أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-07
1456
التاريخ: 2023-10-02
1107
التاريخ: 2023-04-25
978
التاريخ: 12-7-2019
2090
|
ان لأغلبنا اواصر تجمعنا مع الشباب بنحو وآخر، كما ان لنا الاطلاع الوافي بأهميتهم ودورهم الاساس سواء في الوقت الراهن أو في المستقبل.
ان مسؤولية تربية وتوجيه الشباب تقع على عاتقنا جميعاً ولا تنحصر بالآباء والمربين وذلك لأنها قضية انسانية يجب ان نساهم فيها جميعاً. اذ لابد من تنمية طاقاتهم وايصالهم الى المستوى اللائق للمشاركة في ادارة امور المجتمع.
ومن أجل ارشادهم وتمكينهم من تحقيق ذواتهم لابد من الالمام بمعرفتهم والاطلاع الكافي على جميع حالاتهم وظروفهم اذ لا يتسنى اداء دورنا تجاههم دون ذلك.
وسنتطرق الى المناهج والخطط التي يجب ان نتبعها لتربية الشباب وتوعيتهم تجاه الامور الاساسية في الحياة وذلك في فصول لاحقة.
ـ الشباب ذخائر البلد:
ان الشباب هم كنوز غنية للمجتمع . ومن الخطأ ن نكتفي بعد ثروات بلد ما دون ان نضع طاقات الشباب في الحسبان، اذ ثمة بلدان كثيرة تمتلك ذخائر وثروات وخيرات كثيرة لكنها تفتقد القوى الفاعلة التي تستثمرها أي: قدرة الشباب. كما ان هناك بلاد تخلو من الذخائر الثروات والمنابع الطبيعية، لكنها تسير امورها وبقابلياتهم، وترفع هذه البلدان النواقص والاحتياجات اللازمة التي تواجهها من خلال برمجة هذه القدرات واستثمارها بالشكل الصحيح. اذ ان الاستفادة من قدرات الشباب هي ثروة عظيمة بحد ذاتها.
ان الكثير من البلدان ما كان لها ان تتخلف لو انها استعانت بقدرات الشباب، اذ لابد من اعتبارهم ورود وثمار على وشك التفتح والتبرعم؛ ولابد من سقيها ورفع احتياجاتها لكي تثمر ثماراً وافرة.
رغم ان الشباب لم يقضوا من العمر الا قليلاً ورغم ان البعض لا ينظر لهم بعين الاهتمام، لكنهم رجال المستقبل، وان ادارة المجتمع والبلاد ستكون على عاتقهم، كما سيتبوؤن في المستقبل مناصب عديدة ومهام متنوعة. سواء المهام والمسؤوليات الاقتصادية او الثقافية او الاجتماعية او السياسية.
ان حياتهم الاجتماعية تشرع بممارسة دورها بسرعة ملفتة للنظر، اذ سيستلمون مقاليد الكثير من الامور، رغم ان اكثر هذه المسؤوليات هي مسؤوليات عادية، لكنها في نفس الوقت تسدي خدمة للمجتمع وترفع احتياجات ونواقص جمة.
ان دور الشباب يتمثل بدور النشاط والحركة والفاعلية واستلام المسؤوليات. لذا يجب ان يوجهوا توجيها سليماً لكي ينجزوا مهامهم بالنحو الصحيح، وليصيروا عناصر مفيدة في المجتمع ذات دور لا يمكن ان نتغافل عنه. كما من الضروري جداً ان ننمّي عندهم روح العمل واستلام مواقعهم المناسبة في حركة المجتمع، وباختصار يجب ان نشجعهم على العمل الجماعي.
ـ تقويمهم وتوجيههم لإدارة المجتمع:
ان احدى اسباب تخلف بعض البلدان، هو عدم توظيف طاقات الشباب واهمالهم، وفي بلدان اخرى، عدم منح الشباب مكانتهم الحقيقة في المجتمع واعطاءهم ادواراً هامشية لا تساهم في بناء البلد. كما ان سبب تخلف بلدان اخرى هو استلام الشباب مسؤوليات كبيرة لم يؤهلوا لاستلامها، اذ لم تكن هناك برامج تمهيدية؛ كأن تلقى على عاتق الشاب مسؤولية جداً كبيرة لا يدري كيف ينجزها بسبب قصور المربين في توجيهه وتأهيله لها.
