المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Johann van Waveren Hudde
24-1-2016
الغريزة والايمان
2023-10-11
Structure of the Alkyl Group, R, in SN2 Reactions
5-1-2022
المستضد الجيني السرطاني (Carcinoembryonic antigen (CEA
30-11-2020
ميرزا معصوم الرضوي
11-2-2018
اثر سلطة الادارة في حماية الاخلاق العامة في حرية العمل
2-4-2017


الحذر من علاقات الشباب  
  
1063   11:29 صباحاً   التاريخ: 2023-02-14
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص379ــ384
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

في البناء او الهدم الاخلاقي او السلوكي للشباب، يلعب الاصدقاء دوراً غاية في الاهمية، اذ قد يقودون اقرانهم الى الصفات الحسنة والفضائل او ان يتسببوا في السقوط والانحطاط الاخلاقي والثقافي وحتى السياسي. بصورة عامة تظهر العلاقات بمجرد الخروج من البيت، وهي قد تجعل منهم هادئين او عصاة، ومن هنا فان العلاقات والاحاديث والاستماع وقضاء الاوقات لابد من ان يوضع تحت الرقابة المستمرة.

• العلاقات في سن البلوغ:

قلنا ان من مواصفات فترة البلوغ النزوع الى بناء الصداقات، فمنذ سن الثانية عشر يشرعون بالبحث عن اصدقاء يقيمون معهم روابط صداقة. وهي غالباً ما تكون اقرب الى السطحية وتحصل بين اصدقاء اللعب .

ومنذ حدود سن (١٥) والى سن (٢٠) تتخذ الصداقات شكلاً اخراً اكثر ثباتا، وغالبا ما تستمر الى سن الشيخوخة وهم يشعرون بالانزعاج من تدخلات الوالدين. مع ان ذلك ضروري جداً ومن وجهة نظر تربوية فان دور الاصدقاء كبير جداً لأنهم قد ينقلون صفاتهم السيئة او الحسنة الى اصدقائهم وقد يقلدون اصدقائهم الاقوياء وهذا التقليد ينطوي احياناً على مخاطر.

ان الاحساس بالحقارة والحاجة الى اصدقاء قد يؤدي الى الاستجابة لكل الطلبات، وحتى السيئة منها، لكي يتحرر من هذه الحقارة وافراط الوالدين في السيطرة على العلاقات او عدم القبول بما يختارونه يسبب القلق لديهم والشعور بالكراهية للآباء.

• طموحاتهم:

انهم يتوقعون من الوالدين قبول صداقاتهم واحترامها وان يتفهموا وان يحسبوا حسابها، وحتى ان يرتبوا وضع المنزل، وان يتظاهروا من الناحية الاقتصادية بحالة لا تثير حياءهم.

انهم يرغبون بالتظاهر بأوضاع اكبر مما هي عليه في الواقع امام اصدقائهم، وقد تظهر عندهم مبالغات في الاقوال من اجل جذب الانظار. ويتوقعون من الاصدقاء ان يمدحونهم وكذلك يتوقعون من اصدقائهم منحهم المحبة والوفاء والاحتفاظ بالأسرار والمساعدة في حل المشاكل او النزاعات. انهم سرعان ما يألفون اقرانهم. وكل ذلك ربما يكون مصدر خطر كبير واغلب الانحرافات تنشأ من هذه الموارد. 

• فوائد العلاقات:

العلاقات للشباب مفيدة ومهمة. اذ انها تخرجهم من الوحدة والانزواء وتهدء من نفوسهم المضطربة وتفكك عقدهم وتقلص من الانفعالات والى حدود تشعرهم بذواتهم.

فوجود الاصدقاء يوسع من دائرة رؤيتهم ويمنحهم القدرة بمساعدة الاصدقاء على حل مشكلاتهم او على الاقل يتعرفوا على انهم ليسوا وحيدين بل ان الاخرين ذوي معاناة مشابهة وهذا مؤثر في منحهم السكون.

فاذا كان الاصدقاء مؤمنين وملتزمين بدينهم، فانهم حتما سيتركون في اصدقائهم اثار جيدة وسيسوقونهم باتجاه السعادة لأن الناس بصورة تلقائية يتأثرون بأصدقائهم سواء شاؤوا أم أبواً ويتخذون من بعض سلوكياتهم نموذجاً للاقتداء وهذا عنصر ايجابي بالنسبة للمربين.

كما أن الكثير من الانحرافات يمكن ان تعالج من قبل الاصدقاء الخيرين، فانتقادهم وابداء وجهات النظر بخصوص بعض تصرفاتهم ربما يؤدي الى تغييرها وتوجيهها نحو جهات اخرى لأنهم غالباً ما يسمعون من اقرانهم وزملائهم ويطبقون ما يسمعون اكثر مما لو صدر من الاخرين.

