المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05



أخلاق الإنسان مع المجتمع.  
  
1327   09:45 صباحاً   التاريخ: 1/12/2022
المؤلف : السيد محمد هادي الخرسان.
الكتاب أو المصدر : محاضرات في علم الأخلاق.
الجزء والصفحة : ص 52 ـ 69.
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21/11/2022 1880
التاريخ: 24-3-2021 5152
التاريخ: 17-3-2021 2664
التاريخ: 2024-08-07 344

بما أنّ مساحة العلاقة بين الإنسان والمجتمع واسعة لكثرة من يرتبط به الإنسان بدء من البيت ثم المدرسة ثم العائلة والأسرة ثم الجيران ثم بقية أفراد المجتمع تكون الدراسة حول علاقة الفرد بالمجتمع دراسة متشعبة ولكننا سنقتصر في الدراسة على أسس ثلاثة نراها ضرورة الحديث عنها فعلا لأهميتها وهي:

1 ـ العدل.

الإحسان.

3ـ الوفاء.

 

العدل:

أمر الله تعالى بالعدل وبالإحسان والوفاء في كتابه العزيز فكانت هذه العناوين هي الأسس التي تبنى عليها علاقة الفرد بمجتمعه ففي العدل يعطي الإنسان الحق لصاحبه وفي الإحسان يفيض على الآخرين من كرمه وفي الوفاء تظهر ذمة الإنسان حين الوفاء بالالتزامات التي أخذ على نفسه الوفاء بها.

العدل لغة: "ضد الجور"(1) "والعدل من الناس المرضى المستوي الطريقة"(2) ويقابله الظلم وهو "وضع الشيء غير موضعه تعديا" (3).

والعدل اصطلاحا: " هو صناعة نفسية تردع صاحبها عن الظلم وتحفزه على العدل وأداء الحقوق والواجبات "(4) أو "هو الإنصاف والمساواة بين الناس وهو الحكم بالاستواء وهو تحري المساواة والمماثلة بين الخصمين بأن لا يرجح أحدهما على الآخر بشيء قط بل يكونان سواء حتى يصل كل ذي حق حقه"(5)، والعدل يستعمل على معنيين عام وهو الاعتدال وخاص وهو ما يطلبه الرعية من سلاطينهم ويقابل الجور والظلم

أما العام فهو عبارة عن التوسط بين التقصير والسرف لأنه مأخوذ من الاعتدال ومنه العدالة في جاوز الاعتدال فهو خروج عنه وأما الخاص فبه تكون الألفة والطاعة وعمارة الأرض وإنماء الأموال واطمئنان النفوس وإذا كان العدل من إحدى قواعد الدنيا التي لا انتظام لها إلا به وجب أن يبدأ الإنسان بعدله في نفسه ثم بعدله في غيره.

أما عدله في نفسه: فيكون بحملها على المصالح وكفها عن القبائح... وأما عدله في غيره فثلاثة أقسام:

الأول: عدله فيمن دونه كالسلطان مع رعيته والرئيس مع صحابته وعدله بأربعة أشياء: اتباع الميسور وحذف المعسور وترك التسلط بالقوة وابتغاء الحق في السيرة.

الثاني: عدله فيمن فوقه كالرعية مع سلطانها والصحابة مع رئيسها وهو بشيئين إخلاص الطاعة وبذل النصرة.

الثالث: عدل الإنسان مع أكفائه ويكون بثلاثة أشياء: ترك الاستطالة وكف الأذى ومجانبة الإدلال [المنّ على الآخرين وأنّه صاحب فضل على

غيره ](6)، وجاء الجذر اللغوي (عدل) في القرآن الكريم (28 مرة) (7) بأربع صيغ:

1 ـ صيغة المصدر (14 مرة).

2 ـ صيغة فعل المضارع (11 مرة).

3 ـ صيغة فعل الأمر (مرّتان).

4 ـ صيغة فعل الماضي (مرّة واحدة).

ومن الآيات التي تتحدث عن العدل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [النحل: 90، 91].

