المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



الانحراف الاجتماعي لدى المراهق  
  
1285   09:39 صباحاً   التاريخ: 2023-03-15
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص225ــ233
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-07 1062
التاريخ: 2023-02-22 1104
التاريخ: 2023-07-20 933
التاريخ: 2023-10-02 1168

ما ان يدخل الانسان مرحلة البلوغ حتى يتعكّر مزاجه. فتنشأ عنده ردود الفعل السريعة التي ان لم تضبط، ستسبب لهم وللآخرين مشاكل عصية عن الحل.

ان الخطر الاساس الذي يهددهم هو الشهوة الجنسية اذ تأخذ منهم الكثير من اوقاتهم وتحصر جل اهتماماتهم بها. ولذا نراهم يولون اهمية كبيرة بترتيب وتجميل مظهرهم والاهتمام ايضاً بملابسهم وتسريحة شعرهم. ويعتنون ايضاً باستلام مركز اجتماعي هام. وان يتفوقوا على الاخرين، وان يجمعوا اكثر حد ممكن من الاموال.

أن احساساتهم ومشاعر جد مرهفة، ولهم سلوك غير منسجم مع المجتمع والخ.

ومن المسائل الاخرى المهمة في هذا المقطع الزمني الحساس هو نسبة الاجرام العالية التي يرتكبها المراهقون والشباب. ان نسبة الجرائم التي يرتكبونها تشير الى كثرة الاضطرابات التي تسيطر عليهم، وسنتطرق الى هذا الموضوع بالبحث والتفصيل.

الجرائم والاعتداء على الاخرين :

نعرف ان المراهق والشباب ينظر الى هذا العالم من افاق جديدة وبكر، تنمو فيها الاحلام والرؤى والاوهام والتخيلات وتمنحه اللذة والسعادة المؤقتة. ان مصدر الكثير من الجرائم هي الاوهام التي تسيطر على ذهنياتهم. واحياناً يكون سبب ارتكابهم للجرائم هو محاولاتهم لتقليد والديهم في تصرفاتهم، أو تقليد الاشخاص الذين يعجبون بهم. ان الدراسات والبحوث تشير الى اننا حين نتابع سوابق الجانحين سنصل الى نتيجة مفادها هو ان الجنوح يبدأ منذ فترة الطفولة المبكرة في حدود السن العاشرة وبالاقتداء بالنماذج السيئة.

منشأ الجنوح:

قد يعزى منشأ الجنوح الى ما يلي:

١- الانتهازية اذ انهم يسعون الى انتهاز الفرص للوصول الى غاياتهم واهدافهم، ولذا يقدمون على ارتكاب الجرائم.

٢- ارضاء واشباع الغرائز الجنسية والرغبات الاخرى كإقامة مجالس اللهو واللعب.

٣- السعي الى الهروب من المشاكل، سواء المشاكل الغريزية او المشاكل الاقتصادية، ويكثر هذا السبب في العمر المتراوح بين الرابعة عشر والعشرين.

٤- الغباء والجهل والغفلة هم من الاسباب التي تقود الشاب الى ارتكاب الجرائم، خصوصاً وانهم يجهلون عواقب هذه الجرائم.

٥- الغرائز غير المنظمة تدفع هي الاخرى بالشاب الى المعاصي والانحرافات الاجتماعية.

٦- سوء التربية في فترة الطفولة، والمعاملة العنفية التي يواجهونها في تلك المرحلة، والميوعة احياناً.

٧- حس الفضول وحب الاستطلاع في غير محله، التأثيرات النفسية السالبة، والشائعات التي تحفزهم على الانحراف.

٨- الرغبة في التخلص من الذل والاهانة واللجوء الى الطريق الخاطئ في هذا المجال.

٩- استعجال الوصول الى الاهداف المادية وغير المادية.

10ـ وجود الاضطرابات والاختلالات في الشخصية.

11- محاولة التعويض عن عقد النقص والافتقار الى المحبة والاحساس بالضعة.

12- العلاقات غير السليمة التي تسبب بدورها المشاكل والصدمات خصوصا ان نفسية المراهق مهيئة للتأثير السلبي، ولذا يستغلها المنحرفون فيوظفونها لصالح اغراضهم المشؤومة ويدفعون بالمراهقين والشباب الى ارتكاب اعمال منافية للعرف الاجتماعي والذوق السليم.

