أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-5-2022
1568
التاريخ: 2023-12-18
1157
التاريخ: 11-9-2016
1778
التاريخ: 1-12-2016
2361
|
تعرّف قواميس اللغة المثابرة على الأمر، بأنها المداومة عليه أو المواظبة، (والمثابرة هي قدرة الشخص على الاستمرار في عمل معين، رغم كثير من المشاق العقلية والبدنية، ورغم ما قد يثيره العمل بطبيعته من ضيق وملل)(1)، والمثابرة لا تتوقف على نوع العمل الذي يؤديه الشخص، بل على الشخص نفسه، فإذا ما رأيناه مستمراً في عمله بنفس الجدية والاهتمام ثم يتطور فيه نحو الأحسن والأفضل وصفناه بالمثابر، والمثابرة صفة ثابتة في الفرد الراشد، أما عند الأطفال فهي عرضة للاهتزاز في أي وقت نتيجة تدخل عوامل عدة، وإغراءات خارجية كثيرة في العمل الذي يقوم به.
ونحن لا نولد مزودين بالمثابرة. هي عادة نكتسبها، ترسخ في نفوسنا، أو لا ترسخ شأنها في ذلك شأن الكثير من العادات الراسخة في سلوكنا.
والمثابرة لا تعني بالضرورة الاستمرار والثبات في أي عمل يوكل إلى المثابر، فالمثابر في الأعمال البدنية، قد لا يكون كذلك في الأعمال الذهنية أو العقلية، فالنظرية التقليدية القائلة - المثابر في عمل مثابر في غيره - هي نظرية مبالغة في التفاؤل وليس لها حظ كبير من الصحة.
العلاقة بين المثابرة والنجاح:
العلاقة بين المثابرة والنجاح، علاقة إيجابية، فهي ترتفع مع ارتفاعه، وتنخفض مع انخفاضه، ويختلف الأمر عند ذوي الذكاء المتوسط فقد لا نجد ارتباطاً بين الذكاء والمثابرة. ولكن ليس بالضرورة أن يكون الذكي مثابراً، فقد يكون متوقد الذهن، وهو في نفس الوقت ضئيل المثابرة، أو يكون متوسط الذكاء، وكثير المثابرة، لكن المثابرة تعوض جزءاً كبيراً من الذكاء.
ففي الأعمال التي تتطلب سرعة في الأداء يتفوق الأذكياء، أما في الأعمال التي تتطلب جهداً ووقتاً فيتميز فيها المثابرون، من أجل ذلك يقال: إن الأذكياء غالباً ما ينفرون من الأعمال الروتينية ويعتبرونها مملة.
(وإذا توفر للمرء قسط وافر من المثابرة، وقسط وافر من الذكاء السريع فها هنا تربة خصبة للنبوغ)(2).
هناك ركنان أساسيان لا تقوم بدونهما سمة المثابرة وهما:
- مواصلة العمل.
- واتجاهه نحو هدف معين.
كيف نغرس سمة المثابرة في نفوس الأطفال؟
أـ نضع هدفاً قريباً للأطفال، ونطلب إليهم الوصول إليه، شرط أن يبذل فيه بعض الجهد والتعب، لا أن يكون سهل المنال بحيث لا يشعر الطفل بلذة نيله.
ب- تجزئة الهدف إلى أهداف، منها القريب، ومنها البعيد، فذلك يخلق لديه حوافز جديدة، ورغبة في المزيد من الكسب، وتحقيق أكبر عدد من الأهداف.
ج- إبعاد الأهداف الجانبية التي لا علاقة لها بالموضوع، والتي تعمل على تثبيت انتباهه وتبديد طاقته. وتطبيق هذه المسألة يحتاج إلى قدر من الوعي. والموضوعية، والدقة بالإضافة إلى الحكمة في طريقة ونوعية اختيار الأهداف التربوية الملائمة لتدريب الطفل على المثابرة.
قام العالم الألماني (ماكس فرتهايمر)، بدراسة حول هذا الموضوع واتخذ من (أنشتاين)، موضوعاً لهذه الدراسة، وكان كل منهما يكن احتراماً كبيراً للآخر، إذ رضي أن يكون (أنشتاين)، موضوعاً للدراسة العلمية، فبعد أن كان هو الفاعل لفعل المعرفة، أصبح أداة من أدوات هذا الفعل، ولما لا؟، والجوهر واحد، وهو طريق تقدم رسالة العلم بمعناها الشامل العميق. استمرت الدراسة ، سنوات عديدة ، ونشر تقرير يثير الاعجاب بالفاحص والمفحوص . يقول (فرتهايمر)، في أحد مواضع هذا التقرير: (بدأت المشكلة في ذهن ـ أنشتاين ـ عندما كان عمره ستة عشر عاماً، وكان عندئذٍ في المدرسة الثانوية وظل مشغولاً بها لمدة سبع سنوات، يقول أنشتاين: طوال هذه السنوات جميعاً كنت أشعر بما يمكن أن نسميه شعوراً بالاتجاه ، شعوراً بالمضي قدماً ناحية شيء معين، وبطبيعة الحال، فإنه من العسير عليّ، أن أعبر عن هذا الشعور تعبيراً لفظياً، ولكن كانت هذه حالتي فعلاً، ولا بد من التمييز بوضوح بين هذه الحالة، وبين الاعتبارات، التي تلت ذلك خاصة، بالصور العقلية للحل)(3)، هذه المعاناة الوجدانية - العقلية التي يشير إليها أنشتاين، هي عنصر المثابرة، كما تعرفه قواميس اللغة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ د. مصطفى سويف، علم النفس الحديث، ص 236.
2ـ المصدر السابق، ص 240.
3ـ المصدر السابق، ص 230.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|