المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Order Statistic
4-3-2021
Vertex Set
29-4-2022
تلسكوب هيل العاكس
25-2-2022
نشأة الاشياء
23-11-2014
تصوّر النبيّ الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) عن القيادة بعده
30-01-2015
Second Conditional
16-6-2021


الصحة النفسية للأهل وللمجتمع  
  
1809   01:13 صباحاً   التاريخ: 13/11/2022
المؤلف : د. محمد أيوب شحيمي
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة : ص280 ـ 282
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2017 2596
التاريخ: 30-4-2017 2169
التاريخ: 30-4-2017 4493
التاريخ: 16-2-2017 2809

إن الاهتمام بصحة الأهل النفسية - وتهيئه الجو الاجتماعي لقبول طروحات علم النفس التربوي واللجوء إليه في حل المشكلات التربوية، ومن ثمة توجيه الأهل إلى كيفية التعاطي مع أولادهم هي أمور ضرورية جداً، لأن الأهل إذا لم يتمتعوا بصحة نفسية سليمة، سيكون من الصعب بل من المستحيل أن يقوموا بهذا الدور النفساني نحو أبنائهم. من أجل ذلك فنحن ندعو المؤسسات التربوية المعنية بهذا الموضوع إلى وجوب القيام بحملة تثقيفية نفسية - تربوية، يقوم بها الباحثون والدارسون، تساعدهم في ذلك وسائل الإعلام على اختلافها والقيام بلقاءات وندوات، ومحاضرات، وبذلك نهيئ الأرض الخصبة لإنجاح الدور النفساني المدرسي، من أولى هذه المهمات: الابتعاد عن وسائل العلاج النفسي التقليدية المتمثلة بالتعاويذ والسحر والطلاسم وباقي أعمال الشعوذة التي لم يقرها العقل ولا العلم وقد ألصقت جهلاً وظلماً بعلم النفس، وهي بعيدة عنه كل البعد.

بعد ذلك يجب التوجه بإخلاص وانفتاح نحو العيادات النفسية ودون عقد أو تخوف من توجيه تهمة عدم السواء لهؤلاء الأهل، أو عدم صلاحيتهم للقيام بالعملية التربوية.

والأمراض النفسية كما تصيب الأفراد فهي أيضاً تصيب المجتمع، وما الخلاعة والانحرافات الإجرامية المتنوعة، وتعاطي المخدرات، وأعمال الشغب والسرقة، وسوء الأمانة، والمقامرة والغش والخداع وغيرها سوى مظاهر للانحلال الاجتماعي، الذي هو نتيجة للأمراض النفسية التي تصيب هذا المجتمع والتي لم تجد طريقها إلى الحل أو العلاج. وهذا يؤثر بدوره على الأفراد الذين يعيشون فيه. والعلاج هو في القيام بالعمليات الوقائية التي أشرنا إليها، وتنسيق العمل بين المؤسسات الاجتماعية كافة للوصول إلى مجتمع سليم خال من الأمراض النفسية، يسود التعاون بين أفرادها لصالح النفع العام والمؤسسات المؤهلة للقيام بهذا العمل الجبار وقيادته هي البيت والمدرسة، وهما القادران على استقطاب الأجيال الناشئة والتأثير فيها وتوجيهها توجيهاً سليماً لتقدمها إلى المجتمع أجيالاً سليمة سوية، معافاة، وبذلك يصلح المجتمع وتتحسن صحته النفسية.

ويحمل الكاتب الفرنسي (كوكتو)، السلطة الأبوية مسؤولية تنشئة الأولاد العصاة ويقول، (إنهم نتيجة لغياب السلطة الأبوية، غياب السلطة العائلية كلها فالأولاد العصاة، هم خنافس قبل التأديب)(1).

كذلك استمد (سارتر) تشاؤمه، من مذكرات طفولته وصباه، ومن مشاهد ما يتعلق بتأثير الأب في الأسرة يقول: (لا يوجد أب جيد. هذه هي القاعدة التي نشكو وجودها في الرجال، وفي علاقات الأبوة العفنة، التي تتلخص في إنجاب أولاد وليس أكثر، فأبي لم يسهر عليَّ، كان دائماً يحطمني، وللحظ أنه قد مات في سن مبكرة)(2).

وتعطي (سيمون دي بوفوار)، انطباعاتها عن عائلتها فتقول: إن أمها كانت بعيدة عنها فكرياً، متقلبة المزاج، أما عن والدها فتقول: (كنت أراه قليلاً، كنت سعيدة عندما كان يهتم بي، ولكن لم يكن له دور محدد في حياتي)(3)، وتقول: (الولد المتمرد هو حصيلة العائلة التقليدية القاسية، فالطفل في الثالثة من عمره يعترض وينازع ولذا قيل أنه عمر الـ (لا) Cest exact, Cest age(4)، nom، ففيه يحقق نموه الحركي، واستقامة رأسه ومشيه، وابتسامته الأولى، حتى الكلمة الأولى التي يولدها تجعله في علاقة مع الوسط العائلي وتغذيته، وظهور عاداته الوراثية والمكتسبة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Géorgeos Heuger, L'enfance, p. 126.

Même ref, L'enfance, p. 127

S. de Bauvoir, Les miroires d'une jeunne fille rangée, p. 279.

4ـ المصدر السابق، p. 280.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.