أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-12
934
التاريخ: 2023-04-15
1401
التاريخ: 26-09-2014
5494
التاريخ: 21/12/2022
1175
|
أقول: أن العقل لا يمنع من نزول الوحي إليهم ، و إن كانوا أئمة غير أنبياء(1). فقد أوحى الله (عزوجل) إلى أم موسى: { أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }. فعرفت صحة ذلك بالوحي وعملت عليه ، ولم تكن نبيا ولا رسولاً ولا إماماً ، ولكنها كانت من عباد الله الصالحين...(2).
وأصل الوحي هو الكلام الخفي ، ثم قد يطلق على كل شيء قصد به إفهام المخاطب على السر له عن غيره والتخصيص له به دون من سواه ، وإذا أضيف إلى الله تعالى كان فيما يخص به الرسل (صلى الله عليهم) خاصة ، دون من سواهم على عرف الإسلام وشريعة النبي (صلى الله عليه واله وسلم).
قال الله تعالى: { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ } ، فاتفق أهل الإسلام على أن الوحي كان رؤيا أو كلاماً سمعته أم موسى في منامها على الاختصاص ، قال الله تعالى: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} [النحل: 68] ، يريد به الإلهام الخفي ، إذ كان خاصاً بمن أفرده به دون من سواه فكان علمه حاصلاً للنحل بغير كلام جهر به المتكلم فأسمعه غيره.
وقال تعالى: { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ} [الأنعام: 121] ، بمعنى ليوسوسون إلى أوليائهم بما يلقونه من الكلام في أقصى سماعهم ، فيخصون بعلمهم دون من سواهم ، وقال سبحانه: { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ } [مريم: 11] ، يريد به أشار إليهم من غير إفصاح الكلام ، شبه ذلك بالوحي لخفائه عمن سوى المخاطبين ولسره عمن سواهم.
وقد يري الله سبحانه وتعالى في المنام خلقاً كثيراً ما يصح تأويله ، ويثبت حقه [وتثبت حقيقته] ، لكنه لا يطلق بعد استقرار الشريعة عليه اسم الوحي ، ولا يقال في هذا الوقت لمن طبعه الله أطلعه الله على علم شيء أنه يوحى إليه.
وعندنا: أن الله تعالى يسمع الحجج بعد نبيه (صلى الله عليه واله وسلم) ، كلاما يلقيه إليهم في علم ما يكون ، لكنه لا يطلق عليه اسم الوحى ، لما قدمناه من إجماع المسلمين على أنه لا وحي إلى أحد بعد نبينا (صلى الله عليه واله وسلم) ، وأنه لا يقال في شيء مما ذكرناه: إنه وحي إلى أحد ، ولله تعالى أن يبيح إطلاق الكلام أحياناً ويحظره أحياناً ، ويمنع السماة بشيء حيناً ويطلقها حيناً ، فأما المعاني فإنها لا تتغير عن حقائقها على ما قدمناه(3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- انظر: شرح عقائد الصدوق في نزول الوحي.
2- أوائل المقالات: 78 ، والمصنفات 4: 68.
3- تصحيح الاعتقاد: 99 ، والمصنفات 5: 120.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جامعة كربلاء: مشاريع العتبة العباسية الزراعية أصبحت مشاريع يحتذى بها
|
|
|