أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-02
930
التاريخ: 9-11-2021
1899
التاريخ: 2024-04-09
944
التاريخ: 14-6-2022
1906
|
في البناء او الهدم الاخلاقي او السلوكي للشباب، يلعب الاصدقاء دوراً غاية في الاهمية، اذ قد يقودون اقرانهم الى الصفات الحسنة والفضائل او ان يتسببوا في السقوط والانحطاط الاخلاقي والثقافي وحتى السياسي. بصورة عامة تظهر العلاقات بمجرد الخروج من البيت، وهي قد تجعل منهم هادئين او عصاة، ومن هنا فان العلاقات والاحاديث والاستماع وقضاء الاوقات لابد من ان يوضع تحت الرقابة المستمرة.
• العلاقات في سن البلوغ:
قلنا ان من مواصفات فترة البلوغ النزوع الى بناء الصداقات، فمنذ سن الثانية عشر يشرعون بالبحث عن اصدقاء يقيمون معهم روابط صداقة. وهي غالباً ما تكون اقرب الى السطحية وتحصل بين اصدقاء اللعب .
ومنذ حدود سن (١٥) والى سن (٢٠) تتخذ الصداقات شكلاً اخراً اكثر ثباتا، وغالبا ما تستمر الى سن الشيخوخة وهم يشعرون بالانزعاج من تدخلات الوالدين. مع ان ذلك ضروري جداً ومن وجهة نظر تربوية فان دور الاصدقاء كبير جداً لأنهم قد ينقلون صفاتهم السيئة او الحسنة الى اصدقائهم وقد يقلدون اصدقائهم الاقوياء وهذا التقليد ينطوي احياناً على مخاطر.
ان الاحساس بالحقارة والحاجة الى اصدقاء قد يؤدي الى الاستجابة لكل الطلبات، وحتى السيئة منها، لكي يتحرر من هذه الحقارة وافراط الوالدين في السيطرة على العلاقات او عدم القبول بما يختارونه يسبب القلق لديهم والشعور بالكراهية للآباء.
انهم يتوقعون من الوالدين قبول صداقاتهم واحترامها وان يتفهموا وان يحسبوا حسابها، وحتى ان يرتبوا وضع المنزل، وان يتظاهروا من الناحية الاقتصادية بحالة لا تثير حياءهم.
انهم يرغبون بالتظاهر بأوضاع اكبر مما هي عليه في الواقع امام اصدقائهم، وقد تظهر عندهم مبالغات في الاقوال من اجل جذب الانظار. ويتوقعون من الاصدقاء ان يمدحونهم وكذلك يتوقعون من اصدقائهم منحهم المحبة والوفاء والاحتفاظ بالأسرار والمساعدة في حل المشاكل او النزاعات. انهم سرعان ما يألفون اقرانهم. وكل ذلك ربما يكون مصدر خطر كبير واغلب الانحرافات تنشأ من هذه الموارد.
• فوائد العلاقات:
العلاقات للشباب مفيدة ومهمة. اذ انها تخرجهم من الوحدة والانزواء وتهدء من نفوسهم المضطربة وتفكك عقدهم وتقلص من الانفعالات والى حدود تشعرهم بذواتهم.
فوجود الاصدقاء يوسع من دائرة رؤيتهم ويمنحهم القدرة بمساعدة الاصدقاء على حل مشكلاتهم او على الاقل يتعرفوا على انهم ليسوا وحيدين بل ان الاخرين ذوي معاناة مشابهة وهذا مؤثر في منحهم السكون.
فاذا كان الاصدقاء مؤمنين وملتزمين بدينهم، فانهم حتما سيتركون في اصدقائهم اثار جيدة وسيسوقونهم باتجاه السعادة لأن الناس بصورة تلقائية يتأثرون بأصدقائهم سواء شاؤوا أم أبواً ويتخذون من بعض سلوكياتهم نموذجاً للاقتداء وهذا عنصر ايجابي بالنسبة للمربين.
كما أن الكثير من الانحرافات يمكن ان تعالج من قبل الاصدقاء الخيرين، فانتقادهم وابداء وجهات النظر بخصوص بعض تصرفاتهم ربما يؤدي الى تغييرها وتوجيهها نحو جهات اخرى لأنهم غالباً ما يسمعون من اقرانهم وزملائهم ويطبقون ما يسمعون اكثر مما لو صدر من الاخرين.
