المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



كيف نوجه شبابنا نحو الصلاة / مرحلة الاستيقاظ  
  
1266   11:34 صباحاً   التاريخ: 13-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : كيف نوجه شبابنا نحو الصلاة
الجزء والصفحة : ص8ــ15
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

تقترن مرحلة المراهقة ببروز ملامح عديدة للنضوج، بإمكان كل واحدة منها أن تكون أرضية ومصدراً للتكامل والسعادة، وفي حالة عدم ترشيدها قد تكون مبعثاً للشقاء والضياع، وتلخص أهم تلك الملامح في ما يأتي:

١- تيقظ الفطرة

قد لا تكون الفِطرة في أية مرحلة من مراحل الحياة (سوى في السنوات الثلاث الأولى) على هذه الدرجة من اليقظة والانتباه؛ ففي مطلع الحياة تكون الفطرة كالنبع الصافي، متيقظة في أعماق الطفل وفي كل كيانه، وكأنه معصوم كعصمة أي نبي من الأنبياء، ومرتبط بعالم الوحي مباشرة، فلا يسمع منه إلا الصدق، ولا يبدر منه سوى العدل والأمانة، تغمره الفطرة الإلهية السليمة بأمواجها، وترويه بفيضها.

وفي المراحل اللاحقة - وبسبب التربية الخاطئة، والبيئة الاجتماعية غير السليمة وأنماط السلوك غير السوي، والأساليب، والقيم، والمثل، والطموحات التي لا تتناسب والاستيعاب النفسي للطفل.. الخ - تتراكم على فطرة الطفل طبقات من السحب والغبار، فتُحجَبُ شمسُها عن الاشعاع، وهذا ما يجعل الفطرة تبدو وكأنها غارقة في سبات عميق.

وفي مرحلة المراهقة تستجد ظروف وأوضاع يُزاح معها الغبار والتراب عن الفطرة وتشرق شمسها من جديد، فيغدو المراهق وكأن دلواً من الماء البارد قد سكب على فطرته فأيقظها، وهذا هو الاستيقاظ الذي ينبغي استثماره.

٢- الوعي الديني

يبدأ الوعي بالدين منذ سن الثانية عشرة - كما يدعي أهل الخبرة - وبناءً على التجارب التي أجريت في هذا الصدد. أما لدى الشخص السليم والطبيعي، فإن الإيمان بالحقائق أو الحاجة الى العبادة يتضاعف مع تقادم السن.

ويرى بعض العلماء من أمثال كازل المتخصص في قضايا المراهقين: أن مرحلة ذروتها وأزدهارها تنحصر بين سن (14ــ16) عاما، بينما يرى عالم آخر وهو موريس ديبس: بأن بداية التحفز الديني (الشعور الديني) يمثل بداية البلوغ، ويرى آخرون وحتى العلماء الماديون - مثل هذا الرأي بخصوص المراهقين، ويشيرون الى الشعور الذي لديهم بعالم ما وراء الطبيعة.

يعد هذا الوعي لدى المراهق عاملاً للنضوج المعنوي والأخلاقي وسبباً للاستنفار الوقائي، وقد صور أحد العلماء هذا الوضع وكأن الخالق الحكيم قد أعد المستلزمات الضرورية لكبح جماح الغرائز على هيئة إجراء وقائي قبل استفحالها وطغيانها.

٣- تيقظ الرؤية الكونية

تتكون لدى المراهق في هذه المرحلة رؤية خاصة للعالم، فلعله لم يكن قد ذهب الى المدرسة، أو اكتسب علما أو تجربة من الكتب، إلا أن وضعه ينبئ وكأنه يرى الظواهر الكونية بمنظار آخر، أو كأن الظواهر المحيطة به تحدثه عن سر مبدئها ومصيرها.

في هذه المرحلة تتبدل رؤيته الكونية، فيجد في الحياة رونقا وجمالا خاصا، ونظرته للأشياء تختلف تماما عما كانت عليه بالأمس، فيكون هذا الاستيقاظ سبباً أيضاً لمعرفة كونية أعمق، وتوجها نحو العلم والثقافة، وكذلك وسيلة لسوقه نحو خالق الأشياء المدبر المطلق، فيتكون لديه - نتيجة لذلك - شعور بالحاجة الى عبادته ومناجاته.

٤- تيقظ الضمير

الضمير: هو عبارة عن نوع من الوعي الذاتي الداخلي، او قوة إدراك الرذائل والفضائل؛ وهو ما يجعل الإنسان يشعر بالرضا والارتياح عند الإتيان بكل فعل حميد، وبنوع من السلبية والتأنيب الذاتي، مقابل أي تصرف قبيح، فهو يؤدي – إذن - دوراً كالدور الذي يؤديه القاضي في المحكمة.