في هاتين الآيتين وقع الحديث عن أخلاق الإنسان مع مجتمعه ضمن العناوين الثلاثة التي ذكرناها أول المبحث وهي العدل والإحسان والوفاء ووجه الربط بين هذه الأسس الثلاثة هو أن العدل يعني إعطاء كل ذي حق حقه والإحسان يعني التفضل والبر بالآخرين وخص ذوي القربي بالذكر؛ لأهمية صلة الرحم ولتعليم الإنسان بمن يبدأ في بره وإحسانه فيأتي بالواجب والمستحب من الإنفاق على ذوي القربى مع شرط مهم وهو النهي عن الفحشاء في القول من السب واللعن والذم والمّن والأذى مع النهي عن المنكر والبغي وخص البغي بالذكر مع أنه منكر لشدة تأثير البغي في المجتمع فإنه إذا سرى في أفراد المجتمع تفككت أواصر المجتمع وتحللت تركيبته إلى أجزاء متفرقة، ثم طلب الله تعالى إلينا بالوفاء بالعهود والعقود التي نلتزم بها ومن تلك العهود الأيمان التي يقسم بها الإنسان حين إرادة أمر ما.

هذه لمحة سريعة عن تفسير الآيتين الكريمتين "والقرآن يوجب علينا العدل حتى مع من نبغضهم ونكرههم وهذه مثالية كريمة في تطبيق العدل وفي ذلك يقول القرآن: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8]، أي لا يحملكم بغضكم قوما أو عداوتكم لهم على الجور عليهم أو الظلم لهم فلا يجوز أن تمنعوهم حق من حقوقهم أو تكتموا شيئا ممّا لهم فالعدل واجب عليكم نحوهم في كل الأوقات وسائر الأحوال إذ هو أقرب إلى تحقيق تقوى الله تعالى والبعد عن عقابه (8).

ويمكن لنا أن نستفيد من قوله تعالى: {إنّ الله يأمر بالعدل}، وقوله تعالى: {اعدلوا هو أقرب للتقوى} "عدل الإنسان مع سائر المخلوقات من الحيوان والنبات والجماد، وذلك بعدم الإفساد والتجاوز من غير هدف ولا غاية مشروعة"(9)، وعلى هذا فالعدل مفهوم واسع يشمل المعاشرة بالمعروف مع الآباء والأولاد والزوج أو الزوجة والجيران وبقية الناس وسائر الحيوان والنبات والجهاد وقد أكد القرآن الكريم على العدل في معاشرة الأزواج لزوجاتهم في أكثر من آية في سورة النساء فقال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

وقال تعالى: {ولن تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 129]، وقال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا * وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} [النساء: 3، 4]، ولتفسير هذه الآيات نطالع تفسير مواهب الرحمان فيقول في تفسير قوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف}" بيان لأصل من أصول الحياة وهو الأساس للحياة السعيدة وبيّن في هذه الآية المباركة أنّ الطريق الصحيح هو المعاشرة مع النساء بالمعروف بأن تكون المخالطة والمصاحبة والعيش معهن بها هو المعروف بين أفراد المجتمع ولم يعين سبحانه وتعالى كيفية ذلك ليكون العرف الذي هو الشائع في كل عصر وزمان هو المعتمد في ذلك... قوله تعالى: {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} تأكيد لما ذكره (عزّ وجل) وهو المعاشرة مع النساء بالمعروف و إيقاظ للشعور الإنساني بأنّ دين الله تعالى لابد أن يعمل به بجميع حدوده وقيوده في جميع اتجاهاته وتبين الآية الشريفة حكم الاستمرار في الحياة الزوجية ولو كانت مع الكراهية فإنها تأمر بالمعاشرة حتى مع الكراهية وعدم فصم العلاقة الزوجية وقطعها عند أدنى تحول في المشاعر والإحساس ويصلح حالها بالصبر وحسن المعاشرة لتعود حياتهما إلى الانتظام وتتهيأ أسباب السرور والبهجة فإن الله تعالى قادر على أن يمنحها السعادة ويتمتع الرجل الذي وجد أمور يكرهها في زوجته بما فيه خير كثير ممّا يهون عندما شاهد ما كرهه في زوجته وللخير الكثير مظاهر كثيرة منها: إظهار الحق وإبطال الباطل.

 ومنها: كثرة النسل والبركة فيه وفي المال.

 ومنها: التخلّق بأخلاق الكرام.

