المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05



الكسل والإهمال عند الأطفال(1)  
  
1059   11:15 صباحاً   التاريخ: 12-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص269 ــ 271
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 2013
التاريخ: 14-11-2017 5887
التاريخ: 7-8-2022 1149
التاريخ: 3/9/2022 1420

من المسائل المهمة التي يبحث عنها وتصاب بها الأسر والمدارس، مسألة الكسل والاهمال عند الأطفال، والتي يعاني الطفل في ظلها من ضغوط شديدة، ويكون الآباء والأولياء قلقين على وضع الطفل ومستقبله بشدة، والمدرسة تسعى كل سعيها لإزالة هذه المسائل.

في بعض الأحيان من الممكن أن يكون الاسلوب الذي نتخذه والتعامل معه بصورة يتضرر الطفل بسببها، وقد تؤدي إلى الانحراف. وفي بعض الموارد من الممكن أن الطفل يسبب الخذلان والاحساس بالفقر والفراغ وحتى يغيّر طريقه ومستقبله.

ضرورة هذا البحث

حول ضرورة هذا البحث توجد حالات كثيرة جديرة بالذكر من جملتها:

1ـ مشكلة البيت والمدرسة وما يسببه من قلق واضطراب، فما أكثر الآباء والأمهات الذين هم متأثرون وقلقون من هذا الموضوع ويبحثون عن طريقة وحل لها.

2ـ مشكلة الطفل أيضاً بسبب صلتها بمستقبله وأيضاً بسبب اللوم والخذلان والتشمّت الذي يسمعه الطفل والذي يسبب له نتائجاً مؤسفة وغير مقبولة. خصوصاً أن تعوّد الأطفال على ذلك الوضع سيؤدي بهم في المستقبل بأن يكونوا أفراداً عاطلين.

3ـ الضرر الاقتصادي والاجتماعي أيضاً توجب أن نضع هذه المسألة ونكشف المشكلة ونرفعها، لأن مستقبل حياة هؤلاء الأطفال بصورة يذهب دخانه في عيون مجتمعنا (كناية عن رجوع الضرر إلينا).

4ـ وبالتأكيد، من المسائل الجديرة بالذكر هي، نجاة الطفل من هذه الأوضاع السيئة، تحرير هؤلاء من الضرب والشتم الشديد، ادخالهم في المجتمعات التي يحسون فيها بالحياة الشريفة، وكذلك بأن لهم شخصية، لا يستحقرون ولا يجرحوا عواطفهم.

5ـ من النكات الاخرى في هذا الموضوع هي المواقف السلبية التي يتخذها الآباء والمربّون بحيث تصبح فيها الأوضاع أسوء بكثير من السابق نحن نظن أن المسؤولين التربويّين لو عرفوا جوانب وأبعاد المسألة بدقة فأنهم يستطيعون القيام بمساعدتهم وسدّ طرق التخلّف والعطالة أمامهم.

اصدار الأحكام العشوائية

من المناسب أن نذكر قبل كل شيء أن بعض الأطفال على أساس الضوابط والقوانين غير كسولين في الواقع. ولكن بسبب اصدار الأحكام الخاطئة يطلق عليهم بـ (الكسالى).

وعلى أساس بعض التحقيقات التي اجريت نجد أن 9 / 28% من الأطفال يتّهمون بالكسل في البيت والمدرسة. ولأجل التوضيح نذكر أن بعض الآباء والامهات يتّهمون أطفالهم بالكسل لأنهم يضنون أن مقدار العمل والجهد الذي يبذله في المدرسة غير كاف خصوصاً أنهم كانا في الماضي أشخاصاً فعّالين ومجدّين وقليلي اللعب، فيريدون أطفالهم كذلك. مع أن هذا الجهد لا يستطيع أن يؤديه الأطفال وليس في امكانهم موافقة ميولهم ورغبتهم ومصلحتهم.

الطفل في عالم الطفولة يحتاج أن يكون طفلاً، يقفز ويثب، يلعب ويجهد، ويكون منه مجامع دنياه. توقّعنا من الطفل أن يكون كوالديه هادئ ومعقول وفي جميع الأحيان. يكون مشتغلاً بالدرس والواجبات الدراسية توقع في غير محله.

وكذلك نرى أن بعض الآباء والمربّين يحسبون أخلاقه السيئة وأعماله الخاطئة أو اشتغاله بالألعاب الطفولية من الكسل أو يجعلون الدرجات الدراسية ملاكاً لكسله بدون أي كلام ومع فرض عصمة المدرسة والمعلم، ونحن نعلم أن هذه الاحكام إلى أي درجة خاطئة.

وبالإمكان كذلك أن يكون الطفل في بعض الأحيان متخلفاً لا كسولاً، ليس له الدقة الكافية في مطالعة الدروس. ليس له القدرة الكافية على البيان، نظمه وترتيبه ليس في حد قابل للقبول و. برأينا من الضروري أن نفرق ونميز بين هذه الحالات والكسل حتى يكون موقفنا وتقدمنا بتدبير وفكر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ تنبيه: هذا البحث نشر في آبان (1983 م) في مجلة (زن روز)، وفي عدة أقسام والآن بسبب الضرورة. والحاجة لأمثال هذه الموضوعات نعيد نشره مع الاختصار لبعض الموضوعات واكمال ما كان ناقصاً. و(زن روز) هي مجلة تصدر باللغة الفارسية تعني (امرأة اليوم). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.