• انواع الجرائم:

ان نوع الجرائم التي يرتكبها المراهق والشاب تحدده الظروف المحيطة. ففي فترات الحروب تزداد الجرائم المرتبطة بالمواد المخدرة كتوزيعها بين الشباب وكذلك السرقات والاعتياد ونهب البيوت. اما في فترات الاختناق والضغوط في محيط العائلة او المدرسة فنلاحظ ان المراهقين والشباب يلجؤون الى السرقة والهروب من البيت او المدرسة، اللجوء الى العنف او العزلة، الكسل ونشير هنا الى بعض هذه الانحرافات. 

• ١- التسكع:

ونلحظ ان ظاهرة التسكع تزداد في ظروف خاصة نشير منها الى:

- حينما يخضعون الى ضغوط شتى في محيط العائلة كأن يواجهوا ظلم وتعسف من زوجة الأب او زوج الام.

- حينما يهيمن الأب بتعسف على مقدرات الاسرة.

- حينما يشعر المراهق ان كرامته على وشك الضياع .

- عندما يكون الجو الدراسي غير قابل للتحمل.

- حينما يشعر المراهق أو الشاب ان بإمكانه ممارسة رغباته وشهواته خارج محيط العائلة وفي منأى عنها .

- حينما يصادف معشراً من اصدقاء السوء، من يثق بهم.

- حينما يفتقر الى الاهتمام والعطف الذي كان يحظى به في فترة الطفولة.

ان المتسكع يقدم على جرائم اخرى كالتلفظ بكلمات مبتذلة او الاعتداء على الاخرين والسرقة وعدم احترام كبار السن، واحياناً تشمل هذه الظاهرة بعض الفتيات ايضاً.

• ٢- الشرور:

نلحظ احياناً تفشي ظاهرة الشرور بين الناشئة والشباب وتكثر عند ثلاثة اصناف هم:

أ: اولئك الذين لا زالوا يعانون من عقد شتى لم يحلها لهم احد.

ب: اولئك الذين كانوا منذ بداية فترة المراهقة فاسدين، لا يعيرون اهمية للقيم الاخلاقية. ولا اباليين تجاه الامور.

ج: اولئك الذين يعيشون اضطرابات نفسية، لم يتخلصوا منها، سواء كانت ناشئة لأسباب جسمية او اسباب روحية.

ان الشرور اضافة الى المخاطر التي يسببها للمراهقين والشباب فإنها تشمل الاخرين ايضاً.

• ٣- الجرائم:

حينما تتجذر العقد والاحقاد وتتكرر الانحرافات فانهم يلجؤون الى ارتكاب الجرائم. والتي قد تبرز على شكل جرح الاخرين أو حتى القتل.

والذي يلفت النظر في اغلب هذه الجرائم، انها لا ترتكب من اجل الوصول الى اهداف او غايات معينة، بل بسبب الجهل بعواقب الامور، كأن لا يشعر المجرم ان السكينة الحادة التي يستخدمها في ضرب الاخرين قد تؤدي بحياتهم. او لكونه قد خضع لتأثيرات اصدقاء السوء الذين شجعوه على ارتكاب الجريمة.

ان المجرمين المحترفين يسعون الى توريط غيرهم من الناشئة والشباب في جرائمهم، فيشجعونهم على ضرب بل وحتى قتل الاخرين. والأنكى من ذلك ان محترفي الجرائم يربون بعض الاحداث ويصرفون عليهم الاموال كي يستغلونهم في الوقت المناسب، ولا يكشفون عن وجههم البشع امامهم كي لا تنكشف مخططاتهم واهدافهم المشؤومة.

• الاخطاء :

الشباب لقلة تجاربهم وصغر اعمارهم فانهم يقعون في اخطاء ويقومون بجنايات غير مقصودة فمثلاً يوجهون ضربة خطرة الى زملائهم اثناء المزاح قد تؤدي الى الوفاة.