• مخاطر العلاقات:

في نفس الوقت الذي تؤدي فيه العشرة الى فوائد جمة فإنها لا تخلو من مخاطر وعلى الوالدين أن لا يغفلوا عن علاقات ابنائهم اذ ان الكثير من الانحرافات تتم بدفع من الاصدقاء وايحائهم. فحين يصدر فعل شيء من احدهم فانه يصبح برنامج للآخرين يسهل لهم سبيل السوء مدعين ان هذا السيء هو اسوء منهم.

وفي بعض الحالات يساهم الاصدقاء في تعيين سلوكيات اصدقائهم خصوصاً اذا تم تشكيل فرق او تشكيلات تقود اعضاءها نحو الفساد من خلال المشاركة في النزهات والمسابقات والتخطيط لبعض المفاسد الجماعية.

انهم يذهبون الى منازل اصدقائهم ويضلون معاً حتى ينسون العودة الى منازلهم وعندما يفترقون فان بعضهم يستحي لطول غيابه عن والديه.

الشباب يتعرضون لخطر العلاقات وعلى الاباء ان يتحسبوا منها. فالإدمان. والخطط الخطرة تتم بسرية وذكاء لا يتمكن الاباء من اكتشافها.

• الحاجة الى المتابعة:

بناءً على ما ذكرنا فان عملية ضبط العلاقات ستصبح واجب على عاتق الوالدين. فالشباب لا يضعون اي ضوابط بالنسبة لإقامة العلاقات ثم انها غالباً ما تتم في اوساط بعيدة عن الوالدين، ولهذا فهي ستكون منشأ لمخاطر وعوارض غير مطلوبة، وربما سببت افكار خاطئة من هذا النوع من الوقائع، منها القول بان الشباب كبروا ولا يحتاجون الى قيّم عليهم، مع ان هذا لا يعني التخلي عن القيود والضوابط بل ان هذه السن تحتاج الى الكثير من المتابعة والضوابط.

والمهم ان هذه الضوابط يجب ان توضع بصورة غير مباشرة وبصورة مقبولة وان تشعره بالخجل امام اصدقائه، ولهذا فان على الوالدين ان يواجهوا اصدقاء ابنائهم بطريقة ايجابية وان لا يهملوهم بل ربما يسمحوا لهم بالذهاب والاياب الى المنزل ليكونوا تحت نظر الاباء.

فما يقوم به بعض الاباء من منع دخول اصدقاء ابنائهم الى منازلهم لابد أن يؤخذ فيه النتائج المتوقعة من وراء هذا التصرف، فهل ان ابنائكم سيتخلون عن اصدقائهم ام ان هذه العلاقة ستستمر بعيداً عن انظار الوالدين؟

وفي مثل هذه الحالة من الافضل ان نسمح بهذه العلاقة بطورها المعروف لنا وان تستمر امام انظارنا.

• المساعدة في بناء الصداقات:

ان ابناءنا في هذه السن يقفون على مفترق طرق، فضلاً عن صعوبة الاختيار التي تواجههم فهم ابتداءً يقدمون على اقامة علاقة بعيون مغمضة، ومع اول فرد يتقدم لكسب صداقتهم. وهذه القضية طبعاً غاية في الخطورة وتحتاج الى تنبيهات متواصلة.

نحن نرى ان مصلحة الاسرة والاولاد تفرض على الوالدين ان يساهموا في اختيار اصدقاء لأبنائهم وان يوجهوهم لإقامة علاقة مع الناس المؤمنين، مع السعي لإقامة علاقة بين الاباء انفسهم وهذا سيؤثر في تعاون الاباء باتجاه منع وقوع الانحرافات وقطع الطريق عليها.

• توجيه الشباب:

لتوجيه الاباء وارشاداتهم اثار غاية في الاهمية وفي تكرار هذه الارشادات فائدة اكبر واثار افضل وخصوصا اذ ذكرنا احاديث وقصص في هذا الاطار تحذر من اقامة علاقة مع الافراد عديمي الايمان.

ومن الضروري ان نضع بين ايديهم تصورات واسباب عن اقامة هذه العلاقات وفيما يخص المصالح والمفاسد، لكي يبتعدوا عن اولئك الذين يشكلون خطراً عليهم، وان يختاروا من يتصفون بالطهارة وينتمون الى عائلات محترمة.

كما يجب ان ننبههم ونفهمهم بان الضرورة تملي عليهم عدم اقامة علاقة مع المنحرفين الذين يسودون صفحات حياتهم ويملؤون اذهانهم بالأفكار المنحرفة وذلك بواسطة سرد القصص التي تتحدث عن نهايات المنحرفين، بما يفيد ان عملاً خاطئاً سيمثل نقطة سوداء في حياته وحياة اسرته ويسوء مستقبله الى نهاية عمره. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.