في نفس الوقت الذي تؤدي فيه العشرة الى فوائد جمة فإنها لا تخلو من مخاطر وعلى الوالدين أن لا يغفلوا عن علاقات ابنائهم اذ ان الكثير من الانحرافات تتم بدفع من الاصدقاء وايحائهم. فحين يصدر فعل شيء من احدهم فانه يصبح برنامج للآخرين يسهل لهم سبيل السوء مدعين ان هذا السيء هو اسوء منهم.
وفي بعض الحالات يساهم الاصدقاء في تعيين سلوكيات اصدقائهم خصوصاً اذا تم تشكيل فرق او تشكيلات تقود اعضاءها نحو الفساد من خلال المشاركة في النزهات والمسابقات والتخطيط لبعض المفاسد الجماعية.
انهم يذهبون الى منازل اصدقائهم ويضلون معاً حتى ينسون العودة الى منازلهم وعندما يفترقون فان بعضهم يستحي لطول غيابه عن والديه.
الشباب يتعرضون لخطر العلاقات وعلى الاباء ان يتحسبوا منها. فالإدمان. والخطط الخطرة تتم بسرية وذكاء لا يتمكن الاباء من اكتشافها.
بناءً على ما ذكرنا فان عملية ضبط العلاقات ستصبح واجب على عاتق الوالدين. فالشباب لا يضعون اي ضوابط بالنسبة لإقامة العلاقات ثم انها غالباً ما تتم في اوساط بعيدة عن الوالدين، ولهذا فهي ستكون منشأ لمخاطر وعوارض غير مطلوبة، وربما سببت افكار خاطئة من هذا النوع من الوقائع، منها القول بان الشباب كبروا ولا يحتاجون الى قيّم عليهم، مع ان هذا لا يعني التخلي عن القيود والضوابط بل ان هذه السن تحتاج الى الكثير من المتابعة والضوابط.
والمهم ان هذه الضوابط يجب ان توضع بصورة غير مباشرة وبصورة مقبولة وان تشعره بالخجل امام اصدقائه، ولهذا فان على الوالدين ان يواجهوا اصدقاء ابنائهم بطريقة ايجابية وان لا يهملوهم بل ربما يسمحوا لهم بالذهاب والاياب الى المنزل ليكونوا تحت نظر الاباء.
فما يقوم به بعض الاباء من منع دخول اصدقاء ابنائهم الى منازلهم لابد أن يؤخذ فيه النتائج المتوقعة من وراء هذا التصرف، فهل ان ابنائكم سيتخلون عن اصدقائهم ام ان هذه العلاقة ستستمر بعيداً عن انظار الوالدين؟
وفي مثل هذه الحالة من الافضل ان نسمح بهذه العلاقة بطورها المعروف لنا وان تستمر امام انظارنا.
• المساعدة في بناء الصداقات:
ان ابناءنا في هذه السن يقفون على مفترق طرق، فضلاً عن صعوبة الاختيار التي تواجههم فهم ابتداءً يقدمون على اقامة علاقة بعيون مغمضة، ومع اول فرد يتقدم لكسب صداقتهم. وهذه القضية طبعاً غاية في الخطورة وتحتاج الى تنبيهات متواصلة.
نحن نرى ان مصلحة الاسرة والاولاد تفرض على الوالدين ان يساهموا في اختيار اصدقاء لأبنائهم وان يوجهوهم لإقامة علاقة مع الناس المؤمنين، مع السعي لإقامة علاقة بين الاباء انفسهم وهذا سيؤثر في تعاون الاباء باتجاه منع وقوع الانحرافات وقطع الطريق عليها.
لتوجيه الاباء وارشاداتهم اثار غاية في الاهمية وفي تكرار هذه الارشادات فائدة اكبر واثار افضل وخصوصا اذ ذكرنا احاديث وقصص في هذا الاطار تحذر من اقامة علاقة مع الافراد عديمي الايمان.
ومن الضروري ان نضع بين ايديهم تصورات واسباب عن اقامة هذه العلاقات وفيما يخص المصالح والمفاسد، لكي يبتعدوا عن اولئك الذين يشكلون خطراً عليهم، وان يختاروا من يتصفون بالطهارة وينتمون الى عائلات محترمة.
كما يجب ان ننبههم ونفهمهم بان الضرورة تملي عليهم عدم اقامة علاقة مع المنحرفين الذين يسودون صفحات حياتهم ويملؤون اذهانهم بالأفكار المنحرفة وذلك بواسطة سرد القصص التي تتحدث عن نهايات المنحرفين، بما يفيد ان عملاً خاطئاً سيمثل نقطة سوداء في حياته وحياة اسرته ويسوء مستقبله الى نهاية عمره.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|