.,
95- Bolton, Henry Carrington, Evolution of the Thermometer, p. 82
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|