المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

يومُ الآزفة من اسماء القيامة
17-12-2015
ترتيب القرآن و تجويده
19-6-2016
أهمية الصحافة الإلكترونية
7-8-2022
مفهوم القياس الحراري عند سانتوريو سانتوري (القرن 17م)
2023-05-08
بيان صلة الذرية الصالحة
23-8-2016
Summary Phonological typology and naturalness
7-4-2022


الرضاعة وقرّة العين  
  
869   09:35 صباحاً   التاريخ: 2023-03-01
المؤلف : د. رضا باك نجاد
الكتاب أو المصدر : الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام
الجزء والصفحة : ص253 ــ 257
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-20 149
التاريخ: 10-1-2016 2102
التاريخ: 2023-12-11 1090
التاريخ: 21-9-2020 2391

المرأة الحامل تعرف تماماً بأن الداخل على أهل البيت إنما يدخل من الباب، سوى الملائكة..

أما الذي كانت تتمناه ورسمت في مخيلتها صورة له، فقد التحق بالعائلة كوردة تحمل عطر الأب وروح الأم، رافعاً شعار ديمومة الحياة في زقاق الوالدين.. طفل آدمي بعينين جذابتين وبشرة براقة وأظافر شفافة.. لا يهم بفتح عينيه في المكان الجديد رغم مضي ساعة على وروده فيه كما لا تجد الابتسامة سبيلها إلى شفتيه الرقيقتين وإن لوحظت ابتسامة ترتسم على محياه البريء فهي ابتسامة نوم وتتعلق بالعش الدافئ والناعم والهادئ الذي قضى فيه شهورا تسعة أما اليوم فهو في (دار بالبلاء محفوفة، وبالغدر معروفة)(1). لم يرد في الدار الأولى (الرحم) إلا المحبة والحنان بكمالهما وتمامهما، قلّما كان يتأخر عنه الغذاء، وقلما كان يصرخ من الجوع أما في هذه الدار (الدنيا) ما أكثر الساعات التي يعيشها في انتظار الغذاء وما أكثر الدموع التي يذرفها والصرخات التي يطلقها في طلب الغذاء إذ كثير ما يعاني من تقاعس الأم أو الاخرين.

إن الأم لا تتردد لحظة في ممارسة الدور المقدس للحامل، فهي كالمنحل الذي فيه الزنبور تعطيه ما يريد متى ما أراد بل إن تبادل المنفعة بين جسد الأم وجسد الجنين يتم على قدم وساق وبصورة متساوية متوازنة، وكل ذلك على نحو تلقائي وذاتي. لقد كان نمو الجنين يخضع في الرحم إلى هذه الحالة المتوازنة والمتصفة بالعدالة أما اليوم وهو في عالم الدنيا يجب أن تحل المشاعر والأحاسيس محل العدالة ويتم الرجوع إلى تعليمات جديدة ليس فيها ما يختص بالتفاعل التلقائي لعالم التكوين.. نعم لا بد من تعليمات جديدة ومعلم يبين تلك التعليمات ويوضحها.. تنمو مواليد باقي الحيوانات تلقائياً غير أن مولود الآدمي يحتاج إلى معلم (أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد)، المعلم الأول لهذا المولود هو الأم فهي الدليل للطفل وهي الوسيط بين الفعل ورد الفعل المتبادلين بين المولود والبيئة.. إن نطفتها حملت من قبل نطفة الزوج وحملت فيها الغذاء حتى تنمو خلايا الجنين أكثر فأكثر، هذا فضلاً عن الأوكسجين والغذاء الذي كانت توصله للجنين عبر الحبل السري أو المائع الذي يحيط به، أما اليوم فهي تغذيه ولكن بصورة أخرى؛ إنها تلصقه بصدرها لترويه من لبنها الخالص..

لقد تناولت الأم وجنينها من صحن واحد على مدى ما يقارب تسعة أشهر وهي اليوم تغذيه من نبع حنانها، جلت قدرة الخالق؛ إن كل ما كانت ترسله باتجاه الحبل السري سابقاً يتجه اليوم إلى مختبر الصدر - الثديين - ليتغيّر هناك إلى مادة حلوة المذاق بيضاء اللون. إن المولود المعتمد على الغذاء الذي تزوده به أمه يحمل من صفاتها أكثر، ومثل هذه الأم يجب أن تكون فقط قرة عين الزوج الذي رزق بمولود بعد اقتراب لم يدم سوى لحظات فحسب، بل ويجب أن تكون قرة عين الخلقة أيضاً، وهي لكذلك.

لقد أمرنا الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) قائلاً: (تخلقوا بأخلاق الله)(2)، وعندها يعني الحديث الشريف إن الله هو العالم والإنسان يكون عالماً وأن الله هو القادر والإنسان يكون قادرا وإن نيل كل منهما طلباً لمرضاة الله تعالى يجعل صاحبه إلهي السمات والأخلاق وما شعور الأم حيال طفلها وحبها له إلا نموذج من حب الله تبارك وتعالى لعبده.