والتعليل في الآية الشريفة عام فهو من الحقائق الواقعية التي كشف عنها القرآن الكريم وهي توقظ روح التعقل في الإنسان عند استيلاء القوى الشهوية والغضبية عليه وترشده إلى التفكر في عواقب الأمور وتروض النفوس على التخلق بمكارم الأخلاق وحسن المعاشرة مع النساء والآية المباركة تبعث الأمل والرجاء عند اليأس في الحياة وعروض المشكلات على الإنسان" (10).

وأمّا قوله تعالى: {ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم} "حكم آخر من أحكام النساء وهو لزوم العدل بينهن بتطبيق ما شرع لهن على الرجال في أول هذه السورة قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} [النساء: 3].

وتبين الآية الكريمة حقيقة اجتماعية وهي أنّ العدل بالمعنى الحقيقي وهو التساوي بين الطرفين في جميع الجهات بحيث لا يقع ميل إلى جانب في شأن من شؤون الحياة الزوجية كالقسمة أو النفقة والتعهد والنظر والميل والإقبال والمؤانسة وغير ذلك ممّا لا يكاد الحصر فإنه ممّا يتعذّر إقامته ولا يتحقق وإن حرص عليه الرجل كل الحرص لوعورة مسلكه ودقة تطبيقه و اشتباه أعلامه فمن الصعب جدا تشخيصه خصوصا في إقبال النفس والميل القلبي اللذين لا يملكها المرء ولا يتطرق إليها الاختيار فلا يقدر أن يملك الآثار الطبيعية المترتبة عليها فبيّن (عزّ وجل) أنّ العدل بحقيقة معناه الذي أمر الله تعالى بإقامته في حياته الاجتماعية غير مستطاع ولا يتعلق به التكليف وإنّما الذي يمكن أن يملكه هو أن لا يميل إلى أحد الأطراف.

 قوله تعالى: {فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة} بيان لما يمكن تطبيقه من معنى العدل وهو التسوية بين النساء بإتيان حقوقهن من غير تطرف وعدم التعاسر معهن ونبذ الإساءة إليهنّ فلا يجور على المرغوب عنها منهنّ بأن يميل كل الميل إلى المحبوبة ويعرض عن الأخرى المرغوبة عنها فيذرها كالمعلقة لا هي متزوجة ولا هي مطلقة وهذا هو العدل الذي يمكن تطبيقه وهو الأقرب إلى العدل الحقيقي الذي نفاه (عزّ وجل) عنهم فيكون عدلا عمليا وأما الميل القلبيّ الذي لا يدخل تحت الاختيار فهو لا يتعلق به التكليف، وممّا ذكرناه يظهر أن صدر هذه الآية ليس في مقام نفي مطلق العدل بحيث إذا انضم إليه قوله تعالى: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} ، ينتج إلغاء تعدد الأزواج [كذا والصواب الزوجات] في الإسلام كما قال بعض المفسرين فإنّ المنفي هو العدل الحقيقي لا العدل العملي الذي هو الأقرب إلى العدل المأمور به ويستحيل أن يتحقق تكليف منه (عزّ وجل) ولا يمكن تطبيقه.

والحاصل: أنّ العدل المأمور به هو العدل التقريبي وهو العدل العملي قوله تعالى: {وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}، تأكيد وترغيب للرجال في الإصلاح إذا ظهر منهم فساد وظلم والضمان في ذلك كله هو التقوى التي هي الدعامة الأولى في تطبيق الأحكام الإلهية وإنّها هي التي تستتبع المغفرة لكل ما صدر من حيف وظلم والرحمة بالتفضل عليهم (11).

وأمّا قوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} فـ " الخطاب متوجه إلى الجميع والعطف بمعنى التخيير فيكون المعنى المراد بلحاظ الخطاب والعطف بقرينة ذيل الآية الكريمة: لكل واحد من المؤمنين أن يختار واحدة إن خاف من الجور والتعسف وإلا فاثنتين أو ثلاث أو رباع... قوله تعالى: {فإن خفتم ألّا تعدلوا فواحدة} المراد من الخوف في هذه الآية المباركة العلم العادي المعبر عنه بالاطمئنان وإنّما عبّر بالخوف لكون المورد والمتعلق منشأ للخوف عرفا والمعنى: إن حصل لكم الاطمئنان في عدم تسوية حقوقهن وأن لا تعدلوا بين المتعددات فانكحوا وتزوجوا واحدة منهن قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} أي: مَن خاف من عدم التقسيط فيه فينكح واحدة من الحرائر أو ما يختار من الإماء ما شاء. قوله تعالى: {ذلك أدنى ألا تعدلوا} والعول هو الميل أي تميلوا إلى الجور والمشار إليه في {ذلك} كل ما تقدم من الأحكام النظامية... والمعنى أنكم إذا عملتم بما تقدم من الأحكام والأصول النظامية تكونون أقرب إلى الحق وعدم الميل إلى الباطل.

