المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06

Scattering of light
2024-03-24
Energy in SHM
30-12-2016
النشاط الزراعي في بلاد الرافدين.
2023-05-08
السكك الحديدية
19-9-2021
الاخمينيون وملوكهم في بابل
16-10-2016
ماهو العلم؟
22-5-2022


العلامات البارزة للبلوغ  
  
1245   01:57 صباحاً   التاريخ: 2023-05-04
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص82 ــ 85
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن البلوغ وما يرافقه من تطورات تطرأ على جسم الطفل ونفسه يعتبر حقيقة كامنة في حياة الإنسان لا يمكن إنكارها . إن معلومات عالم الأمس حول البلوغ كانت تقتصر على مشاهدة التغييرات التي كانت تطرأ على أجسام الفتيان وأخلاقهم ، والكل كان يرى أن جسم الفتى في حال نمو سريع نتيجة البلوغ ، لكنهم كانوا يجهلون حقيقة البلوغ والعوامل التي يقوم عليها .

العامل الاساس للبلوغ:

إن علماء عصرنا الحالي استطاعوا عبر وسائل علمية متطورة ومختبرات دقيقة ومجهزة اكتشاف حقيقة هذا السر إلى حدما ، ومعرفة العامل الحقيقي للبلوغ. ويستشف من الكتب العلمية أن دراسات العلماء وتحقيقاتهم قد توصلت إلى أن الغدد الداخلية في تركيبة جسم الإنسان هي بمثابة مصانع كيمياوية غاية في الدقة والتنظيم تنتج كل منها مادة أو عدة مواد خاصة تسمى علمياً ب «الهورمونات» وتقذف بها مباشرة نحو الدم.

«نحن نستطيع أن نشبه جسم الإنسان بمجتمع مثالي متكامل ، تشكل العظام القاعدة والأساس القوي الذي تقوم عليه سائر أعضاء الجسم ، وبين هذه الشبكة من العظام تعيش أسر أو فرق مختلفة تتعاون فيما بينها من أجل هدف واحد يجمعها» . 

ويمكن تقسيم هذه الفرق التي تعيش في كنف العظام إلى ست فرق هي :

1- الجهاز الهضمي ، 2 - الجهاز التنفسي ، 3- جهاز جريان الدم ، 4- جهاز الأعصاب ، 5- جهاز الغدد ،6- الجهاز التناسلي)) .

الغدد الداخلية:

«إن الغدد الباطنية الإفراز هي عبارة عن أجسام تشكلت من خلايا معروفة ومتميزة ، ويأتي هذا الوصف للخلايا كونها تعمل على الحؤول دون تمازج الإفرازات، وهذه الإفرازات التي تدعى بـ «الهرمونات» تدخل مجاري الدم بشكل مباشر لتصل إلى جميع خلايا الجسم . ويطلق علماء وخبراء التشريح على هذه الغدد اسم الغدد اللاقنويّة».

دور الهورمونات:

إن عمل هذه الغدد وما تنتجه من إفرازات يعتبر أساس التحولات التي يشهدها جسم الإنسان، كما أن عمل هذه الغدد بصورة منتظمة وتوازن الإفرازات الهورمونية يؤديان دوراً مهماً جداً في توازن الجسم والأعصاب وسلامة الإنسان جسمياً وخلقياً ، أما إذا حصل أي خلل في عمل هذه الغدد وأربك عملها وإفرازاتها ، فإن ذلك سينعكس سلباً على جسم الإنسان وسلامته وأعصابه وخلقياته ويستطيع أن يساهم في بروز أمراض تتهدد الإنسان .

وبالرغم من أن العلماء المعنيين بهذه المسألة قد نفذوا خلال النصف الأخير من القرن الحالي إلى هذا العالم المظلم ونقصد هنا عالم الغدد الداخلية ، ووقفوا مذهولين أمام آثار الهورمونات، وحققوا نجاحات عظيمة في هذا المجال نتيجة كثرة تجاربهم وكثافة تحقيقاتهم، إلا أن مسألة الغدد اللاقنوية وإفرازاتها الكيميائية بقيت معقدة وغامضة مما دفع بأصحاب الاختصاص إلى الاعتراف صراحة بعجز العلم في هذا المجال.

عدم كفاءة العلم الحديث :

«يقول الدكتور «إديت سبرول» : إننا ما زلنا حتى يومنا هذا نجهل كامل التفاصيل عن الغدد الباطنية الإفراز، فنحن ما زلنا في بدايات تحقيقاتنا وأبحاثنا بهذا الشأن ، ولم نصل سوى إلى كيفية تركيب الهورمونات الخاصة بالغدد الباطنية الإفراز وتأثيرها على جسم الإنسان ، لكننا نجهل ايضاً كيف تتأتى هذه الآثار .

«ويقول الدكتور «اوستاس جسر» : إن من بين أعضاء جسم الإنسان التي ما زلنا نجهل الكثير من أسرارها هي الغدد الداخلية ، إننا نستطيع فقط تحديد عمل هذه الغدد ، لأن التجربة أثبتت لنا بأن الغدة الفلانية إذا لم تعمل جيداً فإن الإنسان يصاب بالمرض الفلاني ، ولكننا دائماً لا نعلم لماذا وكيف تؤدي هذه الغدد وظائفها الخاصة».

ظاهرة البلوغ :

إن من نتائج عمل الغدد الداخلية ظاهرة البلوغ والتحولات التي تطرأ على مزاجية الأطفال. ويعتقد علماء علم الحياة بأن المنشأ الطبيعي للبلوغ هو ترشح الهورمونات الجنسية وعمل بعض الغدد الداخلية بشكل منظم .

«إن الغدد الجنسية تكون منذ ولادة الإنسان حتى بلوغه في سبات عميق ، ولا تقوم هذه الغدد بأي نشاط في الفترة المذكورة . وفي سن البلوغ تقوم الغدة النخامية بإفراز هورمونات جنسية محركة ، تساهم في إيقاظ سائر الغدد الجنسية لتباشر وظائفها» .

«إن الخصيتين عند الرجل عبارة عن غدد تفرز مادتين، الاولى تدخل الدم مباشرة ، ولهذا تعتبر من الغدد الداخلية ، والثانية مادة (sperm) وهوما يطلق على السائل المنوي».

(ولدى المرأة أيضاً غدتان تسميان بالمبيض، عملهما كعمل الخصيتين عند الرجل ، ولكن المبيضين عند المرأة يقعان داخل جسمها وهما ليسا متقاربين ، فهما يقعان على طرفي الرحم في الجزء الأسفل من البطن). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.