المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

امكان التعبد بالظن ووقوعه خارجا
18-8-2016
بيعة مـروان بن الحكم
17-11-2016
الاخراج بين الوظيفة والجمال
9-8-2020
السجود
2023-07-19
معنى {نُدٰاوِلُهٰا بَيْنَ النّٰاسِ}
22-11-2015
تحميل أو تصبير الأكاروسات على شرائح Acarus Mounting
19-7-2021


سيرة الامام زين العابدين ( عليه السّلام ) في بيته  
  
1118   04:59 مساءً   التاريخ: 2/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص36-40
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016 3325
التاريخ: 15-04-2015 26149
التاريخ: 11-4-2016 3286
التاريخ: 15-04-2015 4281

كان الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) من أرأف الناس وأبرّهم وأرحمهم بأهل بيته ، وكان لا يتميّز عليهم ، وقد اثر عنه أنّه قال : « لئن أدخل إلى السوق ومعي دراهم ابتاع بها لعيالي لحما وقد قرموا[1] أحبّ اليّ من أن أعتق نسمة »[2].

وكان يبكر في خروجه مصبحا لطلب الرزق لعياله ، فقيل له : إلى أين تذهب ؟ فقال : أتصدّق لعيالي قبل أن أتصدّق . ثم قال : من طلب الحلال ، فإنّه من اللّه عزّ وجلّ صدقة عليهم[3].

وكان ( عليه السّلام ) يعين أهله في حوائجهم البيتية ، ولا يأمر أحدا منهم فيما يخصّ شأنا من شؤونه الخاصة ، كما كان يتولّى بنفسه خدمة نفسه خصوصا فيما يخصّ إلى شؤون عبادته ، فإنّه لم يك يستعين بها أو يعهد إلى أحد في قضائها .

مع أبويه :

وقابل الإمام المعروف الذي أسدته إليه مربّيته بكلّ ما تمكّن عليه من أنواع الإحسان ، وقد بلغ من جميل برّه بها أنّه امتنع أن يؤاكلها فلامه الناس ، وأخذوا يسألونه بإلحاح قائلين : أنت أبرّ الناس وأوصلهم رحما ، فلما ذا لا تؤاكل امّك ؟ فأجابهم جواب من لم تشهد الدنيا مثل أدبه وكماله قائلا : « أخشى أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها فأكون عاقّا لها »[4].

ومن برّه لأبويه دعاؤه لهما ، وهو من أسمى القواعد في التربية الإسلامية الهادفة ، وهذه مقاطع من هذه اللوحة الخالدة من دعائه ( عليه السّلام ) :

« . . . واخصص اللهمّ والديّ بالكرامة لديك والصلاة منك يا أرحم الراحمين . . .

وألهمني علم ما يجب لهما عليّ إلهاما ، واجمع لي علم ذلك كلّه تماما ، ثم استعملني بما تلهمني منه ، ووفّقني للنفوذ فيما تبصرني من علمه . . . اللهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف ، وأبرّهما برّ الام الرؤوف ، واجعل طاعتي لوالديّ وبرّي بهما أقرّ لعيني من رقدة الوسنان ، وأثلج لصدري من شربة الظمآن ، حتى أوثر على هواي هواهما ، واقدّم على رضاي رضاهما ، واستكثر برّهما بي وإن قلّ ، واستقلّ برّي بهما وإن كثر ، اللهمّ خفّض لهما صوتي ، وأطب لهما كلامي ، وألن لهما عريكتي ، واعطف عليهما قلبي ، وصيرني بهما رفيقا وعليهما شفيقا . . . اللهمّ اشكر لهما تربيتي ، وأثبهما على تكرمتي ، واحفظ لهما ما حفظاه منّي في صغري . . . اللهمّ لا تنسني ذكرهما في أدبار صلواتي ، وفي إنا من آناء ليلي ، وفي كل ساعة من ساعات نهاري . . . اللهمّ صلّ على محمد وآله ، واغفر لي بدعائي لهما ، واغفر لهما ببرّهما بي . . . »[5].

مع أبنائه :

أمّا سلوك الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين ( عليه السّلام ) مع أبنائه فقد تميّز بالتربية الإسلامية الرفيعة لهم ، فغرس في نفوسهم نزعاته الخيّرة واتّجاهاته الإصلاحية العظيمة ، وقد صاروا بحكم تربيته لهم من ألمع رجال الفكر والعلم والجهاد في الإسلام .