 قوله تعالى: {وتوا النساء صدقاتهن نحلة} والأمر متوجه إلى من استولى على صدقاتهن ومهورهن زوجا كان أو غيره بدفع ما استولى منها إليهن. والصدقات: جمع صدقة بفتح الصاد وضم الدال وهي كالصداق (12) بمعنى المهر وهو المال يملّكه الزوج المرأة عند الزواج، والنحلة هي العطية المقصود منها الانتفاع بلا عوض، والمعنى أعطوا النساء مهورهن التي جعلتم لهن نحلة وعطية أو جعل الله تعالى له عطية ولا تمنعوهنّ من مهورهن شيئا.

قوله تعالى: {فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا} أي إن وهبن لكم شيئا من صداقه وطابت نفوسهن إلى الهبة لكم غیر کارهات ولا لشكاسة أخلاقكم أو لسوء معاشرتكم حل لكم أخذه وأكله.. والهنيء والمريء صفتان:

الأولى: النعمة بلا نكد ولا تعب والثانية السائغة بلا غصة... (13).

 "ويدل قوله تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة} على أنّ النكاح ليس من المعاوضة الحقيقية فالصداق نحو نحلة وهدية من الزوج إلى المرأة كما أن التعبير بـ {طبن} يدل على اعتبار أن يكون إعطاؤه الصداق للزوج عن جزم وعزم نفساني غير قابل للتبدل لا مجرد الإذن الظاهري"(14).

وبهذا القدر من الحديث عن جانب من العدل العملي في حياة الإنسان نكتفي ببيان العدل كخلق من أخلاق الإنسان مع مجتمعه فإنه إذا بدأ الإنسان بالعدل مع زوجته ثم الأقرب فالأقرب فستكون حياته عدلا في كل مفاصلها وقسطا في كل جزئياتها.

وننتقل إلى الحديث عن العدل في أخبار أهل البيت (عليه السلام) فتنقل بعض ما ورد في میزان الحكمة (15):

عن الإمام علي (عليه السلام) قال "في قوله تعالى: {إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان}: العدل الإنصاف والإحسان التفضل".

وعنه (عليه السلام): "العدل نظام الأمر"، فانتظام الحياة العامة يكون بإعطاء كل ذي حق حقه.

وعنه (عليه السلام) أيضا: "العدل زينة الإيمان".

وسئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن صفة العدل في الرجل؟ فقال (عليه السلام): "إذا غض طرفه عن المحارم ولسانه عن المآثم وكفه عن المظالم»، ويشير هذا الجواب إلى العدل مع الله تعالى، حيث إنّ له علينا حق الطاعة وهذه العناصر تمثل ذلك الحق؛ فالقيام بها يكون عدلا.

الإحسان:

الإحسان لغة: "ضد الإساءة وهو محسن.. وهو يحسن الشيء إحسانا أي يعلمه "(16)، وأحسن به الظن: نقيض أساءه والفرق بين الإحسان والإنعام أنّ الإحسان يكون لنفس الإنسان ولغيره تقول أحسنت إلى نفسي والإنعام لا يكون إلا لغيره... وهو يحسن الشيء أي يعمله... وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} [التوبة: 100]، أي: باستقامة وسلوك الطريق الذي درج السابقون عليه"(17)، فالإحسان في اللغة يعني ضد الإساءة ويعني العلم ويعني المتابعة لمن سبقنا من أهل الإيمان مع المراقبة.

وأمّا الفرق بين الإحسان وبين الإنعام وهو أنّ الإنعام يكون بفعل المعروف والحسن للغير بينها الإحسان يشمل فعل الحسن والمعروف للغير وللإنسان نفسه فحينما نتعلم العلم النافع نكون قد أحسنا لأنفسنا.

