المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

الرابطة المعدنية
19-6-2019
تصنيف اللغة إلى معان إسمية وحرفية
30-8-2016
الخوض في الباطل
15-4-2022
تعريف الحجز الإداري الاحتياطي لنظام الضريبة على القيمة المضافة
12-4-2022
Giovanni Enrico Eugenio Vacca
15-4-2017
التعريف بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية
9-12-2017


حس الابداع والمبادرة  
  
1083   03:55 مساءً   التاريخ: 2023-04-24
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص70 ــ 74
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

وبعبارة أخرى يمكن القول: إن الميول إلى التصورات البعيدة عن الواقع والتي يكون تحقيقها مستحيلاً هي ميزة طبيعية يتسم بها عهد الشباب ، ووجدت في طبائع الشباب بأمر من الله سبحانه وتعالى ، وهذه الحالة النفسية توسع من قوة الخيال لدى الشباب وتدفعهم نحو مزيد من الإبداع ، وهذه الحالة النفسية تثير حس الإبداع والمبادرة في ضمير الشباب وتؤهلهم لإعادة بناء الشخصية نحو مزيد من الكمال ، لكن هذه الرغبة وهذه الميول يجب أن تخضع لمراقبة صحيحة لكي لا يتجه الشاب نحو الإفراط والتفريط ، وينبغي على الشباب والمربين أن ينتبهوا إلى مسألة مهمة وهي أن لا تؤثر أوهامهم وتصوراتهم سلب على سائر ملكاتهم ، وأن لا تطغى تصوراتهم الموهومة لمستقبلهم على واقع حاضرهم .

ولحسن الحظ أن فترة بروز التصورات والتخيلات والأوهام عند الشباب قصيرة، فهي تظهر بشكل قوي عند الشباب في السنين الأولى من البلوغ، وكلما تقدم الشاب في العمر وزادت تجاربه الحياتية كلما انعتق من الأوهام والخيالات وعاد فكره إلى وضعه الطبيعي تدريجياً .

«إذا ما أراد الإنسان أن يتفحص مشخصات فكر الشاب فإنه سيتأكد من أن القوة الفكرية لديه لم تتفتح بشكل متزن وسليم ،

فالإفراط في عواطف الحب وقوة التجسم والذوق والاستدلالات غير المدروسة وانعدام التجربة ، كل ذلك يعطيه نوعاً خاصا من التفكير ويربك عوامل الفكر ويجعل العاطفة تتغلب على فكره».

«وعندما يبدأ الشاب بالاقتراب من النضوج والكمال تبدأ شخصيته أيضاً بالنمو في مسيرها الصحيح ، ويصبح من الممكن للشاب أن يتأقلم مع البيئة التي يعيش فيها ، وتزول عنه جميع الآلام النفسية والجسدية التي كان يعاني منها ، بعد أن كان ممكناً أن يؤدي عدم تأقلمه مع بيئته إلى وضع خطير لا يحمد عقباه».

«وإذا ما أردنا أن نقارن بين الفتى في أول طلعته والفتى في سن العشرين فإننا سنلحظ تغييرات كثيرة رافقت تقدم هذا الفتى في عمره ، فبعد أن برزت مصالحه الجديدة وتبلورت بدأ أولى تجاربه الشخصية بشكل حقيقي ، وأخذت صورة الشاب تتبلور لتصبح أكثر وضوحاً من ذي قبل» .

الشباب المجهول :

إن عهد الشباب من الناحية العلمية هو عبارة عن دورة مليئة بالأسرار في حياة الإنسان إن علماء اليوم وبفضل التقدم الذي حققوه في مجال تحليل نفسية الشاب يعترفون بأن هناك الكثير من الحقائق المجهولة في علم النفس الخاص بالشباب ، حيث لم يستطع علماء اليوم كشف جميع هذه الحقائق بشكل كامل، والتوصل إلى الأركان المظلمة والمجهولة في نفس الشاب، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن رجال العلم والمعرفة قد توصلوا بمساعيهم الحثيثة إلى اكتشاف الكثير من هذه الحقائق، ومعرفة الكثير من الصفات المجهولة في نفسية الشباب.

