أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2022
1287
التاريخ: 22-8-2022
929
التاريخ: 9/9/2022
1093
التاريخ: 2023-02-10
3669
|
مفهوم الأزمة وتعريفها
(الأزمة) لغويا: أزم (الأزمة) الشدة والقحط ، و (أزم) عن الشيء امسك عنه، وبابه ضرب و (المأزم) المضيق، وكل طريق ضيق بين جبلين (مأزم) وموضع الحرب أيضا ( مأزم) ومنه سمى (الموضع) الذي بين عرفه (مأزمين) (1).
(فأزم) اشتد قحطه، والعصر اشتد وتأزم القوم أصابتهم أزمة تألموا لازمة الزمان، و(الأزمة) الشدة والضيقة، ونقول: أزمة اقتصادية وسياسية، و أمنية واجتماعية، وخدمية(2).
إما عالميا فقد أطلق الصينيون القدماء على كلمة (الأزمة) (Crisis) اسم ويجي Wei-ji كلمة مكونة من مقطعين هما خطر (Danger) وفرصة (Opportunity)، أي أن )الأزمة) تنطوي على الخطر الذي يلحق بالأفراد والمؤسسات إن تعالجه وفرصة عليها أن تغتنمها، كذلك استخدام الإغريق القدماء لكلمة (أزمة) في علم الطب، فعدوا الأزمة كلمة ذات دلالة على وجود نقطة تحول مهمة او لحظات مصيرية في تطور المرض، يتوقف عليها أما شفاء المريض خلال مدة قصيرة وإما موته(3) ويشير معجم (Webster) إلى كلمة (Crisis)، وهي من أصل لاتيني، وتعود بدورها الى الأصل الإغريقي (Krineir)، وتعني: نقطة الانتقال إلى الأحسن او إلى الأسوأ من مرض حاد(4). إما قاموس (oxford)، فتعني (crisis) نقطة تحول، مرحلة الخطر إلى أزمة ومن ثم إلى نقطة صعبة (5).
وقد شاع استخدام مصطلح (الأزمة) في القرن السادس عشر في المعاجم الطبية، وتم اقتباسه في القرن السابع عشر للدلالة على ارتفاع درجة التوتر في العلاقات بين الدولة والكنيسة، وتكرر استخدامه في القرن التاسع عشر للدلالة على ظهور مشكلات خطيرة او لحظات تحول فاصلة بتطور العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية(6)، ثم بدأ التوسع في استخدام مصطلح )الأزمة) في إطار علم النفس عند الحديث عن أزمة الهوية، كذلك استخدمه الديموغرافيون، عند حديثهم عن أزمة الانفجار السكاني والسفر وقد تم استخدامه ليدل عن تداخل الأزمة في العلوم عليه(7)، وعندما حل القرن العشرون، وتفاعلت فيه الكثير من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والعلمية شاع استخدام كلمة (الأزمة)، فعرف العالم (الأزمة الاقتصادية)، عام 1929 وما تلاها من أزمات سياسية وعسكرية أدت إلى نشوب الحرب العالمية الثانية(8). وتجدر الإشارة إلى أن القرآن الكريم قد تناول الإنذار بالأزمة في زمن النبي نوح (عليه السلام) في قوله تعالى (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالا فاتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين((9) كذلك بدأ التنبؤ بالأزمة من رؤيا رآها ملك مصر كما بقوله تعالى (يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وآخر يابسات لعلي ارجع إلى الناس لعلهم يعلمون((10) كذلك قوله تعالى (فان مع العسر يسرا)(11) وفي هذه الآية ما ينسجم مع التعاريف اللغوية السابقة (للازمة) على أنها نقطة تحول نحو الأسوأ أو الأحسن.
