المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



عداء الأطفال  
  
1090   10:56 صباحاً   التاريخ: 20/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص167ــ171
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-2-2018 2193
التاريخ: 18-7-2017 1944
التاريخ: 25-7-2016 2403
التاريخ: 18-1-2016 1991

النزعة العدائية عاطفة طاغية يحاول فيها الشخص تحقيق هدف معين، ويسعى من أجل ذلك الى إزالة جميع الموانع التي تعترض سبيله، وهي ضرورة لا غنى عنها بالنسبة للانسان، وذلك في سبيل الاستفادة منها عند الضرورة في الدفاع عن النفس والعرض.

وعلى ذلك، فإن النزعة العدائية حالة مطلوبة بذاتها؛ شريطة ان لا تخرج عن حد الاعتدال، وتحصل أولاً في الحالات الضرورية. وينبغي على المربي العمل على توجيه هذه الحالة في الانسان، وتربيته على السيطرة عليها.

جذور الحالة

يعتقد يعض علماء النفس أنها حالة متجذرة في اعماق الإنسان؛ وتثير فيه محفزات الدفاع عن نفسه ازاء الأخطار التي تعترض سبيله.

ويرى آخرون أنها حالة اكتسابية تنشأ من البيئة، وتتسبب في حصول انحرافات لدى الفرد الى جانب تمكينه من الدفاع عن النفس. على أية حال، فإنها حالة طاغية وغير مفهومة، ولها تأثيراتها في حياتنا وحياة الأخرين، واساسها تربية الإنسان على الخشية من فقدان مكانته.

وهناك آراء تذهب الى اعتبار النزعة العدائية نتيجة طبيعية لحصول تغيرات كثيرة في الأبعاد الذهنية والنفسية، والعاطفية لدى الفرد. وتعتقد بأنها رد فعل على الفشل الذي يحاول الفرد تجاوزه من خلال هذه الحالة.

النزعة العدائية تختلف عن الغضب؛ اذ أنها حالة ذات جذور عميقة ومزمنة، في حين ان الغضب ثورة آنية، وليس لأي منها علاقة بالأعصاب. والعداء حالة ناتجة من آلام عميقة، والغضب حالة ناتجة من آلام عادية. وفي الغضب تتجلى حالة الطفل من خلال الفاظه، في حين انه يسعى في حالة العداء الى اخفاء مراميه وحتى مشاعره.

اشكال العداء

فيما يخص كيفية ابراز الأطفال لمشاعرهم العدائية والأساليب والطرق التي يتبعونها في ذلك، لابد من القول انها مختلفة ومتنوعة وغالباً ما تبدأ من الأوهام والتخيلات، وتنتهى بالأفعال والتصرفات. وسنشير الى بعض صورها فى ما يلي:

 -الإستهزاء والضحك والتقليد.

 -العنف ومهاجمة الأخرين وحتى الوالدين.

- التلفظ بعبارات وكلمات بذيئة ونابية.

 -التمرد على الأوامر والنواهي.

- مضايقة وايذاء الأخرين.

 -ايراد انتقادات عنيفة وعدائية بهدف ازعاج المقابل.

 -الاساءات اللفظية، وابراز الكراهية لكل من يتسبب في غضبه.

 -افشاء ما يعتبره سراً.

 -العبث والتخريب.

 -الحاق الأذى بالمقابل ورميه بالأشياء.

- عدم الإكتراث باؤلياء الأمور والمربين.

 -فتح وغلق الآبواب وخلق الضوضاء والضجيج.

- البكاء الشديد والحار الذي لا يمكن اسكاته باي نحو من الأنحاء.

-التحليلات القاسية وتهويل الأمور بحيث يصنع من الحبة قبة.

- الإستياء والأنزواء والصمت.

حالات هؤلاء الأطفال

ان للأطفال من ذوي النزعة العدائية حالة اشبه ما تكون بحالة الإضطراب، بحيث يبدو وكأنهم عاجزون عن تكييف أنفسهم مع البيئة. وهم عادة يسعون وراء الظروف والإمكانيات التي تعينهم على ازعاج الطرف المقابل.

كما وتتملكهم في اغلب الأحيان مشاعر وميول تخريبية يحاولون بواسطة التعبير عن نزعاتهم العدائية. ويخططون باستمرار لالحاق الأذى بالمقابل وازعاجه، وحتى انهم عندما يكونون بمفردهم، يتخيلون انفسهم احياناً في موقع الرئاسة والأمر والنهي.

