استعمالات الأرض للأغراض التجارية

تمثل التجارة أهم مظاهر العلاقة الوظيفة بين المدينة واقليمها فالمدينة هي وسيلة الاتصال والتعامل بين أجزاء الريف وبين الإقليم، فالدور التجاري للمدينة هو الذي يجعلها أداة تكامل الاقليم الريفي، وأن هناك الكثيرون ومن بينهم، بيري ،Bure.B  يعتقدون بأن التجارة هي أول الوظائف التي مارستها المدن، كما ارتفعت نسبة أهمية الوظيفة التجارية في نمو المدن وازدهارها وفي تضخمها نتيجة ثلاثة عوامل رئيسية هي التقدم التقني الذي أدى إلى زيادة الفائض في الانتاج والتطور في مستوى المعيشة الذي تطلب المزيد من السلع والحاجات الضرورية والكمالية ثم تطور تكنلوجيا النقل والحفظ وتنوعها والذي بدوره مكن من تحقيق مجال أوسع للتبادل التجاري.

ومن أهم ما يتميز به الاستعمال التجاري صغر المساحة التي يحتلها، لكنه لا يقوم بخدمة سكان المدينة وحدهم بل يتعداه إلى سكان الاقليم وتزداد حصة هذا الاستعمال وتتسع كلما ازدادت علاقات المدينة التجارية وكبر حجمها، حتى أن تلك العلاقات تصبح عالمية كما هو الحال في الموانئ التجارية، وتمتاز أيضا باحتكارها واحتلالها للمواقع المركزية في المدينة وليس ذلك فحسب بل تحتل الأماكن والأراضي ذات الاسعار المرتفعة جدا نظرا لما يتمتع به الاستعمال التجاري من دفع اعلى الايجارات واغلى الاسعار.