العوامل المؤثرة في قيام الزراعة في العالم:

يتأثر الإنتاج الزراعي بالعديد من العوامل التي تتحكم بدرجة كبيرة في قيام هذه الحرفة، بل هي المحدد الرئيسي في تحديد نوعية الزراعة، ويتفاوت أثر هذه العوامل في الزراعة من إقليم لآخر، ومن أهم هذه العوامل: العوامل الطبيعية والعوامل البشرية.

- العوامل الطبيعية:  تشكل العوامل الطبيعية نظاماً بيئياً متكاملاً يؤثر في النظام الزراعي، وهذا ما يؤيده "الحتميون الجدد" أصحاب نظرية "الإمكانات البيئية" من أن البيئة هي التي تحدد النشاط الاقتصادي في العالم. وجدير بالذكر أن هذه العوامل تتميز بنظام استاتيكي ثابت وليس نظاماً ديناميكياً متغيراً، إذ إنه لا تتغير هذه العوامل من فترة إلى أخرى، ومن مكان لآخر كالعوامل البشرية، ومن أهم هذه العوامل:

- الموقع الجغرافي: يؤثر الموقع في الإنتاج بصورة كبيرة، فعلى سبيل المثال تقع استراليا ونيوزيلندا في أقصى الشرق، وتبعد حوالي 18000كيلومتراً عن الأسواق التي تستورد منتجاتها في غرب أوروبا، لهذا تخصصتا في إنتاج سلع لا تتلف أثناء نقلها عبر المسافات الطويلة، كما أن هذه السلع لابد وأن تكون خفيفة الوزن، صغيرة الحجم حتى تتفادى تحمل التكلفة العالية للنقل عبر هذه المسافات الطويلة، كما يجب أن تكون هذه السلع ذات قيمة مرتفعة حتى تستطيع تحمل تكلفة النقل، لهذا تخصصتا في إنتاج الصوف الذي تنطبق عليه الخصائص السابقة.

 وبالتقدم التكنولوجي واختراع المبردات الكبيرة أضافت الدولتان تصدير اللحوم المجمدة تحت درجة حرارة  12° مئوية تحت الصفر، وقد ساعد التقدم التكنولوجي الأرجنتين في الدخول إلى التجارة الدولية للمجمدات أيضاً.

كما يؤثر الموقع في تحديد نوع المحاصيل الزراعية التي تُزرع في الإقليم حسب دوائر العرض إذا ما توافرت لها العوامل الأخرى، كذلك يلعب الموقع أهمية كبرى في استغلال المساحة القابلة للزراعة من عدمها، كما هي في شمال كندا، فقد عطل بُعد المسافة عن أسواق الاستهلاك إلى زراعة كثير من المساحات بغلات زراعية.

وللموقع أثر كبير في الزراعة فحيث توجد المدن الكبرى يهتم الزراع بزراعة محاصيل يزداد الطلب عليها كالخضروات والفاكهة.