وأما في الاصطلاح فلا يبعد معنى الإحسان في اصطلاح علماء الأخلاق عن المعاني المتقدمة إذ هو "التطوّع بالفضل بعد مراعاة العدل وهو الصنع الجميل والتصرّف الحميد ولذلك جاء قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30](18)، أي: من عمل عملا حسنا متقنا فالإحسان " يقال على وجهين أحدهما الإنعام على الغير يقال أحسن فلان. والثاني: إحسان في فعله وذلك إذا علم علما حسنا أو عمل عملا حسنة وعلى هذا قول أمير المؤمنين (عليه السلام): " الناس أبناء ما يحسنون" أي منسوبون إلى ما يعلمون وما يعملونه من الأفعال الحسنة"(19).

 ويمكن أن نتعرف على معنى الإحسان اصطلاحا من خلال كلام أمير المؤمنين، حيث قال في قوله تعالى: {إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان}.

العدل: الإنصاف، والإحسان: التفضّل (20) فبهذا الكلام نفسر الإحسان بالتفضل على النفس والغير من خلال الإتيان بالأعمال الصالحة سواء كانت واجبة أو مستحبة فبالواجب نكون أحسنا لأنفسنا بسبب نجاتها يوم الآخرة من العذاب ولم نسئ إليها وكذا بالمستحب تفضلنا على أنفسنا بتقريبها من الثواب ولم نسئ إليها بمزيد من العقاب هذا في الإحسان إلى أنفسنا وأما الإحسان إلى الغير ويقال له الإنعام فأيضا يكون بعدم المساءة إليهم وبالتفضل عليهم ولذا قال الإمام علي (عليه السلام): " عاتب أخاك بالإحسان إليه واردد شره بالإنعام عليه"(21) ومن المعلوم أنّ تاريخ العلاقات الثنائية بين أفراد المجتمع يتعرّض للتقصير في الحقوق والإهمال وقد يتطور الأمر أحيانا فيصل إلى صدور الإساءة من الأخ والصديق ممّا يترك ألم في النفس وصدمة وخيبة أمل فيتحرك الإنسان إلى الانتصار لنفسه عن طريق اللوم والتذكير بالأخوة أو المواقف الإيجابيّة بما يثير كمائن نفس الطرف الآخر فيشعر بالتقصير أو الضغينة والحقد فيزداد شره ويحاول إيقاع الأذى به فلئلا يتسع الأمر جاءت هذه الدعوة إلى الرفق والمعاملة بالأحسن ومقابلة الأذى بالإحسان عسى أن يرعوي ويتأثر من هذا الموقف الإيجابي المتبادل به مع ذلك الموقف السلبي فينصلح ويتحسن وضعه اجتماعيا (22).

وأخيرا الإحسان " فوق العدل وذاك أنّ العدل هو أن يعطي ما عليه ويأخذ ماله والإحسان أن يعطي أكثر ممّا عليه ويأخذ أقل ممّا له فالإحسان زائد على العدل فتحرّي العدل واجب وتحرّي الإحسان ندب وتطوّع" (23).

ورد الجذر اللغوي (حسن) في القرآن الكريم في (194 موردا) (24) بصيغ مختلفة على النحو التالي:

أ- صيغة الفعل الماضي (20 مرة).

ب- صيغة الفعل المضارع (مرّتان).

ت- صيغة فعل الأمر (مرّتان).

ث- صيغة المصدر (44 مرة).

ج- صيغة اسم المصدر (31 مرة).

ح- صيغة الصفة المشبهة (20 مرة).

خ- صيغة أفعل التفضيل (36 مرة).

د- صيغة اسم الفاعل (39 مرة).

ولو تتبعنا لفظ (الإحسان ومشتقاته لوجدناه في (72 موردا) على النحو التالي:

أ- صيغة الفعل الماضي (11 مرة).

ب - صيغة الفعل المضارع (8 مرات).

ت - صيغة الفعل الأمر (مرتان).

ث - صيغة المصدر (12 مرة).

ج- صيغة اسم الفاعل (39 مرة).