ان الجهل وقلة الاحتياط، وعدم التفكير بالعواقب توفر ظروف الاخطاء الكبيرة وتفسح المجال للمفاسد العديدة، اذ يرى الشاب نفسه فجأة في احضان الجريمة وتستعصي عليه سبل النجاة.

صحيح ان البعض الذين ينتمون الى العصابات يتعلمون سبل الجناية، الا ان هؤلاء ايضاً نلاحظ فيهم مقدار من الغفلة، ولو اطلعوا بدقة على واقع جناياتهم لأصيبوا بالرعب منها.

• التجمعات والعصابات:

تبدأ الخطورة حينما يبدأ الشباب بممارسة افعالهم بصورة جماعية او بشكل عصابات وهذه الطريقة محببة الى نفوسهم اذ يرون ارتباطهم الشديد بأصدقائهم والعلاقة المتينة غير القابلة للانفصال.

وهؤلاء يحتفظون بقواعد خاصة عند انتخاب الصديق ولا يقيمون علاقات مع كل من هب ودب، والاساس في العلاقة هو التعاون والتعاضد والخضوع للرئيس وطاعته طاعة عمياء.

وهم حين يشتركون في جماعة معينة فان علاقاتهم تثمّن اكثر، ويتوفر لديهم جو افضل لممارسة نشاطاتهم. وحتى في السجن نلاحظ عدم انفصام الروابط والاصرار على مواصلتها، فكثيراً ما يتم الانتفاع من هذه التشكيلات وتحويل بعضها الى عصابات للسرقة وقد يصار الى تغيير هذه التجمعات بين آونة واخرى.

الحياة الجماعية تتيح لهؤلاء فرصة الاقدام على جرائم وجنايات لأنهم ينزعون رداء الحياء مع بعضهم، فيتمكنون من القيام بأعمالهم المنكرة بكل حرية فالسجن مدرسة تعلمهم الجريمة.

• فرق الجنح:

ليس لدينا جواب واضح ومحدد حول انتماء الجانحين الى اي اصناف او اي فرق، ولهذا فإننا قد نصادف بعض الجانحين ممن ليس فيهم اية عناصر اجرامية ويمكننا نشير الى الاصناف التي يمكن توفر فرص الجريمة لديهم اكثر من سواهم كالاتي:

- الذين لم يتعلموا سبل الحياة السليمة في البيت او المدرسة .

- ان الاب او الام من القساة فيهيئون لأبنائهم فرص الانحراف نحو الجريمة من خلال سوء المعاملة.

- النشأة في اجواء متشنجة يسود فيها النزاع.

- اولئك الذين يمتازون بسلوك عدائي للمجتمع واخلاق منحرفة.

- بعض ابناء العائلات المرفهة الذين يرتكبون الجرائم بسبب تقليد الاخرين او لإشباع رغبات غير متوازنة.

- ان اغلب الجانحين في هذه السن يرتكبون الجنح صدفة نتيجة لظروف معينة وانفعالات تقود الى اقدامهم على ارتكاب الجنح ثم يندمون على ذلك.

- وينتشر بين فئتين في المجتمع احداها هي المرفهة جداً. والاخرى هي الفقيرة جداً، اما المتوسطين فإنهم قلما يجنحون الى هذه الجنح.

• العوامل المؤثرة في زيادة الجريمة:

هناك الكثير من العوامل المهمة التي تساهم في زيادة الجريمة واذا قمنا بتصنيفها فإننا سنورد منها ما يلي:

- العوامل الاجتماعية، مثل المحيط العائلي. والتقليد. الجو العاطفي. الطلاق والهجران. الخلافات والشجار. البطالة. التقريع واللوم.

- العوامل الثقافية. مثل اساليب التفكير والرؤى الكلية للكون والحياة. والفنون غير السليمة كالسينما والمطبوعات المبتذلة.

- العوامل الاقتصادية مثل الفقر، والحرمان وعدم توفر الضرورات. الجوع، الاحساس بفقدان الاحترام.

- العوامل السياسية، كالحرب. والاضطرابات وعدم الاهتمام بالقانون. والقساوة وعدم مراعاة العدالة.

- العوامل الفردية، الجانب العقلاني، الظروف العاطفية، الاحساس بالحقارة. الحقد. والملل وهذه العوامل لابد من ضبطها والسيطرة عليها. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.