أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-02
147
التاريخ: 2023-03-11
1151
التاريخ: 2023-02-21
1011
التاريخ: 2023-03-04
1567
|
النضر بن الحارث
هو أبو قائد ، وقيل : أبو قتيلة الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ بن كلاب القرشيّ ، العبدريّ .
من شخصيّات قريش وشجعانها في الجاهليّة ، وابن خالة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله . لمّا جاء الإسلام استمرّ على كفره وشركه باللّه ، وأصبح من ألدّ خصوم النبيّ صلّى اللّه عليه وآله والمسلمين ، وأخذ يؤذي النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ويكذّبه .
كان مطّلعا على كتب الفرس وتواريخهم ، ويكثر مخالطة ومجالسة اليهود والنصارى ، وكان أوّل من غنّى على العود من العرب بألحان الفرس .
في السنة الثانية من الهجرة اشترك مع المشركين في واقعة بدر الكبرى ، وكان حاملا لأحد ألويتهم ، فأسّره المسلمون ، وقدّموه بين يدي النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ، فأمر الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام بقتله ، فقتله بالأثيل قرب المدينة المنوّرة .
كان من جملة المتآمرين على اغتيال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله في الليلة التي غادرها وهاجر إلى المدينة ، وجعل الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام في فراشه .
تولّى كتابة الصحيفة التي بموجبها قاطعت قريش بني هاشم ، فدعا عليه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله فشلّت أصابعه .
القرآن العظيم والنضر بن الحارث
قال المترجم له وجماعة من الكفّار للنبيّ صلّى اللّه عليه وآله : لن نؤمن بك حتّى يأتينا كتاب مكتوب من اللّه ، ومع الكتاب أربعة من الملائكة يشهدون بأنّه من اللّه ، فنزلت الآية 7 من سورة الأنعام : { وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ }.
وجاء مع جماعة من المشركين إلى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وقالوا له : لو جعل معك يا محمّد ملك يحدّث عنك الناس ويرى معك ، فنزلت الآية 8 من نفس السورة السابقة : { وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ }.
وفي أحد الأيّام جاء مع جماعة على شاكلته من المشركين إلى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وهو يقرأ القرآن ، فأخذوا يستمعون إليه ، ثمّ قالوا للمترجم له : ما يقول محمّد ؟ قال : والذي جعلها بيته ما أدري ما يقول ، إلّا أنّي أرى يحرّك شفتيه ويتكلّم بشيء ، وما يقول إلّا أساطير الأوّلين ، مثل ما كنت أحدّثكم عن القرون الماضية ، فنزلت الآية 25 من نفس السورة : { وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ . . . }.
كان يقول : إنّ اللات والعزّى سوف يشفعان لي ، فنزلت فيه الآية 94 من السورة السابقة : { وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ . . . }.
وكان يقول : إن جاءنا نذير لنكوننّ من أهدى الأمم ، فنزلت فيه الآية 109 من نفس السورة السابقة : { وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها . . .} .
ونزلت فيه الآيات التالية :
الأعراف 187 { يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي . . . }.
والأنفال 22 { إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ }.
والأنفال 31 { وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا . . . }.
جاء يوما إلى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وقال : يا رسول اللّه أنت سيّد أولاد آدم ، وأخوك عليّ سيّد العرب ، وابنتك فاطمة سيّدة نساء العالم ، وولداك الحسن والحسين من شبّان الجنّة ، وعمّك حمزة سيّد الشهداء ، وابن عمّك جعفر له جناحان يطير بهما في الجنّة ، فأيّ شيء لسائر قريش والعرب من المنزلة والرتبة ؟ فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله : « أقسم باللّه بأنّ المقامات التي ذكرتها لم أمنحها أنا لهم ، بل اللّه سبحانه منحها لهم » فأعرض المترجم له بوجهه عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وقال : إلهي إن كنت أنت المانح لهم تلك المناقب العليّة فأنزل علينا حجارة من السماء ، أو أنزل علينا عذابا أليما ، فنزلت فيه الآية 32 من سورة الأنفال : { وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ }.
ولإصراره على كفره وامتناعه عن قبول نصائح النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وإرشاداته نزلت فيه الآية 33 من سورة الأنفال : { وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }.
ولمّا نزلت آيات قرب الساعة والقيامة قال المترجم له : اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء - أي يستعجل العذاب - فنزلت الآية 1 من سورة النحل : { أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ }.
ونزلت فيه الآية 24 من سورة النحل :{ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ . . . }.
وشملته الآية 6 من سورة الكهف :{ فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً }.
ولمّا شاهد المترجم له والكفّار اجتهاد النبيّ صلّى اللّه عليه وآله في عبادته لله وجدّه في ذلك قالوا :
يا محمّد ! إنّك لتشقى بترك ديننا ، فنزلت الآية 1 والآية 2 من سورة طه : { طه * ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى }.
ونزلت فيه الآية 3 من سورة الحجّ : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ }.
والآية 9 من نفس السورة : { ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ }.
وشملته الآية 47 من السورة نفسها : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ . . . }. وذلك لاستهزائه والمشركين من النبيّ صلّى اللّه عليه وآله بنزول العذاب عليهم .
ونزلت فيه الآية 5 والآية 6 من سورة الفرقان : { وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ . . . }.