وهذا العدد يشكل ما نسبته 37٪ ممّا ورد من الجذر اللغوي (حسن) في القرآن الكريم كما أنّه بالنسبة إلى ورود (العدل) في القرآن الكريم يشكّل نسبة ضعفين ونصف مما يوحي لنا بالاهتمام والتأكيد على شيوع الإحسان في المجتمع وألا نكتفي بالعدل في تدبير شؤون المجتمع فالحياة فيها أخذ وعطاء ضمن الضوابط الشرعية وليست مقاسات على الأمتار أو أوزان حسب المثاقيل فلابد من التضحية والتفضل لتستقيم شؤون المجتمع "ولا عجب في ذلك فعلماء الأخلاق يقولون أن الإحسان خلق جامع لجميع أبواب الحقائق وفيه لب الإيمان وروحه"(25) وعلى هذا يحمل ما ورد من تفسير الإحسان في كلام للنبي (صلى الله عليه وآله) حين سئل عنه فقال : " أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك"(26) بمعنى أن تكون عبادتنا لله تعالى عن إيمان بوجوده وعقيدة بوحدانيته وأنّه (عزّ وجل) هو المطّلع والعارف بنا وإن لم نكن نعيش هذه الحالة فهو المطّلع علينا أيضا فإذاً الفرق بين الحالتين هو إيماننا بأنّه المطّلع فهو تعالى الرائي لنا والمطّلع على أعمالنا سواء آمنّا بأنّه المطّلع أم لا. وكان هذا الجواب للسائل بعد ما سأله عن الإيمان وعن الإسلام فقال له في جواب السؤال "الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان"(27) فحدّد (صلى الله عليه وآله) الإسلام بهذه الأمور ثم وقع السؤال عن الإحسان فأجاب له بما تقدّم.

 إذاً كان (صلى الله عليه وآله) في مقام بيان العبادة حق العبادة والاتقان في العمل الخالص لوجه الله تعالى وعدم الإساءة في أي فعل لأنّ الله تعالى هو المراقب لنا في كل تصرفاتنا فهذا يجعلنا نأتي بالأعمال الحسنة زيادة على الواجب والعدل كل ذلك طلبا لمرضاة الرب تعالى شأنه ولئلا نقع موقع الذم والرفض من قبل الباري (عزّ وجل) ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 133، 134] فإنّه دعوة إلى المغفرة وبطاقة دخول إلى الجنة بشرط أن يكون العبد حاملا للأوصاف التالية:

أ- المنفق في السرّاء أي حالة (المسرّة) (28)، وفي الضراء أي (حالة (الزمانة [وهو المرض] والشدّة والنقص في الأموال والأنفس) (29).

ب- الكاظم للغيظ أي (ردّه وحبسه) (30)، والغيظ هو (الغضب أو أشدّه)

(31)، والفرق بين الغضب والغيظ أنّ الغضب ضد الرضا... والغيظ هو هيجان الطبع بكره ما يكون من المعاصي (32) فالمراد حبس نفسه عن الغضب فلا يثور أمام من أساء إليه بل يحافظ على هدوئه.

ج - العافي عن الناس بالتجاوز عن إساءة المسيئين وترك عقوبتهم.

د- المحسن أي فاعل الإحسان وهذا اختص بمحبة الله تعالى ويعني أنّه تعالى "يريد إثابتهم وتنعيمهم والمحسن يحتمل أمرين أحدهما: من هو منعم على غيره على وجه عار من وجوه القبح ويحتمل أن يكون مشتقا من الأفعال الحسنة التي منها الإحسان إلى الغير وغير ذلك من وجوه الطاعات والقربات"(33) فالله تعالى يحب المحسن سواء كان لنفسه أم لغيره فمبدأ الإحسان هو المحبّب إلى الله تعالى. وفي هذا السياق ما قاله الإمام الصادق (عليه السلام) عن الإحسان في قوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [البقرة: 83] " الإحسان أن تحسن صحبتها وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا ممّا يحتاجان إليه وإن كانا مستغنين أليس يقول الله (عز وجل): {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } [آل عمران: 92]"(34) إذ يمثّل هذا التصرف مع الوالدين غاية الأدب والتفضّل والمعاملة الحسنى مع من لهما الفضل على الإنسان.

