المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

أحمد بن يزيد
20-9-2020
عيادة المريض وآدابها
4-9-2016
Biogenetic type cyclization
4-2-2019
مكارم الاخلاق في السفر وحسن الصحبة ـ بحث روائي
22-7-2016
العلاقات العامة كعملية اتصالية
29-7-2022
صلاة في المهمات
23-10-2016


كيف يفكر الشباب  
  
1751   10:03 صباحاً   التاريخ: 10/11/2022
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : عشرة موضوعات في حياة الشباب
الجزء والصفحة : ص22 ــ 25
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

ان التفكير عملية ذهنية متعبة ومجهدة يقسمه اهل الاختصاص من حيث الاثر على نوعين، الاول منه يسمى بالتفكير الايجابي والثاني يدعى التفكير السلبي، والايجابي ما تكون نتائجه ايجابية تحفز المرء على الاقدام على الافعال الصحيحة والسلبي منه ما يقلق الانسان ويشوش عليه ذهنه فتكون نتائجه سلبية وبعضهم يدرجه ضمن وسوسة الشيطان وان كان هو اعم من ذلك، لان الوسوسة قد  ينخدع بها الانسان صورة الحق او التفكير بشيء صحيح لكن زيادة ومبالغة حتى يجعله خارج الاطار الطبيعي فتكون النتيجة النهائية خسارة للفكرة الصحيحة بسبب الوهم والمبالغة والشك..

منذ ان وجد الانسان تعايش مع الحياة في ظروفها المختلفة وتقبلها بصورة طبيعية ومن ثم اخذ يفهم تفاصيل الحياة ليتعامل مع الاشياء المجهولة فكانت التصورات والتخيلات هي المناطق التي يركن اليها الانسان عبر الازمان لمعرفة اشياء كثيرة كإيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية او الانشغال في الحيل او القرارات التي تساهم الحصول على المال مثلاً، وهكذا تطور الانسان وأصبح يتعامل مع الحياة بفكره وعاطفته.

نعم تلك العاطفة التي اجتاحت البشرية حتى اورثت الكم الهائل من الاحداث والمشاكل التي نقلها لنا التاريخ، فحين يغمض الانسان عين العقل فانه يفتح عين القلب فيرى بقلبه وتارة يكون القلب طاهراً معتدلاً نقياً واخرى يكون اسوداً قاسياً جامداً لا يخرج منه سوى الشرور والاحقاد والاضغان والامراض، وجرت البشرية تعيش حالة من الاضطراب في المشاعر والافكار ولم تحل مشاكل الفكر والتفكير والعاطفة والمشاعر والاحاسيس بالرغم من ان علماء النفس والفلاسفة والعلماء بذلوا جهوداً كبيرة في تفسير هذه الموضوعات.

السرد اعلاه يفتح لنا الباب حول تفكير الشباب، وهل يختلف الشباب بتفكيرهم عن غيرهم ولماذا؟

ينبغي التركيز على هذا الكلام: ان البيئة التي يعيشها الشباب والاجواء الخاصة التي تحتفي بهم تضفي عليهم نوع تفكير خاص جداً، لان مفردة شاب ترسب في ذهن كل واحد منهم انه يختلف عن غيره من الاجيال، كما ان مفردة كسول ترسب في ذهن الكسالى شحنة سلبية، فالمرحلة العمرية تحتم على الانسان ان يفكر بطريقة خاصة تتناسب وعمره، حتى ان الشباب الذين نراهم يفكرون كالكبار او يتصرفون مثل الاباء نقول عنهم انهم (أكبر من اعمارهم!).

إذا عرفنا ان الجو العمري يحتم على الشباب ان يعيشوا نوعاً خاصاً من التفكير البسيط، التفكير المملوء بالشغف والمتعة واللعب، فهل يدفعنا ذلك الى القول بان هذا النوع من التفكير فوضوي وعشوائي وخاطئ؟.

كلا، ليست المشكلة في النوع الذي يفكر به الشباب، ولا في الطريقة انما المشكل هو بالاستمرار الى مراحل متقدمة، المشكل الحقيقي هو استغراق التفكير الخاص (تفكير الاستمتاع واللعب)، على كل حياة الشباب وجزئياتها، فالخطورة في امتداد التفكير اللهوي الى ما بعد مرحلة الشباب، فتجد ان بعض الناس يبلغ عمره 40 سنة ويعيش اجواء الشباب حيث لا تغادره تصرفات الشباب ولا حتى قصة الشعر!

ان الاجواء الضاغطة والواردات الاعلامية والفيسبوكية تساهم بصورة كبيرة في خلق تفكير خاص لدى الشباب، حيث نجد اليوم ان الشباب يتشابهون في كل شيء، من ملبس وقصة شعر واهتمام بالرياضة او متابعة للمشاهير، وهذا مؤشر على ان نمط التفكير لدى الشباب في مجتمع واحد هو واحد لا يتعدد وان تعدد فيصيب فئة معينة ومحددة لم تتأثر بالضواغط والمؤثرات الاخرى. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.