إن بأمكان الأم أن تفعل بالطفل ما تشاء؛ أن تقبله وأن تحتضنه وأن تداعبه أو تلبسه ملابس سميكة لكنها في نفس الوقت أسيرة له، فهي لا تعرف معنى للمكان والزمان إلا مع هذا الوليد.. غير أن الأب لا يستسلم وليس بأسير اتجاه المولود بل هو في موقع المستولى، وفي الحقيقة أن الأم بمثابة الخادمة للمولود وهي مستسلمة وأسيرة بين يديه والأب كالخادم الذي يفرض سيطرته على الأم والطفل ويمرر توصياته ورغباته وصولا لما تحتاجه العائلة.

تمتاز حالة التمكين من قبل الأم بأن الجانبين يستفيدان من بعضهما وثمرتها المودة والرحمة، وتولد المحبة، أما حالة التسليم للمولود فالأم تشعر فيه بأن العلاقة بينها وبين الطفل من جانب واحد وأنه سيقابلها في المستقبل باللامبالاة. لقد ثبت أن آلام الولادة تخلق المحبة في نفس الأم؛ فبدل أن تكون الآلام مدعاة للانتقام تصير عاملاً لزرع محبة المولود في قلب أمه وعلى هذا فإن الأم التي لا تحب تجرع آلام الولادة لن تحب المولود الذي يفترض أن تحبه.

ينبغي للأم أن تطرد من مخيلتها فكرة أن التمكين وحده الذي يمتاز بارتباط ثنائي ومتقابل يراعي فيه كل من الجانبين ارضاء الطرف الآخر، وأن حالة التسليم تتصف بكونها -حسب تصورها - حباً من جانب واحد وأنها وحدها التي تترجم حنان الأمومة المكنونة فيها على صعيد الواقع مع الطفل، فالأمر ليس كذلك..

إن هذا الكيان الصغير يرى كل شيء في الكون ملكاً للأم، إنه يرى بأن الخلقة كلها معلقة بصدرها - بثدييها - الذي هو مصدر غذائه المادي والمعنوي.. إن كافة المخلوقات تعرف من خلال الأم (ربما لم يتطرق إلى هذا المعنى أحد من قبل أو لم يلتفت إليه أحد).

ينم قوله (عز وجل) {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74]، عن تقدير أكبر للزوجة قياساً بالذرية حيث قدمت (الأزواج) على (الذرية)، ولو احتضن الأب أو الأخ أو الأخت المولود فإن الأخير سيبحث بفمه الصغير المتلهف وبحركاته المتسارعة عن شيء لا ولن يجده إلا عند الأم، من هنا يرى المولود الخلقة برمتها ملخصة بوجود الأم مما يعني أنها قرة عين الخلقة جميعاً، وهو نفس المفهوم القرآني.

على الهامش.. كلمات موجهة لأطباء النسائية والتوليد؛ فأولئك الذين يتهافتون على المال ويسارعون إلى تمرير السكين على بطن الحامل بمجرد أن تبدأ آلام الوضع معتبرين ذلك واحدا من مفاخرهم عليهم أن يعلموا بأن آلام الوضع لا تكون فقط في نشوء محبة بين المولود وبينها فحسب وإنما تعطي الضغوط التي يواجهها داخل الرحم زخماً وقوة أكبر على تحمل صعاب الحياة في الوقت الذي لا يمتلك الأطفال المولودون عن طريق العملية القيصرية ـ فتح البطن - مثل هذه القوة - إن الرجل ليتمنى عادة أن تكون له زوجة وذرية يكونون قرة عين له، غير أنه لا بد من مساءلته بعد مضي وقت على الزواج إن كان حافظ على هذه الأمانة التي أودعت بيده بصورة صحيحة، أم لا؟!.

رغم أن تفسير القرآن الكريم من شأن كبار العلماء وأراني أرتعش كلما حاولت الاقتراب من معاني الآيات الشريفة إلا أنه وانطلاقاً من الحديث الشريف لسيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله): (اختلاف أمتي رحمة) أحاول، ما وفقني الله تعالى، أن أنقل ما أعرفه من الإسلام الحنيف بواسطة هذا الجيل إلى الأجيال المقبلة وأود أن تكون الأبواب التي أطرقها من المصحف الشريف.

إن التركيز على (قرة العين) التي أوردها القرآن الكريم إنما للأهمية التي يحظى بها الموضوع خاصة إذا ما عرفنا بأنه يستخدم مصطلح (الزواج) للحالات الثلاث للمرأة بعد الزواج؛ أي أنها زوجة قبل الحمل وهي زوجة عند الحمل وأيضاً حين الرضاعة، ولهذا كانت قرة العين في المراحل الثلاث. والأظرف من ذلك أن الكتاب العزيز أورد ذكر الأزواج دوماً إلى جانب ذكر الذريات بل وقدمه على الثاني مما يعني أنه جعل الأم دوماً إلى جانب ولدها الذي هو قرة عينها أيضاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ نهج البلاغة.

2ـ بحار الأنوار: ج1، ص129. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.