يستيقظ الضمير في سنوات المراهقة، وتتشكل فيه محكمة، فيكون هو القاضي على نفسه، فان ارتكب خطأً أو ذنبا ألقى اللوم على نفسه، بل وقد يفرض عليها بعض العقوبات؛ كترك اللذة مثلاً، أو تحمل المعاناة... الخ، ومن الواضح أن هذا الاستيقاظ يعد من الألطاف الربانية وعاملاً لتشديد الرقابة الذاتية.

٥- تيقظ الطموح في الرفعة:

قد لا نجد - في أية مرحلة من مراحل نضج الإنسان نظير هذا المستوى من الطموح، والرغبة في التقدم والرفعة، مثلما نجده في مرحلة المراهقة، فالمراهق يتمنى توفر الظروف والامكانات التي تتيح له بلوغ مرحلة السيادة والرفعة، وان يبقى سائراً في هذا السبيل الى ما لا نهاية حتى وإن لم يبذل أي جهد، أو يتحمل أية مشقة لتحقيق غرضه هذا؛ فهو لا يكاد يرى عظمة أو رفعة إلا وتولد لديه طموح في بلوغها.

تجد فيه ميلاً نحو المثالية، ونزوعاً نحو الكمال، بالشكل الذي يتحول في نفسه بالتدريج الى الميل نحو المطلق، والرغبة في مشاهدة كل شيء، وهو في حد الكمال، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية في تمرد المراهقين على الأبوين والمربين، وتخطئة عملهم وسلوكهم، والحكم عليهم بعدم العدالة؛ فهم في هذه السن يمحصون سلوك الكبار، فإن لم يجدوه منسجماً مع معاييرهم أعرضوا عنه.

٦- تيقظ الاستدلال

سن المراهقة هو سن البحوث الدينية والفلسفية والسياسية والأدبية اللامتناهية، فهو –أي المراهق - يتلاعب بالألفاظ مستغلاً الاستدلال المنطقي، والقياس الصوري لإثبات أمر ما، على اعتباره حقيقة لغرض استحصال نتيجة اخرى منه.

ويحاول أيضاً حل مسائله بالدليل والبرهان، خلافاً لأسلوبه السابق، حيث كان يصر على تحقيق أغراضه عن طريق الاكراه والعناد، ولا شك أن تطور قدرته في البرهان والاستدلال منوطة باكتشافه للأفكار العامة التي تبرز في سن 14 عاماً، وهنا تتحقق له القوة التجريدية الفكرية، نتيجة لاكتشافه للعلاقات المنطقية بين الأفكار، من قبيل إمكانية الوصول من المبادئ البسيطة الى البراهين الرياضية، والرجوع من علم الحساب الى الحسابات الجبرية.

إنه يستدل وثبت بأسلوب قسري، ويتصور كل آرائه مبتكرة، فيدفعه هذا التصور الى التمسك بها، كتمسك المكتشف بأقل شيء يكتشفه في حياته، ولكن لا يخفى أن آراء كهذه، رغم كونها جادة إلا أنها فجّة وغير ناضجة وعارية عن المتانة الكافية، ومع ذلك، يعتبر هذا الاستيقاظ منعطفاً في إعادة صياغة حياته ونضوجه.

٧ـ نشاط الغدد

في هذه المرحلة من النمو تنشط الغدد، وتبدأ بضخ إفرازاتها والهورمونية في الدم، وتُفضي بالنتيجة الى إيجاد تغييرات كبرى، وتحولات شديدة في تصرفاته وسلوكه.

من الغدد المهمة التي تتفتح عند المراهق هي الغدد الجنسية التي تثير الصفات الثانوية في البدن، وتحدث فيه التفاعلات المؤدية الى إيجاد التغييرات الجسمية، فيظهر عليه نوع من الفطنة والوعي الذاتي، ولو انه وجه بالشكل الصحيح لمهد السبيل نحو التكامل الجنسي.

.. إنه اليوم مراهق، وسيغدو في المستقبل القريب أباً - أو أماً فيما إذا كانت مراهقة-، فتفتح الغدد الجنسية، وما تفرزه من آثار على شكل احتلام، أو عادة شهرية، يمثل في حقيقة الامر إنذاراً يعلن له بأنك قد كبرت، وبميسورك أن تصبح أباً (أو زوجة او أماً)، وهذا الانذار يعتبر عامل نضج، وقد يكون سبباً للفساد والانحراف.

ومن البديهي أن يكون دور المربي خلاله مهماً للغاية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.