الوفاء:

الوفاء لغة: "إتمام العهد وإكمال الشرط "(35)، " وفى بالعهد وفاء ضد غدر"(36).

واصطلاحا: لا يبتعد المعنى اصطلاحا عن المعنى لغة فإنّ الإنسان إذا أتمم العهد الذي أخذه على نفسه ولم ينقض حفظه وقام به فيكون قد وفى به وضده الغدر وهو ترك العهد وعدم إتمامه. فلذا ورد تعريفه في اصطلاح علماء الأخلاق بأنّه "ملازمة طريق المواساة والمحافظة على عهود الخلطاء"(37) فينفذّها ولا يتركها.

وقد ورد الجذر اللغوي (وفي) في القرآن الكريم في (66 موردا) (38) على النحو التالي:

أ- صيغة الفعل الماضي (10مرّات).

ب - صيغة الفعل المضارع (37 مرّة).

ت - صيغة الفعل الأمر (14 مرّة).

ث - صيغة اسم الفاعل (3 مرّات).

ج- صيغة أفعل التفضيل (مرّتان).

وممّا يلاحظ أن صيغة أفعل التفضيل جاءت منسوبة إلى الله تعالى.

ففي [آية 111 من سورة التوبة: {ومن أوفى بعهده من الله} تحدّث القرآن الكريم عن "أنّه لا أحد أوفى بعهده ولا أصدق في إنجاز وعده من الله جلّ جلاله فهو القادر المتمكّن من الوفاء وهو أصدق الواعدين وأوفى المعاهدين"(39). فحصر أفعل التفضيل في الوفاء بالله تعالى كما أنّ الجزاء الذي يعطيه الله تعالى يوم القيامة هو الجزاء الأوفى والأتم ففي [آية 41 من سورة النجم] {ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى} فالله جل جلاله: " يوفي كل إنسان حقه سواء كان مستقيم أم منحرف صالح كان أم طالح فكل واحد منهم وما يستحقه ويليق به يقول جل جلاله في [سورتي البقرة آية 281 وآل عمران آية 161] {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}" (40).  

وتحدّث القرآن الكريم عن صفة الوفاء في المؤمنين في آيات كثيرة منها قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76] ففرّق بين الوفاء بالعهد والتقوى ممّا يوحي بأنّ على المؤمنين المتقين أن يوفوا بعهودهم ولا يغدروا لذا خاطب المؤمنين في سورة المائدة آية 1] بقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1] فكل عقد كان بين المؤمن وغيره أو كان بين المؤمن وربه فعليه أن يتمّه ولا يتركه وقال تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ } [الأنعام: 152]،

 وقال تعالى: {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} [الحج: 29] وقال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} [النحل: 91].

ويلاحظ أنّ القرآن تحدّث عن الوفاء بالعقود والعهود والمعاملات الجارية بين الناس في عشر مواطن بصيغة فعل الأمر ممّا يدلنا على ضرورة الالتزام بهذه الخصلة وأن تكون شعار المؤمنين وليس كما يلاحظ على من يسمون بالمؤمنين أنهم ينكثون بعهودهم ويغدرون ويعتبرون هذا التصرف من الذكاء والشطارة في الحياة. وقد حذّرنا أمير المؤمنين (عليه السلام) من الغدر ونهانا عنه في الخطبة (41) في نهج البلاغة فقال: "أيّها الناس إن الوفاء توأم الصدق، [التوأم الذي يولد مع الآخر في حمل واحد] ولا أعلم جنّة أوقى منه [الجنة بالضم: الوقاية، وأوقى منه أي أشد وقاية وحفظا] وما يغدر من علم كيف المرجع [المرجع أي يوم القيامة] ولقد أصبحنا في زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا [الكيس بالفتح: الفطنة والذكاء، هذا في زمانه آنذاك فكيف بزماننا نحن!] ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة. ما لهم! قاتلهم الله! قد يرى الحُوّل القُلّب [بضم الأول وتشديد الثاني من اللفظين هو: البصير بتحويل الأمور وتقليبها] وجه الحيلة ودونها مانع من أمر الله ونهيه فيدعها [أي فيتركها] رأي العين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين [الحريجة: التحرّج والتحرّز من الآثام]" (41). 