والآية 53 من سورة العنكبوت :{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَوْ لا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ . . . }.
كانت أكثر تجارته من بلاد فارس ، فكان يسمع أخبار الفرس وتواريخهم فيقصّها ويرويها لقريش ، ويقول لهم : إنّ محمدا يحدّثكم بحديث عاد وثمود ، وأنا أحدّثكم بحديث رستم وإسفنديار وأخبار الأكاسرة ، فكانوا يستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن ، فنزلت فيه الآية 6 من سورة لقمان : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ }.
ونزلت فيه الآية 7 من سورة الجاثية : { وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ }.
والآية 8 من سورة الجاثية : { يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها . . . }.
كان النبيّ صلّى اللّه عليه وآله إذا جلس وقرأ القرآن ، أو حدّث الناس ووعظهم ، كان المترجم له يجمع الناس خلف النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ويحدّثهم بأساطير الفرس وغيرهم ، ويقول : أنا أحسن من محمّد حديثا ، وما حديثه إلّا أساطير الأوّلين ، فنزلت فيه الآية 15 من سورة القلم :
{ إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ }.
لمّا دعا على نفسه وسأل العذاب ، فأنزل اللّه عليه العذاب يوم بدر ، فقتله الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام صبرا ، فنزلت فيه الآية 1 من سورة المعارج : سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ . « 1 »
_____________
( 1 ) . أسباب النزول ، للسيوطي - هامش تفسير الجلالين - ص 416 و 417 و 455 و 463 و 609 و 610 و 616 و 630 ؛ أسباب النزول ، للقاضي ، ص 103 و 111 و 142 و 145 و 148 و 173 و 235 ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص 175 و 228 و 250 و 287 و 374 ؛ أسد الغابة ، ج 5 ، ص 17 و 18 ؛ الاشتقاق ، ج 1 ، ص 160 ؛ الإصابة ، ج 3 ، ص 555 ؛ الأعلام ، ج 8 ، ص 33 ؛ الأغاني ، ج 1 ، ص 10 و 11 ؛ الاكمال ، ج 7 ، ص 264 ؛ البداية والنهاية ، ج 3 ، ص 306 ؛ بلاغات النساء ، ص 235 ؛ البيان والتبيين ، ج 4 ، ص 43 ؛ تاج العروس ، ج 3 ، ص 572 ؛ تاريخ الاسلام ، ( السيرة النبوية ) ص 157 و 212 و ( المغازي ) ص 64 و 125 و 128 ؛ تاريخ حبيب السير ، ج 1 ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج 2 ، ص 389 و 413 و 421 ؛ تاريخ خليفة ، ص 55 ؛ تاريخ گزيده ، ص 143 ؛ تبصير المنتبه ، ج 4 ، ص 1418 ؛ التبيان في تفسير القرآن ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج 2 ، ص 106 ؛ تفسير البحر المحيط ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص 180 و 269 و 332 و 567 ؛ تفسير أبي السعود ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير شبّر ، ص 194 ؛ تفسير الصافي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، راجع فهرسته ؛ تفسير القمي ، ج 1 ، ص 249 وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير المراغي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير نور الثقلين ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تنقيح المقال ، ج 3 ، ص 270 ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج 2 ، ص 126 و 127 ؛ الجامع لأحكام القرآن ، راجع فهرسته ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص 126 ؛ الحيوان ، ج 4 ، ص 161 ؛ الدر المنثور ، راجع مفتاح التفاسير ؛ دلائل النبوة ، ج 1 ، ص 449 ؛ الروض الأنف ، ج 3 ، ص 289 و 290 و 316 و 317 ؛ الروض المعطار ، ص 11 و 362 ؛ زهر الآداب ، ج 1 ، ص 33 و 34 ؛ سفينة البحار ، ج 2 ، ص 594 ؛ السيرة النبوية ، لابن إسحاق ، ص 197 و 200 - 202 ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج 2 ، ص 473 ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج 1 ، ص 315 و 320 و 321 و 376 و 383 و 384 وج 2 ، ص 36 و 125 و 297 و 367 وج 3 ، ص 44 ؛ العقد الفريد انظر فهرسته ؛ عيون الأثر ، ج 1 ، ص 249 و 265 ؛ الكامل في التاريخ ، ج 2 ، ص 73 و 102 و 120 و 130 ؛ الكشاف ، ج 2 ، ص 13 وج 3 ، ص 50 و 490 وج 4 ، ص 286 و 608 ؛ كشف الأسرار ، راجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج 6 ، ص 362 ؛ لغتنامه دهخدا ، ج 48 ، ص 575 ؛ مجمع البيان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ المحبر ، ص 160 و 161 و 176 وحاشية ص 474 ؛ مطالع البدور ، ج 1 ، ص 232 ؛ معجم البلدان ، ج 1 ، ص 94 وج 3 ، ص 572 ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المنتظم ، ج 3 ، ص 46 و 49 و 106 و 109 و 121 ؛ نسب قريش ، ص 255 ؛ نمونه بينات ، ص 325 و 327 و 344 و 361 و 376 و 380 و 381 و 382 و 383 و 517 و 538 و 539 و 546 و 607 و 613 و 832 ؛ نهاية الإرب في فنون الأدب ، ج 16 ، ص 219 و 220 و 271 ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلّى اللّه عليه وآله ، ج 1 ، ص 58 و 231 و 266 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|