«يقول موريس دبس : كما أن الناظر إلى خريطة إفريقيا في أواسط القرن الماضي كان يشاهد بقعاً بيضاء متعددة ولم تكن جميع الخرائط متطابقة ومتشابهة، كذلك الأمر بالنسبة لعملية اكتشاف نفسية الشباب ، فإلى جانب البقع والحفر المجهولة هناك نقاط مكشوفة عديدة، وربما أدت الاكتشافات الجديدة إلى تغييرات جذرية في هذه النقاط ، إلا أنه ما تزال هناك أسراب متعددة وجبال وأنهار غامضة كغموض نهر النيجر بالنسبة لعلماء الجغرافيا في القرن الثامن عشر، ومع ذلك فإن هذه الاكتشافات وعلى الأقل فيما حققته قد أعطتنا نظرة دقيقة نسبياً حول وضع سني الشباب من عمر الإنسان» .

«إن تقدم علم البلوغ هو أبطأ مما هو متوقع ، حتى انه هناك معلومات بشأن الأطفال وتحليل نفسياتهم أفضل وأكثر مما هو موجود بشأن فترة البلوغ» .

«إن فترة البلوغ تعتبر فترة مليئة بالأسرار لا يمكن طرح أسئلة حولها تجد إجابات صحيحة وموثوقة عنها ، أضف إلى ذلك التقلبات الحاصلة في نفسية الإنسان في هذه الفترة والتي قد تغالط كل التوقعات والتحليلات بشأن الإنسان البالغ وتدفع بأصحابها إلى التخيلات الواهية«. 

الاضطرابات النفسية:

إن العوامل الفاعلة للبلوغ تولد تحولات عظيمة في جسم الإنسان ونفسه وتفرض عليه ظروفا استثنائية ومعقدة ، فمن جهة يحصل الإنسان مع بداية مرحلة الشباب وتفتح قواه الجسمية والنفسية على افضل مسببات التطور والتكامل ، وسعادته تكمن في استغلال هذه المسببات بصورة صحيحة، ومن جهة ثانية يصاب الشاب باضطرابات نفسية وآلام عصبية قد تؤدي به إذا ما تغافل عنها إلى الانهيار والضياع.

وهذه الرغبات والميول التي يناقض بعضها البعض الآخر دفعت بعلماء اليوم إلى وصف مرحلة الشباب بأنها أكثر مراحل عمر الإنسان تعقيداً وغموضاً ، وجعل مشاكل الشباب في صدارة المشاكل الاجتماعية. ولكي يستطيع الشباب تجاوز مرحلة الشباب العاصفة والخطيرة بأمن وسلام وإنقاذ أنفسهم من السقوط في هاوية الحياة ومطباتها والاهتمام بما من عليهم الله سبحانه وتعالى من ثروة عظيمة والاستفادة من هذه الثروة أقصى استفادة ، ينبغي عليهم أن يلتفتوا إلى نقطتين مهمتين :

ضعف العقل وحدّة الأحاسيس:

النقطة الأولى: معرفة طبيعة أوضاعهم والاضطرابات التي ترافقهم في مرحلة الشباب ، وعليهم أن يعلموا أن الشباب يعني ضعف العقل وحدّة الأحاسيس ، وكل ما يتخذونه من قرارات نابع من أحاسيسهم ، وهم قلما يحكمون عقولهم ، وهذا خطر كبير جداً يهدد سعادتهم ، وربما أودى قرار غير سليم يتخذه شاب إلى التعاسة والضياع.

«إن الفتيان ما زال أمامهم عمر طويل ، لذا فإن معرفة الذات معرفة جيدة ستفيدهم كثيراً ، لأنها ستجعلهم قادرين على ضبط أنفسهم وتحريرها من أي ردة فعل أو تصرف غير لائق إزاء ما يستجد عليهم من أوضاع، كما أنهم سيكونون قادرين على مواجهة نجاحات الحياة وفشلها ، لأن غرور النجاح ويأس الفشل يشكلان عاملين خطرين على الإنسان».

«وينبغي أن يعلموا أن تخطي مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ والشباب ليس سهلاً كما يتصور البعض، إنها مرحلة صعبة تستغرق أحياناً سنين طويلة لتجاوزها بنجاح ،ولكن لو علم الشباب ماذا يحصل في باطنهم من تغييرات في هذه الفترة لتمكنوا من تخطي المرحلة بسهولة» .

النقطة الثانية : ينبغي على الإنسان أن يغتنم فرصة شبابه ويطرد من فكره الماضي الفائت والمستقبل الموهوم ويهتم بحاضره ، وأن يسعى للاستفادة من طاقاته في طلب العلم والأخلاق ، ويصنع من نفسه إنساناً لائقاً وكفوءاً ويجهز نفسه للعيش حياة شريفة وكريمة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.