وقد تعددت التعاريف المستخدمة في تحديد مفهوم الأزمة، ولكن قراءة معمقة لهذه التعاريف تؤكد ان تعددها يعود الى اختلاف النظرة الى الأزمة والى اختلاف الجانب الذي يجري التركيز عليه من بين الجوانب المختلفة للازمة الأمر الذي يتيح إمكانية القول ان تعدد وتنوع هذه التعاريف لا ينفي تمامها. ويرى )وليم كونت( الأزمة بأنها تلك النقطة الحرجة واللحظة المناسبة التي يتحدد عندها مصير تطور ما) (12). ويعرف (جوناثان روبرت( الأزمة بأنها (مرحلة الذروة في توتر العلاقات في بنية استراتيجية وطنية او إقليمية او محلية) (13)، وكذلك تعرف على انها نقطة تحول في موقف مفاجئ يؤدي الى أوضاع غير مستقرة ما بعد المصالح والبنية الأساسية، وتحدث عنها نتائج غير مرغوب بها، كل ذلك قد يجري في وقت قصير يلزم معه اتخاذ قرار محدد للمواجهة تكون فيه الأطراف المعنية غير مستعدة او قادرة على مواجهة الأزمة، وتظهر الأزمة عندما تخرج المشكلات عن السيطرة(14). و(الأزمة) كما يعرفها (ستيفن البير) هي )ذلك الحدث السلبي الذي لا يمكن تجنبه آيا كانت درجة استعداد المنظمة ) (15). ويعرف )بشير العلاق( الأزمة بمفهومها العام تعني تهديدا خطيرا متوقعا او غير متوقع لأهداف وقيم ومعتقدات، وممتلكات سواء أكانت تابعة للإفراد ام المنظمات ام الحكومات ام البلدان والتي تحد من القدرة على اتخاذ قرارات فعالة او سريعة)(16)، كذلك تعرف الأزمة (بأنها موقف مفاجئ يهدد مصالح المنشاة وصورتها قبالة الجماهير، مما يستدعي اتخاذ قرارات سريعة لتصويب الأوضاع حتى تعود الى مسارها الطبيعي)(17)، في حين يعرفها الدكتور (عبد الرزاق الدليمي)، فيقول هي (مشكلة تكبر وتنحرف عن المسار الطبيعي للإحداث، كما ان مواجهة الأزمة يستجوب عملا وتخطيطا غير عاديين بل يعمد الى ابتكار أساليب ووسائل تمكن من الإحاطة بها واستيعابها ، ومعالجة إفرازاتها بشكل قويم) (18).
كما تعرف (الأزمة) بأنها: (حدث يكون له تأثير شديد في المنظمة ووظائفها وجمهورها الأساسية وإذا لم يتم التعامل مع هذا الحدث بطريقة صحيحة، فانّه يهدد قواعد المنظمة الأساسية، ويحد من قدراتها على القيام بمهمتها، والحفاظ على شرعيتها وسمعتها) (19).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الشيخ محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي مختار الصحاح (الكويت دار الرسالة، 1992)، ص 15
2- لويس معلوف المنجد في اللغة والإعلام، ط27، لبنان، دار المشرف، 1984)، ص73.
3- عبد الباري إبراهيم درة، نبيل خليف المجالي العلاقات العامة في القرن الحادي والعشرين مصدر سبق ذكره، ص372.
4- Webster Third. New Dictioary (new York Portland House, 1979) p-270
5- in The English Text oxford university p. press in The Arabic Text Tan seen KhayaT. 1980) p.
6- عبد الباري، نبيل خليف المجلي، العلاقات العامة في القرن الحادي والعشرون ، مصدر سبق ذكره، ص373.
7- نعيم إبراهيم الظاهر، إدارة الأزمات، عمان، عالم الكتاب الحديثة، 2009)، ص9.
8- عبد الباري إبراهيم نبيل خليف المجالي مصدر سابق ذكر، ص 737.
9- سورة هود / أية 32.
10- سورة يوسف آية 46.
11- سورة الانشراح /أية 5.
12- أديب خضور الإعلام والأزمات (دمشق المكتبة الإعلامية، 1999)، ص7.
13- أديب خضور الإعلام والأزمات، مصدر سبق ذكره، ص7.
14- نزار مهيوب دور العلاقات العامة في الأزمات، استرجع بتاريخ 2012/1/25 من httpi // www. mediapr - sy. com
15- محمد جاد الله إدارة الأزمات، عمان، دار أسامة للنشر والتوزيع، 2012، ص9.
16- بشير العلاف العلاقات العامة في الأزمات، عمان، دار اليازوري للنشر، 2009)، ص57.
17- محفوظ احمد جودة مدخل الى العلاقات العامة والإعلان (دمشق)، جامعة العلاقات الدولية، 2009، ص209.
18- عبد الرزاق محمود الدليمي، الدعاية والإرهاب، عمان، دار جرير للنشر والتوزيع، 2012، ص 27.
19- راسم محمد جمال خيرت معوض عياد إدارة العلاقات العامة مدخل استراتيجي، ط2، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 2008)، ص334
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|