وفي بعض الأحيان تتجلى امارات العدوان من خلال الفاظه وعبارته وكأنه يقول لك لو استطعت لفعلت كذا وكذا؛ لقتلت الجميع، مثلاً ببندقيتي هذه وأرحت نفسي. ويتخيل نفسه في بعض الحالات وكأن بيده سلاحاً نارياً، أو في حالة قيادة طائرة و سيارة ما، ويطلق النار على الأخرين ويدهسهم متعتداً لغرض تهدئة نفسه عن هذا الطريق.

اتجاهات العدوان

يبرز الأطفال عدائهم باشكال مختلفة من قبيل الغضب، والشجار، والضوضاء، وتمريغ انفسهم بالأوساخ، ويسعى هؤلاء الى ايذاء الأخرين وضربهم وازعاجهم واذا عجزوا عن ذلك، عبروا عن معاملتهم بأشكال أخرى. وتتجه النزعة العدائية لدى الأطفال نحو ما يلي:

١ -نحو الأخرين: وفي هذه الحالة يوجم الطفل نزعته العدائية نحو الذين الحقوا به أذئى جسمياً أو نفسياً. وكثيراً ما يتجه عداؤه في الأسرة نحو الذين يحظون برعاية وحب الأبوين اكثر منه او نحو من استحوذ بمفرده على حبهما وعطفهما ومن الطبيعي والحال هذه ان يوجه عداؤه نحو الأطفال الأصغر سناً.

ان امثال هؤلاء الأطفال يسعون عادة الى العثور على اشخاص أضعف منهم، من أجل ان ينفذوا مخططاتهم بشأنهم، الا انهم يخفون نزعاتهم العدائية تجاه من هو أقوى منهم، ويسعون الى ضربه وايذائه بذكاء وكتمان.

٢ -نحو الأشياء والحيوانات: يتجه عداؤه احياناً نحو الأشياء والحيوانات.فعندما يعجز عن مواجهة الآخرين يضرب لعبته بالأرض، أو يرمي القدح بعيداً، او يلكم الجدار، أو يفرغ غضبه على الحيوانات. وكثيراً ما نشاهد اطفالا يحاولون تسكين انفسهم عن طريق ركل الأرض بالأقدام، او ضرب السلم بالأيدي او بخشبه.

٣ -نحو النفس: وأخيراً قد تتجه الروح العدوانية عند الشخص نحو نفسه، ويحصل ذلك عند تفاقم مشاعر الإخفاق لديه واليأس من جدوى المقاومة. وفي مثل هذه الحالة يسعى الى الإحتفاظ بغضبه في داخله، والترويح عن نفسه بواسطة خلق الصخب والفوضى.

وكذلك يستاء الأطفال الذين يتجه عداؤهم نحو انفسهم، فينعزلون في زاوية، ويمتنعون عن الطعام والنظافة والكلام الا نادراً.  

ملاحظة

ينبغي الإشارة إلى هذه النقطة وهي ضرورة تفريق الوالدين والمربين بين ما نعتبره نحن عدواناً، وبين ما يجب اعتباره حالة طبيعية ودفاعية. فلا ينبغي اعتبار الجدل، وحتى الشجار، الذي يحصل بين الأشخاص احياناً حالة عدائية، لأنها مسألة طبيعية تحصل قليلاً أو كثيراً في حياة كل انسان، وتدل على نضوج الفرد ووعيه وذكائه.

ان دفاع المرء عن نفسه امام هجمات الأخرين، وابداء المعارضة والإمتعاض من القضايا التي لا توافق طبعه، تعد حالة طبيعية وضرورية بالنسبة للإنسان، ومن غير ذلك، فمن شأن العدوان ان يتغلب عليه ويعرض حياته الى مختلف المخاطر. الا أن المهم فقط هو ان لا تستمر هذه الحالة وتتحول الى حالة غير طبيعية.

دلالات الروح العدوانية

ينم العداء عند الأطفال عن وجود حالة غير طبيعية لديهم تدل على حاجتهم الماسة الى مزيد من الرعاية والإهتمام والعطف من قبل ذويهم.

ويدل العداء أيضاً على عدم ارتياح الطفل المعني عن وضعه، سواء كان محقاً في ذلك او غير محق، وهو بطبيعة الحال يعد نفسه محقاً بحسب تصوراته، ويرى أن من الواجب الوقوف الى جانبه.

وأخيراً، يدل العداء عند الأطفال على وجود نوع من الإنحراف يرتبط بالبيئة التى يعيشون فى وسطها، ويمكن اصلاحهم وتغييرهم بازالة اسبابه




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.