فالإمام علي (عليه السلام) يعتبر أنّ الغدر من شيم الجاهلين وأخلاق الفاسقين؛ لأنّه به تنهدم أواصر المحبة بين أفراد المجتمع وتشيع روح الانتقام وتفكّك المعاهدات والعقود، نعم يقول الإمام علي (عليه السلام):

"الوفاء لأهل الغدر غدر عند الله، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله"(42) ويمكن تفسيرها على أساس القانون الدولي المعروف: (المعاملة بالمثل)

 "إن هذه الحكمة تتسم بطابع القانون والمنهج الذي يقوّم حياة الفرد ويصلح المجتمع  فالدعوة تحذّر من أن يفي أحد لمن غدر ونقض العهد؛ لأنّ ذلك تشجيع وإنهاء له وهو ما يتعارض مع التعاليم الشرعية التي تشجب الغدر وتعارضه کما تبيّن الحكمة أنّ عدم الالتزام مع الذي لا يلتزم [الغادر] لا يشكل حالة سلبية مطلقا بل هو الوفاء بعينه إذ قد وفى الله تعالى بها أعطاه من ميثاق التديّن بشرائعه وتعاليمه الشرعية وكان منها ذم الغدر وكل ما يتصل به فالحكمة تدعو إلى أن يلتزم كلّ موقعه المناسب في الحياة العملية من أجل تعميم الالتزام الشرعي"(43).

 نسأله تعالى أن يجعلنا من الموفين بالعهد والمنفذّين للوعد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) القاموس المحيط: الفيروز آبادي، محمد بن يعقوب (729-816هـ / 1329-1414م) تق. محمد المرعشلي، دار احياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1422هـ/ 2001م، ص948

(2) مقاييس اللغة، ص718.

(3) مقاييس اللغة، ص617.

(4) اخلاق اهل البيت (ع)، ص77.

(5) موسوعة اخلاق القرآن، ج1، ص22

(6) نور الحقيقة ونور الحديقة: الحارثي، للشيخ حسين عبدالصمد، (915-985هـ) تح. محمد جواد الجلالي، مؤسسة النور، ط2، 1407هـ / 1987م، ص131-135.

(7) المعجم المفهرس، ص448 - 449

(8) موسوعة اخلاق القرآن، ج1، ص25-26

(9) دروس في العقيدة والأخلاق، ص381

(10) مواهب الرحمن، ج7، ص398-400

(11) مواهب الرحمن، ج9، ص388 – 390

(12) سمي بذلك لقوته وأنه حق يلزم. مقاييس اللغة، ص565

(13) مواهب الرحمن، ج7، ص263-266

(14) مواهب الرحمن، ج7، ص279

(15) ميزان الحكمة، ج6، ص80-85

(16) القاموس المحيط، ص1096

(17) لسان العرب، ج2، ص878 ـ 879، بتصرف

(18) موسوعة اخلاق القرآن، ج2، ص43

(19) مفردات الراغب، ص118

(20) نهج البلاغة، دار التعارف، بیروت، ط1، قصار الحكم / 231، ص 384

(21) نهج البلاغة، قصار الحكم 108، ص378.

(22) أخلاق الإمام علي، ص228.

(23) مفردات الراغب، ص118.

(24) المعجم المفهرس، ص202-205

(25) موسوعة أخلاق القرآن، ص43

(26) صحيح البخاري، ج6، ص20

(27) صحيح البخاري، ج6، ص20.

(28) القاموس المحيط، ص379.

(29) القاموس المحيط، ص399.

(30) القاموس المحيط، ص 643

(31) القاموس المحيط، ص1064

(32) التبيان، ج2، ص 594، (بتصرف)

(33) التبيان، ج2 ص 594

(34) الكافي، ج 2، باب البر بالوالدين، ح 1، ص157

(35) مقاييس اللغة، ص1060

(36) القاموس المحيط، ص 1233.

(37) موسوعة أخلاق القرآن، ج2، ص194

(38) المعجم المفهرس، ص756-575

(39) موسوعة اخلاق القران، ج2، ص195

(40) موسوعة اخلاق القرآن، ص195

(41) نهج البلاغة، الخطبة 41، ص44

(42) نهج البلاغة، قصار الحكم 259، ص387

(43) أخلاق الامام علي (ع)، ص417-418




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.