النقل والمواصلات: Communication and Transportation

تُعد طرق النقل البرية والبحرية والجوية شرايين النشاط اقتصادي في العالم، ولولاها لما استطاعت دول العالم تبادل منافع السلع المختلفة في ما بينها، فطرق النقل تربط بين مناطق الانتاج ومناطق التوزيع، وكلما كانت طرق النقل متوفرة أدى ذلك إلى سرعة انتقال السلع وانتشارها في الأسواق في الوقت المناسب، وتؤثر تكاليف نقل السلعة بصورة مباشرة في أثمانها عند عرضها في مناطق الاستهلاك. ولذلك أقيمت اليوم شركات عالمية كبرى متخصصة في نقل سلعة معينة من مناطق إنتاجها إلى مناطق تصنيعها، أو إلى أسواق تصريفها مثل شركات نقل زيت البترول الخام، وشركات نقل الفحم ونقل القطن ونقل اللحوم والأسماك المجمدة.

 ولطرق النقل دور كبير في مدى استغلال الموارد الطبيعية بأقاليم العالم المختلفة، فقد ظلت أراضي غرب الولايات المتحدة الأمريكية دون استغلال فترة طويلة قبل افتتاح خطوط السلك الحديدية وربطها بالساحل الشرقي والساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي كان ذلك مساعد على سهولة انتقال السلع من غرب إلى شرق الولايات المتحدة الأمريكية والعكس، ويبدو دور النقل والمواصلات واضحاً بالنسبة لكندا لعدم استغلالها لمناطق واسعة في شمالها، لأن مناطق الاستغلال الاقتصادي لا تتجاوز شبكات الطرق وخطوط السكك الحديدة أو الموانئ حيث يسهل نقل الإنتاج، كما يبدو ذلك من عدم استغلال مناطق واسعة في وسط آسيا، وحوض الكونغو، وحوض الأمازون.

وقد أمكن لروسيا أن تستغل حقول الفحم والحديد العظمى شرق مرتفعات الأورال بعد مد خطوط السكك الحديدية من شرق أوروبا إلى المناطق الداخلية من سيبريا، ونظراً لأهمية النقل والمواصلات في الإنتاج حيث يعد مقوماً رئيساً من مقومات التعدين والصناعة التي ما كانت  لتقوم لولا توافر الطرق السهلة للنقل، والموانئ التي تخدم عمليات الاستيراد والتصدير لهذه المناطق.

 كما يترتب على صعوبة النقل وارتفاع تكاليفه عدم إمكان استغلال بعض السلع غير المرنة أحياناً مثل نقل الأسماك إذا كانت تبعد كثيراً عن مناطق الاستهلاك، أو نقل بعض الفواكه والخضروات من مناطق إنتاجها إلى أسواقها في المدن إذا كانت تكاليف نقلها مرتفعة نظراً لتأثير ذلك في سعر السلع.