المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Kepler’s second law
9-8-2020
قوله (ثاني إثنين ) إخبار عن العدد
11-7-2022
Voting Systems-Point Methods
16-2-2016
اختيار النبات المناسب للتنسيق الداخلي
24-10-2017
الإمام الجواد والمأمون
26-8-2017
عقد الوساطة التجارية وعقد التمثيل التجاري
14-3-2016


خبر بيت الحكمة بالأندلس  
  
1971   02:24 صباحاً   التاريخ: 5/11/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:243-247
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-2-2022 1982
التاريخ: 21-1-2023 1508
التاريخ: 2024-02-24 705
التاريخ: 4-7-2016 2127

خبر بيت الحكمة بالأندلس

" وقول لذريق: إن هذه الصور هي التي رأيناها في بيت الحكمة إلخ أشار به إلى بيت حكمة اليونان، وكان من خبره (1) - فيما حكى بعض علماء التاريخ - أن اليونان، وهم الطائفة المشهورة بالحكم، كانوا يسكنون بلاد الشرق قبل عند الاسكندر، فلما ظهرت الفرس، واستولت على البلاد، وزاحمت اليونان على ما كان بأيديهم من المملك، انتقل اليونان إلى جزيرة الأندلس، لكونها طرفا في آخر العمارة، ولم يكن لها ذكر إذ ذاك، ولا ملكها أحد من الملوك المعتبرة ولم تك عامرة، وكان أول من عمر فيها واختطها أندلس بن يافث بن نوح عليه السلام، فسميت باسمه، ولما عمرت الأرض بعد الطوفان كان الصورة المعمورة منها عندهم على شكل طائر رأسه المشرق، والجنوب والشمال رجلاه، وبينهما بطنه، والمغرب ذنبه، وكانوا يزدرون المغرب لنسبته إلى أخس أجزاء الطير. وكانت اليونان لا ترى فناء الأمم بالحروب لما فيها من الأضرار والاشتغال عن العلوم التي كان الاشتغال بها عندهم من أهم الأمور، فلذلك انحازوا من بين يدي الفرس إلى الأندلس، فلما صاروا إليها أقبلوا على عمارتها، فشقوا الأنهار، وبنوا المعاقل، وغرسوا الجنات والكروم، وشيدوا الأمصار، وملؤوها حرثا ونسلا وبنيانا، فعظمت وطابت، حتى قال قائلهم لما رأى بهجتها: إن الطائر الذي صورت هذه العمارة على شكله وكان المغرب ذنبه كان طاووسا معظم جماله في ذنبه " .

وحكي أن الرشيد هرون - رحمه الله - لما حضر بين يديه بعض أهل

(243)

المغرب قال الرشيد: يقال: إن الدنيا بمثابة طائر ذنبه المغرب، فقال الرجل: صدقوا يا أمير المؤمنين، وإنه طاووس، فضحك أمير المؤمنين الرشيد، وتعجب من سرعة جواب الرجل وانتصاره لقطره.

رجع - قال (2) : " فاغتبط اليونان بالأندلس أتم اغتباط، واتخذوا دار الحكمة والملك بها طليطلة لأنها أوسط البلاد، وكان أهم الأمور عندهم تحصينها عمن يتصل به خبرها من الأمم، فنظروا فإذا هو أنه لا يحسدهم على بغد العيش إلا أرباب الشظف والشقاء والتعب، وهم يومئذ طائفتان: العرب، والبربر، فخافوهم على جزيرتهم العامرة، فعزموا على أن يتخذوا لهذين الجنسين من الناس طلسما، فرصدوا لذلك أرصادا، ولما كان البربر بالقرب منهم وليس [بينهم] سوى تعدية البحر ويرد عليهم منهم طوائف منحرفة الطباع، خارجة عن الأوضاع، ازدادوا منهم نفورا، وكثر تحذرهم من نسب أو مجاورة، حتى ثبت ذلك في طبائعهم، وصار بعضه مركبا في غرائزهم، فلما علم البربر عداوة أهل الأندلس وبغضهم لهم أبغضوهم وحسدوهم، فلم تجد أندلسيا إلا مبغضا بربريا، وبالعكس، إلا أن البربر أحوج إلى أهل الأندلس، لوجود بعض الأشياء عندهم وفقدها بلاد البربر " .

