المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01



باب في علم النفس  
  
1270   12:47 صباحاً   التاريخ: 2023-05-03
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص140 ــ 141
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2022 2094
التاريخ: 1-1-2017 2185
التاريخ: 26-7-2016 2695
التاريخ: 19-4-2016 1974

إن مسألة اختبار عقول الأطفال والشبان قد فتحت في الآونة الأخيرة باباً جديداً في علم النفس . ومع الفصل بين السن العادي والسن العقلي ثبت أنه من الممكن أن يكون لشاب في ال 0 2 من العمر عقل لا يتجاوز سنه ال 0 1 سنوات ، أو بالعكس يتجاوز عقل طفل في العاشرة من العمر سن ال 0 2 عاماً .

«ليس من الضروري أن يتطابق السن العادي للإنسان مع سنه العقلي ، فهناك مثلا طفل لم يتجاوز عمره ال 0 1 سنوات لكن سنه العقلي والنفسي ما زال في الخامسة أو بالعكس قد تجاوز ال 15 ستة».

«من الواضح أن هناك مسائل جديدة في العلم قد استأثرت باهتمام الإنسان ، ووصلت به إلى معلومات حديثة عن طبيعتنا نحن البشر ، تجعله يعيد نظرته إلى الإنسان ، ولكن من المسلم به أن لدى كل واحد منا سنان، سن سنوي عادي وسن نفسي وعقلي» .

«ومن الممكن جدا أن يكون هناك بون شاسع بين السن العادي لإنسان ما وسنه العقلي ، فمثلا يكون لدى امرأة في ال 30 من العمر مشاعر فتاة في ال 15 سنة ، أو يكون لولد في العاشرة من العمر عقل مرهف وشعور بالمسؤولية وكأنه في ال 0 2 من العمر ، صحيح ان هذا الولد يعتبر طفلاً نظراً لسنه ولكنه يعتبر كاملاً نظراً لعقله ومشاعره» .

«وربما بانت تصرفات على شاب في ال 25 من العمر لم يقم بها طفل في ال5 من العمر، أو ربما هجر طفل في ال 5 من العمر جميع ألعابه وبرز فيه حب التجارة وروح العدالة والأمل بالمستقبل مما يدل على نمو سنه العقلي»(1) .

______________________________

(1) العقل الكامل، ص16. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.