تقتضي الضرورة ان يدير الشباب الكثير من المواقع الحساسة والمهمة في المجتمع ويشترط في ذلك امرين اساسيين:
١- الاحاطة بمعرفة قدراتهم وقابلياتهم الحالية منها والمستقبلية.
٢- اعدادهم وتأهيلهم لاستلام المناصب الحساسة.
ان المثابرة في تحقيق هذين العاملين المهمين هو مسؤولية كل مربٍ واعٍ.
ومن أجل انماء روح العمل والادارة عند الشاب، يجب ان يمنح في بداية مرحلة الشباب ادوارا في البيت و المدرسة، فالإسلام يؤكد على مساهمة الشاب في امور البيت وأن يستشار في الامور العائلية.
وعلى المربين ان يعلّموا الشاب الاعراف الاجتماعية والموازين الاخلاقية ورعاية الآداب الاجتماعية وذلك في اثناء العمل او الدور الملقى على عاتق الشاب.
لا يمكن للحياة الاجتماعية ان تدوم دون الاهتمام والعمل بالموازين الاخلاقية.
وتعد تزكية النفس والتحلي بالموازين الاخلاقية ورعاية الاعراف الاجتماعية شروطاً اساسية في تحقيق السعادة، فكم كثيرة هي القابليات والاستعدادات التي تضيع هدراً بسبب الانحراف الاخلاقي.
كما يجب ان نجعل الشاب يتخلى عن الغرور والكبر والنرجسية، والقضاء على الانحرافات الخلقية التي نشأت في مرحلة الطفولة، لان اي انحراف اخلاقي سيتفاقم بمرور الزمان ويسبب كوارث اخلاقية للشاب وللآخرين. ان تأكيدنا على التربية الصحيحة له مبرراته اذ ان خطورة الشاب المنحرف لا تنحصر عليه فردياً فقط، وانما تبدد طاقات وقدرات الاخرين، فالشاب في مثل هذا الوضع يسبب الاضطرابات ويثير القلق عند الاخرين بدل ان يكون عضواً فعالاً في تثبيت الأمن والطمأنينة لنفسه وللآخرين. حينها يكون قد بدد الكثير من الثروات والطاقات.
ان من المشاكل الكبيرة التي تواجه المربين هي ان جسم الشاب قد نما الى حد يجعله يشعر بالغرور والتكبر ويتصور ان له اطلاع تام بجميع الامور، كما انهم يوقعون ابانهم في الخطأ اذ يتصور الاباء ايضاً ان ابنائهم على دراية بالأمور وبإمكانهم ان يسيروا امورهم بأنفسهم. فيما هم في امس الحاجة الى الاستفادة من خبرات وتجارب الماضي والحاضر وان يدركوا الاهمية الفائقة للأمور الثقافية والاقتصادية والعقائدية والاخلاقية والسياسية، اذ انها تلعب دوراً اساسياً في حياتهم لا يمكن الاستغناء عنه. فبدون ذلك سيكونوا فريسة بيد المنحرفين والمستغلين البشعين الذين يترصدون مثل هذه الفرص. لان السبب في وقوع الشباب في فخ المنحرفين هو عدم امتلاكهم المعلومات والخبرات اللازمة في الحياة، وغرورهم وتكبرهم الذي يصور لهم انهم على اطلاع تام بشتى الامور.
ان التربية الصحيحة تمكن الشاب من مواجهة الانحرافات والمآزق وتمنحه الثقة بالنفس لمواجهة مشاكل الحياة.
• الاهتمام بالأبعاد الاجتماعية للشباب:
ان احدى الوظائف الكبيرة التي يسعى الاباء والمربين الى انجازها هي ايجاد التلاؤم والتطابق بين الحياة الفردية للشاب والحياة الاجتماعية. فالشاب الذي عاش تجربة تربية سليمة وصحيحة لن يجد ثمة مشاكل في حياته الاجتماعية وفي تعامله مع الاخرين. كما لن يجد صعوبة في تحقيق استقلاليته ومن هنا يترتب على المربين والموجهين ان يكوّنوا لأنفسهم اطلاع تام بالأرضية الاجتماعية التي يجب اعدادها للشاب ولابد من تعليم الشاب طرق التعامل مع الاخرين والاعراف الاجتماعية السائدة بالإضافة الى واجباته نحو الاخرين.