وكان بنواحي غرب الأندلس ملك يوناني بجزيرة يقال لها قادس وكانت له ابنة في غاية الجمال، فتسامع بها ملوك الأندلس، وكانت الأندلس كثيرة الملوك، لكل بلدة أو بلدتين ملك، فخطبوها، وخشي أبوها إن زوجها من واحد أسخط الباقين، فتحير، وأحضر ابنته، وكانت الحكمة مركبة في طباع القوم ذكورهم وإناثهم، ولذا قيل: إن الحكمة نزلت من السماء على ثلاثة أعضاء من أخل الأرض: أدمغة اليونان، وأيدي أهل الصين، وألسنة العرب؛ فقال لها: يا بنية، إني أصبحت على حيرة في أمرك ممن يخطبك

 (244)

من الملوك، وما أرضيت واحدا إلا أسخطت الباقين، فقالت له: اجعل الأمر إلي وتخلص، فقال: وما تقترحين؟ فقالت: أن يكون ملكا حكيما، فقال نعم ما اخترته لنفسك. فكتب في أجوبة الملوك الخطاب، أنها اختارت من الأزواج الملك الحكيم، فلما وقفوا على الجواب سكت من لم يكن حكيما، وكان في الملوك الخاطبين حكيمان، فكتب كل واحد منهما: أنا الملك الحكيم، فلما وقف على كتابيهما قال لها: يا بنية، بقي الأمر على إشكال، وهذان ملكان حكيمان، أيهما أرضيت أسخطت الآخر، فقالت: سأقترح على كل واحد منهما أمرا يأتي به، فأيهما سبق إلى الفراغ مما التمست كنت زوجته، فقال: وما الذي تقترحين عليهما؟ قالت: إنا ساكنون بهذه الجزيرة، ومحتاجون إلى أرحي تدور بها، وإني مقترحة على أحدهما إدارتها بالماء العذب الجاري إليها من ذلك البر، ومقترحة على الآخر أن يتخذ لي طلسما نحصن به جزيرة الأندلس من البربر، فاستظرف أبوها ذلك، وكتب إلى الملكين بما قالت ابنته، فأجاباه إلى ذلك، وتقاسماه على ما اختارا، وشرع كل واحد منهما في عمل ما أسند إليه من ذلك " .

" فأما صاحب الرحي فإنه عمد إلى أشكال اتخذها من الحجارة نضد بعضها إلى بعض في البحر المالح الذي بين جزيرة الأندلس والبر الكبير في الموضع المعروف بزقاق سبتة، وسدد الفرج التي بين الحجارة بما اقتضت حكمته، وأوصل تلك الحجارة من البر إلى الجزيرة، وآثاره باقية إلى اليوم في الزقاق الذي بين سبتة والجزيرة الخضراء - وأكثر أهل الأندلس يزعمون أن هذا أثر قنطرة كان الإسكندر قد عملها ليعبر عليها الناس من سبتة إلى الجزيرة، والله أعلم أي القولين أصح، غير أن الشائع إلى الآن عند الناس هو الثاني - فلما تم تنضيد الحجارة للملك الحكيم جلب الماء العذب من جبل عال في البر الكبير وسلطه من ساقية محكمة وبنى بجزيرة الأندلس رحى على هذه الساقية " .

" وأما صاحب الطلسم فإنه أبطأ عمله بسبب انتظار الرصد الموافق لعمله

(245)

غير أنه عمل أمره، وأحمه، وابتنى بنيانا مربعا من حجر أبيض على ساحل البحر في رمل عالج حفر أساسه إلى أن جعله تحت الأرض بمقدار ارتفاعه فوق الأرض ليثبت، فلما انتهى البناء المربع إلى حيث اختار صور من النحاس الأحمر والحديد المصفى المخلوطين بأحكم الخلط صورة رجل بربري، وله لحية، وفي رأسه ذؤابة من شعر جعد قائمة في رأسه لجعودتها، وهو متأبط بصورة كساء قد جمع طرفيه على يده اليسرى بألطف تصوير وأحكمه، في رجله نعل، وهو قائم من رأس البناء على مستهدف (3) بمقدار رجليه فقط، وهو شاهق في الهواء، طوله نيف عن ستين أو سبعين ذراعا، وهو محدود (4) الأعلى، إلى أن ينتهي ما سعته قدر ذراع، وقد مد يده اليمنى بمفتاح قفل قابضا (5) عليه مشيرا إلى البحر كأنه يقول: لا عبور، وكان من تأثر هذا الطلسم في البحر الذي تجاهه أنه لم ير قط ساكنا ولا كانت تجري فيه قط سفينة بربر حتى (6) سقط المفتاح من يده. وكان الملكان اللذان عملا الرحي والطلسم يتسابقان إلى فراغ العمل، إذ بالسبق ستحق زواج المرأة، وكان صاحب الرحي فرغ أولا لكنه أخفى أمره عن صاحب الطلسم لئلا يترك عمله فيبطل الطلسم، لتحظى المرأة بالرحي والطلسم، فلما علم باليوم الذي يفرغ صاحب الطلسم في آخره أجرى الماء في الجزيرة من أوله وأدار الرحي، واشتهر ذلك، فاتصل الخبر بصاحب الطلسم وهو في أعلى القبة يصقل وجهه، وكان الطلسم مذهبا، فلما تحقق أنه مسبوق ضعفت نفسه فسقط من أعلى البناء ميتا، وحصل صاحب الرحي على المرأة والرحي والطلسم، وكان من تقدم من ملوك اليونان يخشى على الأندلس من البربر للسبب الذي قدمنا ذكره، فاتفقوا وجعلوا الطلسمات في أوقات

