أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-2-2020
1743
التاريخ: 19-1-2020
1546
التاريخ: 2023-03-26
1223
التاريخ: 17-12-2020
1490
|
شكرًا للنور وللآلات البصرية التي اخترعها العلم لتحليل النور واستكشاف نواميسه وخواصه شكرًا له ولها لأنها جميعًا وضعت تحت بصرنا كتاب الطبيعة المادية Cosmophysics مشتملا على صور العوالم المادية من ملايين السنين إلى اليوم، فهو يكشف لنا طبيعة مجموعات العوالم في عصور مختلفة ومتباعدة أكثر مما تكشف لنا الأحافير عن طبقات الأرض.
تصور التلسكوب (المقراب) والسبكتروسكوب (المطياف) يجلوان لك كثيرًا من ظاهرات سديم1 يبعد عنا مئة مليون سنة ضوئية أو أكثر، يعني أن نوره يقضي هذا العدد من السنين لكي يصل إلينا، فهو بعد مضي هذه السنين لم يبق كما نراه الآن سديمًا غازيًا، بل لا بد أنه أصبح كمجرتنا، وقد تجمعت أجزاؤه في أجرام من شموس ومجموعات شموس (كوكبات)، وربما كان بين شموسه شموس ذات سيارات كشمسنا، فبعده السحيق عنا حفظ لنا في الفضاء صورته كما كان منذ مئة مليون سنة أو مئات الملايين، فإذا وجهنا مرصدنا العظيم بمطيافه إلى النواحي المختلفة في الفضاء، أو بالأحرى في الحيز الكوني، نرى سُدُمًا مختلفة الأبعاد، وبالتالي مختلفة المظاهر تبعا لاختلاف أبعادها، فنرى بعضها في الحالة الغازية الصرفة كأنها لهيب مندلع، وبعضها كأنها ضباب محترق، وبعضها ضباب يشتمل على عقل أكثف من الضباب، وبعضها نجوم ومجموعات نجوم، وأقربها إلينا أكثر مشابهة لمجرتنا وأبعدها غازي صرف، فكل هذه الظاهرات الواصلة إلينا على أجنحة النور إذا أدخلنا أبعادها المختلفة في الحساب، تدلنا على أنه لو كان في إمكان عقلنا أن يتنقل بينها بأسرع من النور ألوف المرات أو فجأةً، لكان يراها كلها مقاربة في النضوج إلى مجرتنا، وربما كان بعضها أنضج منها.
ومن ذلك نفهم أن كل جزم أو مجموعة أجرام، أو كل مجرَّة كمجرتنا كانت في الأصل سديمًا غازيًا لطيفًا جدًّا، ثم جعلت ذراته تتجمَّع بعضها إلى بعض؛ فتتكون منها جماعات فجماعات أكثر من الأصل عددًا، ثم جعلت أجزاء كل جماعة منها تتجمع في جماعات أخرى أكثف منها فتتكون مجموعات الأجرام إلى أن بلغت مثل ما نرى في مجرتنا. فلا شبهة في أن جميع العوالم كانت في الأصل سُدُمًا غازية لطيفة جدا، ثم تقلصت وتجمدت أجرامًا، والمطياف (السبكتروسكوب) يقول لنا إن جميع هذه السدم متشابهة المادة تشابها كليًّا، مثلا يريك في كل منها عنصر الهيدروجين أو عنصر الهيليوم وكثيرًا من العناصر التي عندنا في أرضنا منها، بل يريك صفات البروتونات والالكترونات فيها جميعًا، ولا يخفى ما في هذه الظاهرات من الدليل الجازم على أن السُّدُم جميعًا متكونة من أصل واحد أي من ذرات مادية متماثلة، فماذا كانت تلك الذرات؟
لا يحتاج الجواب إلى تكهن أو إلى تخرُّص، نحلل أية ذرة من الذرات المادية التي عرفناها، فما تنحل إليه نهائيًا فهو الذريرة التي تألفت منها السدم، بل تؤلف السديم الأعظم الذي انشقت منه السدم وانفصلت بعضها عن بعض، فقد علمنا فيما سبق أن آخر جزء تنحل إليه الذرة هو الفوتون (الضوئية)، ولا نعرف ذريرة أدق من الفوتون، أو أن الفوتون ينحل إلى أجزاء أدق منه، حتى إننا لاعتبارات علمية اعتبرنا الإيثر بحر فوتونات (وتجينز يظن هذا الظن، وربما كان بحر جسيمات أدق من الفوتونات والله أعلم.
هوامش
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|