ان الشاب الموفق في المجتمع هو الشاب الذي ألمَّ معرفةً بالعادات والسنن الاجتماعية وواظب على اداءها وسيطر على نفسه في معترك الحياة ورتب آماله وطموحاته بشكل معقول.
ان هناك فرصته كبيرة لإنماء الروح الجماعية عند الشباب اذ انهم ومنذ سن البلوغ تجتاحهم رغبة كبيرة لمعاشرة الاخرين وان يكون لهم مكانة بارزة في المجتمع.
ان عدم الاهتمام بالشباب هو في الحقيقة بمعنى تبديد اعمارهم وقدراتهم، فهم يشكلون الثروات المستقبلية للمجتمع وللبلاد.
اذ تشير الاحصائيات ان اغلب الشباب الذين وقعوا في هاوية الانحراف، ما كانوا ليقعوا في هذه الهاوية انهم نالوا اهتمام الاخرين وحظوا برعايتهم.
ان سذاجة الشاب واقتناعه بسرعة اضافة الى رهافة شعوره ان لم توجّه نحو المسار الصحيح فإنها ستستغل من قبل المجرمين والمنحرفين. وهذا ما نشهده في الكثير من المجتمعات.
من جهة اخرى، نعلم ان الغرائز والشهوات تكون ناشطة وفي ذروة عنفوانها في مرحلة الشباب، ولذا تعد دافعاً اساسياً يقودهم نحو الانحراف والزلل. ويتضاعف خطورة هذا الدافع حينما يقترن بدوافع خارجية - كأصدقاء السوء - تشجعهم على الغرق في الشهوات ومن ثم الانحراف.
وما يضاعف خطورة هذه المرحلة هو حب الاطلاع عند الشباب وحرصهم على جمع المعلومات، مما يدفع الكثير من ذوي المطامع السياسية الى تلبية هذا الجانب وذلك بمنح الشباب معلومات خاطئة لا يقدر الشباب على تحليلها لوجود الحماس والاندفاع، وفي نهاية المطاف يقعون فريسة للأحزاب او التشكيلات السياسية المنحرفة التي توظف قدرات الشباب من اجل اغراضها ومطامعها اللامشروعة.
لابد من بذل الجهود الكثيفة للحيلولة دون بقاء الفراغ العاطفي والفكري عند الشاب وملء هذا الخلأ قبيل ان يقع الشاب في هاوية الانحراف. فالشبان يشبهون الارض الخصبة، يحصد منها ما يزرع فيها. لذا يجب ان يتم زراعتها بالصحيح والسليم قبل ان يستغلها الاخرون.
ان هداية الشاب تقع على عاتق الافراد المصلحين الدين يتحملون أصعب المسؤوليات وأشقها من اجل هداية الشاب واصلاحه . كما ان توجيه الشاب نحو الخير والفلاح لا يتم إلا بإبراز المحبة والاحترام لهم والتعامل معهم كأصدقاء. ومن الخطأ ان نمنح الشاب حرية اكثر من الحد اللازم لأنها ستتحول عنده الى فوضى وعبثية، وسيطلق العنان حينها لرغباته وشهواته كيفما شاء. لان اكثر الانحرافات تنشأ من الافراط والتفريط، وما نقصده ليس كبت تطلعاتهم وامانيهم وانما برمجتها بنحو يحول دون ان تتفاقم بشكل مرضي لا يمكن السيطرة عليه.
ولابد من ان نسعى لتحسن حياة الشاب وان يصير غده افضل من امسه او كما توصينا الاحاديث الشريفة: ان لا تساوي يوماه.
ان للتعلم الديني والتربية الاسلامية فائدتان عظيمتان، فهي تلبي شعورهم الديني اولاً، وتسيطر على رغباتهم وتحد منها، ثانياً. ومن هنا يتبين ضرورة اطلاعهم على السنن والقوانين الالهية والضوابط الشرعية. فبذلك سنحصنهم من المزالق والانحرافات.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|