 (246)

اختاروا أرصادها، وأودعوا تلك الطلسمات تابوتا من الرخام، وتركوه في بيت بطليطلة، وكبوا على ذلك الباب قفلا تأكيدا لحفظ ذلك البيت، فاستمر أمرهم على ذلك " (7) .

ولما حان وقت انقراض دولة من كان بالأندلس ودخول العرب والبربر إليها، وذلك بعد مضي ستة وعشرين ملكا من ملوكهم من تاريخ عمل الطلسمات بطليطلة، وكان لذريق المذكور آنفا هو تمام السابع والعشرين من ملوكهم، فلما اقتعد أريكة الملك قال لوزرائه وخواص دولته وأهل الرأي منهم: قد وقع في نفسي من أمر هذا البيت الذي عليه ستة وعشرون قفلا شيء، وأريد أن أفتحه لأنظر ما فيه، لأنه لم يعمل عبثا، فقالوا: أيها الملك، صدقت، إنه م يصنع عبثا، ولم يقفل سدى، والرأي والمصلحة أن تلقي أنت أيضا عليه قفلا أسوة بمن تقدمك من الملوك، وكان آباؤك وأجدادك لم يهملوا هذا فلا تهمله، وسر سيرهم، فقال لهم: إن نفسي تنازعني إلى فتحه، ولا بد لي منه، فقالوا له: إن كنت تظن أن فيه مالا فقدره ونحن نجمع لك من أموالنا نظيره، ولا تحدث علينا بفتحه حادثا لا تعرف عاقبته؛ فأصر على ذلك، وكان رجلا مهيبا، فلم يقدروا على مراجعته، وأمر بفتح الأقفال، وكان على كل قفل مفتاحه معلقا، فلما فتح الباب لم ير في البيت شيئا إلا مائدة عظيمة من ذهب وفضة مكللة بالجواهر، وعليها مكتوب: هذه مائدة سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام، ورأى في البيت ذلك التابوت، وعليه قفل، ومفتاحه معلق، ففتحه، فلم يجد فيه سوى رق، وفي جوانب التابوت صور فرسان مصورة بأصباغ محكمة التصوير على أشكال العرب، وعليهم الفراء، وهم معممون على ذوائب جعد، ومن تحتهم الخيل العربية، وهم متقلدون السيوف المحلاة، معتقلون الرماح، فأمر بنشر ذلك الرق، فإذا فيه: متى فتح هذا البيت وهذا

 (247)

التابوت المقفلان بالحكمة دخل القوم الذين صورهم في التابوت إلى جزيرة الأندلس،وذهب ملك من فيها من أيديهم، وبطلت حكمتهم، فلما سمع لذريق ما في الرق ندم على ما فعل، وتحقق انقراض دولتهم، فلم يلبث إلا قليلا حتى سمع أن جيشا وصل من المشرق جهزه ملك العرب ليفتح بلاد الأندلس " (8) انتهى.

 

__________

(1) عاد إلى النقل عن ابن خلكان 4: 406.

(2) يعني ابن خلكان.

(3) ابن خلكان: مستدق.

(4) ك: محدودب.

(5) في الأصول: قابض.

(6) في الأصول: إلا.

(7) ابن خلكان: وركبوا على ذلك البيت بابا وأقفلوه، وتقدموا إلى كل من ملك منهم بعد صاحبه أن يلقي على ذلك ذلك الباب قفلا... الخ.

(8) انتهى النقل عن ابن خلكان.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.