فكان ولده الإمام محمد الباقر ( عليه السّلام ) أشهر أئمّة المسلمين ، وأكثرهم عطاء للعلم .

وأمّا ولده عبد اللّه الباهر فقد كان من أبرز علماء المسلمين في فضله وسمّو منزلته العلمية .

أمّا ولده زيد فقد كان من أجلّ علماء المسلمين ، وقد برع في علوم كثيرة كعلم الفقه والحديث والتفسير وعلم الكلام وغيرها ، وهو الذي تبنّى حقوق المظلومين المضطهدين ، وقاد مسيرتهم الدامية في ثورته التي نشرت الوعي السياسي في المجتمع الاسلامي ، وساهمت مساهمة إيجابية وفعّالة في الإطاحة بالحكم الأموي[6].

وزوّد الإمام ( عليه السّلام ) أبناءه ببعض الوصايا التربوية لتكون منهجا يسيرون عليه ، قال ( عليه السّلام ) :

1 - « يا بنيّ ، انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق » فقال له ولده : من هم ؟ قال ( عليه السّلام ) : « إيّاك ومصاحبة الكذّاب ، فإنّه بمنزلة السراب ، يقرّب لك البعيد ويبعّد لك القريب . وإيّاك ومصاحبة الفاسق ، فإنّه بايعك بأكلة أو أقلّ من ذلك . وإيّاك ومصاحبة البخيل ، فإنّه يخذلك في ماله ، وأنت أحوج ما تكون إليه . وإيّاك ومصاحبة الأحمق ، فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك . وإيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه ، فإنّي وجدته ملعونا في كتاب اللّه . . . »[7].

2 - قال ( عليه السّلام ) : « يا بنيّ ، اصبر على النائبة ، ولا تتعرّض للحقوق ، ولا تجب أخاك إلى شيء مضرّته عليك أعظم من منفعته لك . . . »[8].

3 - وقال ( عليه السّلام ) : « يا بنيّ ، إنّ اللّه لم يرضك لي فأوصاك بي ، ورضيني لك فحذّرني منك ، واعلم أنّ خير الآباء للأبناء من لم تدعه المودّة إلى التفريط فيه ، وخير الأبناء للآباء من لم يدعه التقصير إلى العقوق له »[9].

مع مماليكه :

وسار الإمام ( عليه السّلام ) مع مماليكه سيرة تتّسم بالرفق والعطف والحنان ، فكان يعاملهم كأبنائه ، وقد وجدوا في كنفه من الرفق ما لم يجدوا في ظلّ آبائهم ، حتّى أنّه لم يعاقب أمة ولا عبدا فيما إذا اقترفا ذنبا[10].

وقد كان له مملوك فدعاه مرّتين فلم يجبه ، وفي الثالثة قال له الإمام برفق ولطف : « يا بنيّ ، أما سمعت صوتي ؟ » قال : بلى . . . ، فقال له ( عليه السّلام ) : « لم لم تجبني ؟ » فقال : أمنت منك ، فخرج الإمام وراح يحمد اللّه ويقول : « الحمد للّه الذي جعل مملوكي يأمنني . . . »[11].

 


[1] قرموا : اشتدّ شوقهم إلى اللحم .

[2] بحار الأنوار : 46 / 67 عن الكافي : 2 / 12 .

[3] بحار الأنوار : 46 / 67 عن الكافي : 2 / 12 .

[4] الكامل للمبرد : 1 / 302 ، وشذرات الذهب : 1 / 105 ، ومناقب آل أبي طالب : 4 / 176 عن أمالي النيشابوري .

[5] الصحيفة السجادية ، دعاؤه لأبويه .

[6] حياة الإمام زين العابدين ، دراسة وتحليل : 55 - 56 .

[7] أصول الكافي : 2 / 376 ، والاختصاص : 239 ، وتحف العقول : 279 ، والبداية والنهاية : 9 / 105 .

[8] البيان والتبيين : 2 / 76 ، العقد الفريد : 3 / 88 .

[9] العقد الفريد : 3 / 89 .

[10] اقبال الأعمال : 1 / 443 - 445 باسناده عن التلعكبري عن ابن عجلان عن الصادق ( عليه السّلام ) وعنه في بحار الأنوار : 46 / 103 - 105 . و 98 / 186 - 187 .

[11] الإرشاد : 2 / 147 ، ومناقب آل أبي طالب : 4 / 171 وفي تأريخ دمشق : 36 / 155 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.